لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

عايز تشتغل صحفي.. أجّر ''بودى جارد''

08:38 م الإثنين 04 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد منصور:

من الجمهور وإليه، هكذا يُعرف البعض الصحافة، التي تحولت في الآونة الأخيرة من مهنة البحث عن المتاعب، لمهنة قد تودى بصاحبها إلى القبر.

المكان: أكاديمية الشرطة، مقر محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى.. المشهد: سيدة شقراء تُمسك بميكرفون تشير العلامة المطبوعة على انتماؤه لإحدى المحطات الفضائية العالمية، تتحدث في سرعة وثقة، ينقل المُصور عدسة الكاميرا بين وجهها وبين محيط الأحداث، في الوقت الذى يقف فيه شخصاً ضخم الجثة، عريض المنكبين بالقرب منها وخارج ''كادر'' التصوير، مهمته ليست تقنية أو تحريرية، فهو لا يعلم عن الصحافة شيء، فقط يُدفع به للحماية الشخصية.

انتشار ظاهرة ''البودى جارد'' في الصحافة شيء يثير الاهتمام، فمعظم القنوات الفضائية، وخصوصاً الأجنبية، تستخدم بجانب طاقمها المعتاد أفراد حراسة وأمن فـ''مصر لم تعد آمنة.. صارت خطيرة جداً'' يقولها ''رجل الأمن'' المصاحب للمذيعة الشقراء، مؤكداً أن المؤسسة الإعلامية استأجرته من خارج مصر للقيام بمهمات الحراسة.

على بُعد خطوات، تلمح عين رجل الأمن ''المحترف'' مشادة بين أحد العاملين في قناة فضائية مصرية وبين عدد من المتظاهرين، يشير إلى المذيعة بنظرة ذات مغزى، تختم المذيعة التقرير بسرعة وارتباك، في الوقت الذى يُلقى فيه أحد أنصار الرئيس السابق حجر على سيارة قناة مصرية، يتحطم الزجاج وتتفاقم المشكلة، يعتدى بعض المتظاهرين بالضرب على طاقم القناة المصرية، فيما يحمل الحارس الأجنبي معدات التصوير بيد وباليد الأخرى يفسح الطريق أمام طاقم قناته ليخرجهم في أمان من الموقف المشتعل.

حرية الصحافة في مصر لم تعد مكفولة بالقدر الكافي، والاعتداء على الصحفيين صار نبراساً لكلاً من المتظاهرين والأمن، فأينما تواجد الصحفي يُصبح عدو، وحوادث الاعتداء على الطواقم الصحفية صارت متكررة ووصلت إلى حد القتل، الأمر الذى يجبر الصحفيين على الاستعانة بمن يحميهم، على حد قول عصام محمود، أحد العاملين المصريين في مجال حراسة الصحفيين. التحرش بالصحفيات علاوة على محاولات سرقة المعدات في الأحداث الساخنة يؤكد أن مهنة ''عصام'' أخذت بعداً جديداً، فبعد أن كان الشاب العشريني يعمل على حماية الشخصيات الهامة فقط أتسع ''السوق'' ليشمل ''الصحفيين والمحامين والنشطاء السياسيين''، مما أدى لارتفاع ثمن ''خدماتهم'' لتصل إلى أكثر من 1500 جنيه في اليوم الواحد.

''الأجانب هما اللى بيخافوا على رجالتهم''، يقول ''عصام'' مؤكداً أن معظم الطلبات الواردة إليه تأتى من مؤسسات عالمية، قادرة على دفع الثمن ''لكن المصري سواء صحفي أو غيره دمه رخيص على بلده ومؤسسته'' - على حد تعبيره.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: