''الجنرال القعيد ''.. الذي ''دوَّخ'' تل أبيب بـ''كرسي متحرك''
كتب ـ محمد الصاوي:
للمرة الخامسة تفشل الالة العسكرية للكيان الصيهوني فى اغتيال محمد الضيف القائد العسكري لكتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، محاولات الاغتيال لم تتوقف لتصفية ''الضيف'' كان أخرها بالأمس لكنها لم تتمكن من هدفها بشكل جيد واغتالت زوجة الضيف وابنه الذي لم يبلغ الثالثة من عمره .
محمد الضيف الذي يسير على طريق الشيخ القعيد أحمد ياسين الأب الروحي لحركة حماس الذي اغتالته أجهزة الاستخبارات الاسرائيلية فى مارس 2004 اثر قيام مروحية اسرائيلية باطلاق 3 صواريخ عليه اثناء خروجه من المسجد بعد اداء صلاة الفجر على كرسيه المتحرك بحي الصبرة بقطاع غزة، مما تسبب فى استشهاده وسبعة من مرافقيه واصابة اثنان من أبنائه ، قد يكون هناك عوامل مشتركة بين الجنرال والشيخ منها خشونة النشأة والفقر، والغموض وأخرها الصدفة فى أن كلاً منهما قعيد واستطاع إصابة تل أبيب العاصمة الاسرائيلية بالهلع من على الكرسي المتحرك الا أن الشيخ ياسين استشهد بعد المحاولة الثانية لاغتياله وكانت المرة الأولى حين تعرض الشيخ لمحاولة اغتيال فاشلة في 6 سبتمبر عام 2003م، عندما كان في إحدى الشقق بغزة وبرفقته إسماعيل هنية –رئيس الوزراء السابق- حيث استهدف صاروخ أطلقته طائرات حربية صهيونية المبنى السكني الذي كان يتواجد فيه مما أدى إلى جرحه هو و15 من الفلسطينيين، إلا أن جروحه لم تكن خطيرة.
محمد الضيف ''الغامض دائماً'' والحريص أيضاً لديه قدرة علي التخفي وسط المواطنين ويحمل عدة جوازات سفر ومجموعة متنوعة من بطاقات الهوية كما أن محمد الضيف لا يخالط سوي عدد قليل جداً من الأشخاص المختارين بعناية وربما كان ذلك سبباً في بقائه علي قيد الحياة حتي الآن في رأي العديد من الخبراء العسكريين .
ولد محمد الضيف واسمه الحقيقي محمد دياب المصري، في 1965 في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين جنوب قطاع غزة. وسمي بالضيف لأنه ''لا يستقر في أي مكان أصلا''، ، ويصف الضيف ووفقاً لما قاله مصدرقيادي فى حركة حماس بأنه كان ''مبدعا في العمل المسرحي والفني، لكنه نشيط جدا في التطوع وخدمة الطلاب الفقراء خصوصا''، مشيرا إلى أنه كان يمكن وصفه حينها بأنه ''شاب خجول ومؤدب دمث الخلق، صوته دائما منخفض، هادئ بطبيعته ومتواضع، ويحب القراءة والعمل الخيري، ومولع بالعمل العسكري منذ أن كان مراهقا''.
بدأ ''الضيف'' نشاطه العسكري في أيام الانتفاضة الأولى، حيث انضم لصفوف ''حماس'' في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين اعتقل الضيف للمرة الاولى فى نفس العام مع مئات من عناصر وقادة حركة حماس وأمضى 16 شهرا في الاعتقال الإداري دون محاكمة. وتولى مساعده أحمد الجعبري قيادة عمليات كتائب القسام. واغتالت إسرائيل الجعبري في 14 نوفمبر في بداية العملية العسكرية على قطاع غزة في 2012 التي أطلقت إسرائيل عليها اسم ''عمود السحاب'' واستمرت لثمانية أيام وفقاً لما ذكرته جريدة الشرق الاوسط .
وبعدها انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة ''القسام'' في قطاع غزة، ومكث فيها فترة من الزمن، وأشرف على تأسيس كتائب القسام الجناح المسلح لحركة حماس واشرف على عمليات المقاومة ضد اسرائيل .
وتعتبره إسرائيل أنه هو من يقف وراء سلسلة التفجيرات الانتحارية التي نفذتها حركة حماس واستهدفت حافلات وأماكن عامة في تل أبيب والقدس في الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وتحمله مسؤلية موت عشرات المدنيين ما جعله يحتل الاسم الاول على قائمة الاغتيالات الاسرائيلية .
كما تتهم إسرائيل الضيف بالقيام بالعديد من العمليات والهجمات على أهداف إسرائيلية وكذلك باختطاف الجندي الاسرائيلي ''نحشون فاكسمان'' عام 1994 والذي قتل خلال عملية إطلاق سراحه.
كما تتهم إسرائيل الضيف بالوقوف خلف العديد من العمليات التي أودت بحياة إسرائيليين في داخل المدن الاسرائيلية ومن بينها العمليات التي تلت اغتيال إسرائيل للقائد السابق لكتائب القسام يحيى عياش والذي أُغتيل بواسطة هاتف نقال مفخخ في يناير 1996 والتي أودت بحياة نحو ستين إسرائيليا.
كل هذا ولازال الضيف هدفاً مستعصياً على أجهزة الاستخبارات والأمن الاسرائيلية ، ولازال صداع فى رأس الحكومة، ورعباً فى قلب الشعب اليهودي،الذي يحلم بأن يقضي جيش إسرائيل على ''الضيف الكابوس ''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: