''الدستور الجديد وعليه قانون التظاهر هدية''.. بضاعة ''حسن'' أمام ''المترو''

كتبت - يسرا سلامة:

إن كنت تمر في طريقك عبر محطة مترو ''جمال عبد الناصر'' الكائنة بوسط القاهرة؛ فإنك على الأغلب ستلتقى به، أو ستسمع صوته يناديك من زوايا المحطة العتيقة، يتردد صداه وسط المارة ''أقرا الدستور الجديد وعليه قانون التظاهر هدية''.

على سلالم محطة ''عبد الناصر'' يقف ''حسن'' وسط مجموعة متراصة من النسخة النهائية من مسودة دستور 2013، يجد ''حسن'' فيها فرصة لـ''أكل العيش'' والرزق؛ فعلى الرغم إنها ليست مهنته بالأساس، ويعمل بأحد المعاهد الفنية، لكنه وجد فى ''موسم الدستور'' مكانًا للرزق.

''أنا ببيعه وموافق عليه''، لم يفرق ''حسن'' الثلاثيني في العمر بين المادة التي يبعها، ورأيه فيها؛ فهو على الرغم من عدم انتهائه من قراءة مواد الدستور جميعها؛ لكنه سيصوت بـ''نعم'' في الاستفتاء القادم، ويرى أن أفضل ما في الدستور ''باب الحريات''، حسب قوله.

''خمسة جنيهات''، ثمن للمسودة التي يروجها ''حسن'' للمارة في المحطة، تاركًا بداخلها نسخة من قانون التظاهر المختلف عليه، بجانبهم يضع صورًا للفريق أول عبد الفتاح السيسي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، الذي ذكر عنه ''حسن'' إنه ''وقف جنب البلد والبلد هتقف جنبه''.

لكن صورة ''السيسي'' بحسب بائعها لم تعد تلق نفس الرواج التي شهدته منذ 30 يونيو؛ فالإقبال عليها ''خف شوية''، ويبرر حسن سبب هذا التراجع ''الناس مزاجها اتغير شوية''.

''للأسف الإخوان هيصوتوا بلا، أو يقاطعوا الدستور قبل ما يقروه، لإنهم معترضين على الحكومة والسلطة أصلًا، الإخوان لازم يقروه الأول وبعدين يحددوا رأيهم''، رسالة وجهها ''حسن'' إلى أعضاء جماعة الإخوان المسلمين لمراجعة موقفهم من المشاركة في الاستفتاء على الدستور.

لم يظهر ''حسن'' أي حافز للشعار الذي كتب على كتاب الدستور ''نعم للمشاركة تعني نعم لثورتي يناير ويونيو''، ويعلق عليها قائلًا: ''طيب والناس اللي ما شاركتش في أي ثورة؟!، كنت اتمنى إنه لا يوجد أي تحيُز في الدعاية للدستور، ببساطة لو مش عاجبنا الدستور مش هنوافق عليه''.

هتافات منددة، وغمزات معترضة يسمعها ''حسن'' يوميًا من الرافضين لمسودة الدستور الجديد، بجانب عدد كبير من المارة لا يهتم أصلًا بالاطلاع على بنود الدستور المطروح؛ فبحسب ''حسن'' أغلب المعرضين عن المسودة من الشباب ''للأسف أغلب الشباب محبط من السياسة، وكمان لإن الدستور ما اهتمش بيهم بالقدر الكافي''، حسب قوله.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة... للاشتراك ...اضغط هنا