لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بالصور.. أعرف أحوال البلد من ''فريدة''

07:26 م الأحد 02 مارس 2014

بالصور.. أعرف أحوال البلد من ''فريدة''

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- دعاء الفولي:

في أحد الأيام اتخذ القرار، اشترى الدراجة نائيًا بنفسه عن أبواق السيارات المتخبطة في شوارع القاهرة الكبرى، لا يتوقف نفيرها عن الانطلاق، ولا سائقوها عن الاصطدام سويًا لأي سبب، ألقى تفاصيل المرور المزدحم خلف ظهره. ورغم أن حركة ''فريدة'' - كما أسماها- تُرهقه؛ لكنها تقيه أمراض القيادة في مصر.

يراها ''محمود يحيى'' مختلفة؛ لذا كان الاسم مُعبرًا عنها، ما جعل أمر الحركة بها أيسر هو قُرب مقر عمله بمنطقة قصر العيني من المنزل ''أنا ساكن في السيدة زينب وبالعجلة 3 دقايق''، يقودها لأماكن أبعد ''بروح بيها في كل مكان، روحت بيها العباسية والمطار''، عزاء ''يحيى'' في شعوره بالتعب نهاية اليوم ''إني بخلص حاجات كتيرة، ممكن في أربع ساعات أروح وأقضي كام مشوار''، خاصة مع امتلاكه لشركة أجهزة طبية، فيتطلب عمله الحركة الدائمة.

حتى فبراير من العام 2013، كانت الدراجة مجرد وسيلة انتقال للشاب العشريني، عندما اختفى صديقه ''محمد الجندي''، ''فضلنا ندور على محمد كذا يوم وكنت أول واحد عرفت إنه موجود في مستشفى الهلال مُصاب''، بعد بقاءه بالمستشفى بضعة أيام حدثت الوفاة، ثم الجنازة بمسجد عمر مكرم، والتي تناقلتها وسائل الإعلام. صبيحة الوفاة اصطدم ''يحيى'' بمشهد غير اتجاهه ''لقيت في التليفزيون جنازة الجندي واحد ماشي فيها راكب موتوسيكل ومعلق عليه يافطة مكتوب عليها ولا يوم من أيامك يا مبارك''، استفزت الكلمات صديق الشاب المقتول ''قررت إني أعمل زيه على العجلة بس للثورة''.

لم يريد صاحب شركة الأجهزة الطبية، أن ترتبط الثورة بمكان وزمان معين، جُمل كثيرة كُتبت على اللافتة المزدوجة التي وضعها على الدراجة ''عايز حقي.. مُرسي سرقني''، ''عصابة الإخوان بتسرق مصر وتقتل شعبها''، في البداية كانت الجملة الأخرى الموجودة على اللافتة ترجمة لنظيرتها العربية ''كنت عايز أوصل الرسالة للعالم كله عن اللي بيحصل بمصر''.

ردود أفعال المواطنين بالشارع تفاوتت دائمًا ''وقت حكم مرسي كان كتير يشوفوني كاتب حاجة معارضة يقولولي برافو عليك والله ينور''، لم يتعرض لمواقف معادية لما يفعل إلا قليلًا، أحدها كان بميدان الجيزة عندما اجتمع حوله خمسة رجال يتسائلون عن لافتة ''ارحل يا كذاب''، وماهية الشخص المقصود ''لقيت نفسي بقولهم أنا قصدي على مدير الشغل عندي إنه يمشي عشان هو كذاب''، لم يستطع أحدهم استيعاب الإسقاط بكلامه على حد تعبيره، فانسحبوا دون تطور المحادثة.

فريدة ''يحيي'' لم تكن لأغراض السياسة دائمًا، كم من مرة وضع عليها لافتات مُنددة بالتحرش الجنسي والمضايقات، خاصة بعدما حاول منعها مستخدمًا الدراجة ''كنت في الأعياد بنزل من بعد 9 الصبح أمشي في الشارع وأشوف المعاكسات عشان أمنعها قدر المستطاع''، لم يغفل تشجيع المواطنين أيضًا على ركوب الدراجات بدلًا من المواصلات الأخرى ''العجل للجميع: ضد الزحمة والتلوث والبنزين''، هناك بعض السلوكيات دفعت ''يحيي'' لتغيير الجمل ''كنت بشوف واحد راكب عربية فخمة وبيفتح القزاز يرمي ورقة''؛ فعلق لافتة ''بلدك هي بيتك حافظ على نظافة الشارع وابدأ بنفسك''، كان يصنع اللافتات بنفسه في كل مرة حسب الحدث.

لم يتغير الوضع للأفضل بعد انتهاء حكم الرئيس المعزول ''محمد مرسي''، هكذا يرى صنع اللافتات، لهذا لم يتوقف بعدها عن الخروج بها، مستخدمًا طريقة جديدة في التعبير ''السخرية من الواقع هي أكتر حاجة كانت مناسبة عشان كدة كتبت إن مفيش أزمات وإني منشكح من الاستقرار''، مُستقبلًا بها تعليقات الناس الذين امتلأت أغلبيتهم بالتعجب مما وضع عليها ''خاصة أما كنت واقف وسط عربيات والدنيا زحمة، كان فيه تناقد بين كلامي والواقع''، معظم من تجاوبوا معه علموا أنه يسخر، وقليل لم يعلم.

أزمة التصنيف تبعًا للشكل الظاهري، لم تترك صاحب الدراجة، بينما كان ''مرسي'' رئيسًا للجمهورية، واجهه الناس بانتماءه لجماعة الإخوان المسلمين بسبب الذقن ''كنت بقولهم إن الإخوان مبيمثلوش الإسلام لكن مكنش كلهم بيصدقوا''، بعد رحيل''مرسي'' عانى من تبعات التصنيف أكثر من ذي قبل ''مرة كنت معدي بلافتة عليها دستوركم باطل وقت الدستور الأخير، راجل وست قاعدين جوة كشك خرج الراجل وشتمني''، اجتمع حوله عدة أشخاص بسبب المشادة الكلامية مع صاحب الكشك الذي اعتقد أنه يتبع الإخوان، مع محاولات من ''يحيي'' لتوصيل معلومة أنه غير تابع لأي تيار أو حزب سياسي، بينما سعى الرجل لتقطيع اللافتة، لكن الموقف مر بسلام.

''انا مش بعارض لمجرد المعارضة''، قال ''يحيي''، بعض تعليقات الشارع والأصدقاء نصحته بالتوقف خوفًا عليه ''بيقولولي كفاية كدة أو خلي بالك بس لو أنا وقفت عن اللي بعمله هبقى متناقض''، تفاقم الوضع عندما تم القبض عليه منذ عدة أيام قريبًا من مقر عمله، لم يمكث داخل قسم ''السيدة زينب''
طويلًا بعد أن تسائل مدير المباحث عن ماهية اللافتات ''سألني عن الفكرة بتاعة اللافتة وقال إنه فيه احتقان في الدولة وطلب مني إني أهدى شوية''، لم يستغرقه البقاء في القسم أكثر من ساعة، عاد بعدها لمقر عمله مع ''فريدة''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: