إعلان

استفتاء الدستور.. موسم ''أكل عيش'' الغلابة في ''أبو أتاتة''

12:37 ص الإثنين 24 ديسمبر 2012

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - يسرا سلامة ودعاء الفولي:
منذ أن دخلت مصر في موكب الاستفتاءات والانتخابات، أصبحت فكرة وجود الباعة في أماكن الاستفتاءات أمر مفروغ منه، لا سيما البائعين ''الأرزقجية'' الذين يعتمدون على رزق اليوم بيومه لرعاية أطفالهم وأسرهم.

إذا كنت من ساكنى منطقة ''أبو أتاتة '' فى لجنة مدرسة ''مصطفى كامل'' بالجيزة واشتهت نفسك ساندوتشات الكبدة، ستجد عم ''محمد عطا'' يقف بعربة ''سوزوكى'' أمام اللجنة على الصف الأخر، يمسك بحرفية '' سكينة'' لطهى اللحوم والكبدة، لكى يستجيب لعدد من الزبائن بعد أن تركوا أماكنهم ''محجوزة'' فى طابور الاستفتاء، من أجل اللحاق بسندوتش لا يتعدى ثمنه الخمس جنيهات.

يقول ''عم محمد'' :''أنا بعمل كبدة وسجق والصبح كان معايا طعمية، وحسب الظروف من مكان للتأني بيبقى سعر الأكل، يعنى مثلاً في اكتوبر بيكون أغلى شوية من هنا''.

لم تمنع صناعة السندوتشات ''عم محمد'' من التعبير عن رأيه فى الدستور المطروح فى الإستفتاء، مشيراً إلى أن '' أختى قرأتلي مواد كتير من الدستور، و المواد كويسة و عاجباني..زي مادة إنه لما حد بيتسمك بدل ما كان زمان محدش يعرف عنه حاجة دلوقتي بقت الناس بعد 12 ساعة يوصلوله و ده مكانش موجود، أما الشريعة مثلا فعمر ما الدستور هيلم الشريعة كلها، لكن كله بييجي مع الوقت  و عشان احنا بقالنا 30 سنة  فكبداية الدستور كويس''.

يتابع بائع ''الكبدة'': '' للأسف الإعلام ظالم وبيرفض الدستور كله، وبيقول عليه غلط كله، أنا معنديش مشكلة مع المعارضة لكن هما مش عايزين يسمعوا غير صوتهم بس، وطول ما احنا بنعافر في بعض وخلاص مش هنخلص''.

بعد أن تنتهى من سندوتش الكبدة، ستحتاج لكوب من الشاى الساخن، فستجده عند عم ''محمد عوض'' أو ''أبو رانيا''، الذى يصطحب طفلته الصغيرة ذو الخمس سنوات معه أمام اللجنة لكى تساعده فى غسل أكواب الشاى.

يحكي ''أبو رانيا'': ''أنا كان عندي كشك بجوار مستشفى ''بولاق الدكرور'' وبعدين سبته لظروف صحية عشان عندي القلب، وبصراحة البلد من بعد الثورة حالها أصعب، أنا حاولت أكلم المحافظ وقابلته أربع مرات عشان يجيبلي كشك، وعندي اتنين من عيالي عندهم حرق في جسمهم ومحدش عبرني ولا عالجهم و أنا على أد حالي''.

لم تعد نتيجة الاستفتاء على الدستور تفرق كثيراً  مع ''عم محمد''، فيتابع الحديث أثناء اندماجه فى تحضير كوب شاى جديد :'' عايزينهم يبصوا للغلابة لأن معظم الشعب مش لاقي ياكل، و السكن غالي ب 400 جنية، وأنا عندي 4 عيال''.

وعلى مقربة من لجنة ''مصطفى كامل''، يقف ''علي'' بائع حمص الشام، وحوله أطفال يلعبون أو يستدفئون بالدخان المنبعث من عربته، ''على'' ليس مختلفا عن كثير من المواطنين حيث أنه '' هقول نعم للدستور عشان البلد تمشي وميحصلش مظاهرات ويولعوا ف البلد تاني''.

لم يقرأ ''علي'' بائع ''الحمص'' أى مادة من مواد الدستور، لكنه يرى في التصويت بنعم نهاية لمشاكله '' أنا مش عاجبني وقفتي فى الشارع لأني متجوز و عندى أسرة بس أنا مضطر، لأني خريج كلية زراعة والمفروض أتوظف بس هنعمل إيه؟!''.

رأي ''جمال'' الأسيوطى بائع ''البطاطا'' لم يختلف كثيراً عن أقرانه من البائعين من أمام نفس اللجنة، فعلى الرغم من أنه لن يصوت فى الاستفتاء لأنه من محافظات المرحلة الأولى، لكن بُعد المسافة وتكاليف السفر منعته من الذهاب ولم تمنعه من الموافقة على الدستور.

يقلب ''جمال'' البطاطا الساخنة، مؤكدا ''احنا ما بنفهمش فى السياسة زى الناس اللى بتصوت، إذا كان الغلبان مالوش مكان فى البلد.. هيقول رأيه فى الدستور؟!''.

وفي مكان ليس ببعيد عن ''جمال''، يقف عم ''عبد الله'' بائع الحلوى بعربة '' تروسيكل''، متراص عليها أربع ''صواني'' من ''البسبوسة والفطير والجلاش''، لتكون بحق '' حلوى الاستفتاء'' التي تجذب الصغار وكبار السن لأن يبتاعوا منه ولو قطعة واحدة بجنيه، إذ أن مرض ''السكري'' يدفعه للنزول يوميا بسبب أن '' القاعدة  في البيت بتتعبني''.

يرى بائع الحلوى أن رئيس الجمهورية '' كويس ومعملش حاجة وحشة''، لكن أكثر ما يزعجه هم العاملين فى الحى فهم '' منغصين عليا عيشتي وبيفتروا عليا''، على حد قوله.

استفتاء الدستور.. موسم
استفتاء الدستور.. موسم
استفتاء الدستور.. موسم
استفتاء الدستور.. موسم

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان