''محمد زين''.. أصغر مُعتقل في سجون إسرائيل
كتبت - نوريهان سيف الدين:
لم يتوقع ''زين الماجد'' وزوجته وأطفالهم أن خطوات الجنود المدججة بالسلاح العابثة بأرجاء المنزل تبحث عن ابنهم، الصادر بحقه أمر اعتقال وموجهة إليه تهمة ''إصابة مستوطن بجراح جراء إسقاطه ببئر للصرف الصحي''.
من جديد، عاودت قوات سلطة الاحتلال الاسرائيلي أعمالها المستفزة للسكان الفلسطينيين بالقدس المحتلة؛ ففي نهاية الاسبوع الماضي، داهمت القوات العسكرية الإسرائيلية منازل الفلسطينيين و قامت بعمليات اعتقال واسعة، إلا أن أكثر عملية مداهمة واعتقال كانت تلك الصادرة بحق ''محمد الماجد''، الطفل البالغ من العمر (4 سنوات).
المنزل الصغير الكائن بـ''حارة السعيدية'' بالقدس المحتلة حوصر بالسلاح وقوات الأمن الاسرائيلية، وخاب رجاء الأب في إقناع قائد الفرقة المكلفة باعتقال الصبي الصغير أنه لم يتعد عمره أصابع اليد الواحدة، وحتى بعد التحقق من أوراق ثبوت الهوية، وأن الأمر قد لا يعدوا كونه (تشابها في الأسماء)، إلا أن الضابط الاسرائيلي أصر على اصطحاب الطفل للمخفر القريب من المنزل، مما اضطر الأب إلى الاصرار على اصطحاب طفله مما تكلف الأمر مكن متاعب وتوجيه اتهام بـ''اعاقة السلطات عن تنفيذ الأوامر''، وبالفعل صاحب الأب ''زين'' ابنه الصغير ''محمد'' وفي حقيبته ''حليب وحفاضات وبطانية صغيرة''.
أكثر من 1500 حالة اعتقال صادرة بحق ''الأطفال والقاصرين''، أمرت بها سلطات الاحتلال تجاه الفلسطينيين، إلى جانب ما يقارب 350 أمر وأحكام قضائية متفاوتة، مما أجبر مراكز المراقبة وحقوق الإنسان الفلسطينية و الدولية بتحذير السلطات الإسرائيلية من استهداف الأطفال الفلسطينيين، واعتماد الصدام واستفزاز العائلات التي باتت رهينة لقمع وتنكيل قوات الأمن، بهدف خلق حالة من الخوف والرعب تحول دون تفاعل سكان القدس و القطاعات الأخرى من التفاعل مع دعوات النشطاء للتظاهر تنديدا بـ''مخطط برافر''.
وحذر كل من ''مركز وادي حلوة للمعلومات وحقوق الإنسان'' و ''مؤسسة الضمير''، الجهات الإسرائيلية من ''سياسة التمييز و العنصرية'' والمبالغة في فرض الغرامات وانتهاكات مواثيق حقوق الطفل الدولية''، أيضًا حذرا من التداعيات النفسية والاجتماعية على الأجيال الناشئة التي تتعرض للاعتقال، لافتا إلى أن قمع الطفل وإدراجه في السجل الجنائي ''يترك ترسبات سلبية على مستقبله، ويحول دون انخراطه بالحياة الاجتماعية مع محاذير انزلاقه إلى وكر العنف والمخدرات، ويلاحظ أن الطفل الذي عانى التحقيق والاعتقال والمطاردة يتصرف وكأنه شاب بالغ، تجده يتمرد غالبا على أهله ومجتمعه''.
من جانبها، قالت الناطقة بلسان الشرطة الإسرائيلية للإعلام العربي، لوبا السمري، إن ''شرطة إسرائيل تعمل وفقا لتعليمات القانون وإجراءات واضحة وملزمة تدمج بين واجب الانصياع والامتثال للقانون، وللقاصرين والأحداث هنالك أحكام وبنود خاصة تندرج تحت قانون الأحداث والمقاضاة، والعقاب وطرق المعالجة من عام 1971.
وأضافت: ''القانون يضمن للقاصرين الأحداث معاملة وحماية خاصة بنطاق الإجراءات الجنائية، بالمثول للتحقيق قبالة محقق أحداث مؤهل، وقبل اقتياده وإحضاره لمركز الشرطة يتم تبليغ أهل القاصر والسماح لهم بمرافقته خلال سير التحقيق، إلى جانب إعلام الجهات الرسمية والاجتماعية بالاعتقال والتحقيق''.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: