إعلان

بالصور- رحلة مصور مصري في قرية تركية بملامح مصرية

06:10 م الجمعة 12 ديسمبر 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- رنا الجميعي:

يعلم أن لا مسافات بين البلاد، تلك الخطوط التي رسمها أحدهم وأسماها حدود، هي في مخيلته لا شيء، يوقن أن الشعوب لها مسارات تحيد عن السياسة، تبعد بعدة خطوات عن مرمى المصالح والعداوات، لترتكن إلى تراث مُتبادل وأمور حياتية تهم أناس عاديون، لا يخطر ببالهم متاعب السياسة التي تشغل مساحات كبيرة من وسائل الإعلام.

هذا ما وجده محمد عبدالجواد، مصور صحفي حر، بتركيا، أقام أربعة أيام بقرية ''بفرة''، لدى عائلة صديقه التركي، رصد بكاميرته الأمور الحياتية فيها فلم يجد اختلاف كبير بين هنا وهناك، كما تركز السينما المصرية على حياة أهل القاهرة أكثر من الأقاليم وهو ما يعكس اهتمام بالمركز أكبر، هو ما لاقاه ''عبدالجواد'' بتركيا ''الاهتمام بإسطنبول أكتر من أهل القري''، لذا كانت الحياة ببفرة متواضعة ''مش بدرجة الإهمال هنا لكن قريبة''.

تعرف إلى صديقه منذ عدة سنوات وهو من زرع به الاهتمام الثقافي بتركيا ''بدأت أسأل عن الحياة هناك''، مع الوقت أخذ ''عبد الجواد'' في تعلم اللغة التركية بنفسه، يقرأ لكتاب أتراك منهم ''أورهان باموق''، يستمع إلى شباب عن تركيا، وفي أكتوبر عام 2013 ذهب المصور إلى ''بفرة'' بتركيا.

يحكي ''عبدالجواد'' عن تلك الأيام القليلة هناك، ظنّ أنه سيجد الأسرة في انتظاره ترحب به ترحيب أكثر مما ينبغي، لكن ما وجده المصور هو معاملة العائلة له كفرد بهذه الأسرة لا غريب، وجدهم مجتمعين على العشاء، ووالدة صديقه أصرت على ارتدائه ملابس لديهم، وجد البيت بحالته العادية غير المرتبة.

وإذا كان ''عبدالجواد'' لم يُعامل معاملة الغريب داخل البيت الصغير، فكانت بالمثل خارجه، رحّب به رواد القهوة، لاحظ المصور أن ملامح الأتراك لم تبعد عنّا كثيرًا، نسبة المصريين ذو الجينات التركية حسب دراسة أنثروبولوجية تصل إلى 30% ''الجينات دي من المماليك ذو الأجناس التركية''.

في جلسات القهوة تلك حينما عرّف صديق ''عبدالجواد'' أنه مصري، التفت له الناس بشكل مغاير قليلًا وبدأ حديث السياسة ''سألوني عن الأخبار في مصر وفيه مظاهرات ولالا''، كانوا على هذا القدر من الاهتمام البسيط ، والذي انتهى بمجرد إجابته عليهم وانشغلوا ثانية في مناقشة الأمور الحياتية، وهو ما جعل المصور يرى أن تركيا تخلو من التضخيم الإعلامي، وأن هناك ما يشغل حياة المواطن بعيدًا عن السياسة ''لو أردوغان بيلقي كلمة في التليفزيون يتقال اقلبوا على المسلسل اللي بنحبه''.

قابل ''عبدالجواد'' على المقهى كثير ممن أبدوا إعجابهم بمصر ''كان عاجبهم شكل الحياة في مصر وبيتكلموا بانبهار عن النيل والأزهر''، من ضمن هؤلاء كان ''شعبان'' اليوغسلافي الذي قدم إلى تركيا، ولاقى المصور بترحاب أكبر، حكى له الرجل اليوغسلافي عن الفترة التي قضاها في مكة وأن المصريين هم الوحيدون الذين ساعدوه هناك ''سكن معاهم وقدموا له الأكل وعلموه الفول بيتعمل ازاي''.

لم تختلف ملامح قرية ''بفرة'' عن أي قرية مصرية، حتى العادات التي تحيط بأهلها تشابه عادات أهالي القرى، البذخ الواضح في تقديم الأكل، والذوق الواضح في السلوكيات ''كمان ممكن يشركوني في حل مشكلة بتواجههم''، تلك البساطة في التعامل جعلت ''عبدالجواد'' ''نسيت إني في قرية في تركيا''.

الطعام كان من الأشياء الكثيرة المشتركة بين البلدين ''المحشي بأنواعه، الفاصوليا الخضرا والبيضا، شيش طاووق والكباب''، لا يعلم المصور ما البلد التي أثّرت في الأخرى لكنه يعلم أن التأثير متبادل.

الشباب التركي لم يكن بحال أفضل من الشباب المصري، فالشباب التركي مهتم أكثر بالأمور الحياتية و''لقمة العيش'' في حين أن دراية الشباب المصري بوضع البلد والعالم أكبر، كما لاحظ المصور أن معرفة الأتراك فيما يرغبون في العمل به أو تحقيقه مشوش ''هنا الشباب عارفين هما عاوزين إيه، هناك بيشتغلوا عشان يجيبوا فلوس ويقدروا يتجوزوا''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان