عشوائيات مر عليها التطوير.. كيف كانت وماذا أصبحت؟
كتبت - مها صلاح الدين:
كعادة الحكومات المصرية، التحرك دوماً بعد الكارثة، قررت حكومة المهندس أحمد نظيف، بعد حادث انهيار صخرة الدويقة، إنشاء صندوق تطوير العشوائيات، وأعلنت خطة لتطوير 1221 منطقة، إلا أنها ظلت حبيسة الأدراج حتى قبل 4 سنوات.
هناك 1221 منطقة عشوائية في مصر، وفقا لوزارة التنمية المحلية، الأمر الذي جعل الدولة تخصص ميزانية تصل لـ 17 مليار جنيه لتطوير العشوائيات، التي احتلت 81 منطقة منها محافظة القاهرة، و32 منطقة بالجيزة، و41 منطقة بالإسكندرية، وحالتها تتباين بين الحاجة إلى التطوير والإزالة وإعادة البناء، وهو الأمر الذي تم تطبيقه في 4 مشروعات على مدار العامين الماضيين.
وعلى مدار السنوات الأخير، بدأت قطرات الغيث في السقوط، وبدت نتيجة مشروعات تطوير العشوائيات تظهر على أرض الواقع، سواء ببناء مدن جديدة يتم نقل السكان إليها، أو عن طريق إعادة بناء هذه المناطق، وهو ما رصده مصراوي خلال هذا التقرير.
تل العقارب
على تلة عالية من الحجر الجيري بحي السيدة زينب توجد منطقة تل العقارب، كانت عبارة عن عشش من الصفيح، وغرف صغيرة يتشارك سكانها دورات المياه، وصنفت كمنطقة غير آمنة من الدرجة الثانية.
وبتكلفة قاربت الـ300 مليون جنيه، تحولت تل العقارب إلى "روضة السيدة"، ليسكنها 3500 مواطن، داخل 16 عمارة مكونة من 6 أدوار، داخل شوارع مقسمة يصل عرضها إلى 10 أمتار، ووحدات سكنية تتراوح بين 65 والـ 90 مترا.
وبالفعل، بدأ الأهالي يتوافدون على مساكنهم الجديدة، بعد إتمام تشطيب 4 بلوكات بداية الشهر الجاري.
الأسمرات
ومن المناطق الخطرة بالدويقة وعزبة خيرالله وبطن البقر ودار السلام، انتقلت 1200 أسرة بالمرحلتين الأولى والثانية إلى حي الأسمرات بالمقطم.. مشروع تكلف 3 مليارات جنيه حتى الآن.
وأقيمت المرحلة الأولى من المشروع على مساحة 65 فدانا تضم نحو 6258 وحدة سكنية، أما المرحلة الثانية فتقام على مساحة 61 فدانا، لتضم 4722 وحدة سكنية، بخلاف المباني الخدمية والمرافق، أما المرحلة الثالثة فستقام على مساحة 65 فدانا أيضا.
ومن المفترض أن تنتقل 16 ألف أسرة من المناطق الخطرة سالفة الذكر، إلى حي الأسمرات بعد إتمام الثلاث مراحل.
غيط العنب
مزارع للفاكهة بمنطقة كرموز بالإسكندرية، تحدها ترعة المحمودية، وطريق القباري، تحولت بمرور الزمن إلى منطقة عشوائية، تضم بيوتًا تجاوز عمرها الـ100 عام، تكاد تقع فوق رؤوس سكانها، ما جعلها على رأس أولويات خطة تطوير العشوائيات الأكثر خطورة.
وفي عام 2014، أزيلت جميع المنازل القديمة، وأقيمت 34 بناية جديدة على مساحة 12.3 فدان، تضم 1632 وحدة سكنية، يمكنها أن تستقبل 9 آلاف مواطن، هم سكان المنطقة القديمة، في وحدات سكنية مساحتها 90 مترا شاملة التشطيبات والأثاث، بتكلفة تجاوزت المليار جنيه.
عزبة جرجس والعسال
في أزقة ضيقة تغمرها مياه المجاري وتتناثر بها القمامة، كان يعيش أهالي عزبتي جرجس والعسال داخل عشش ومخيمات، 400 وحدة سكنية قائمة على مساحة 40 فدانًا، تم هدم بعضها والبعض الآخر تم تجديده.
ففي عام 2016، أعلن المتحدث العسكري محمد سمير، عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انتهاء الهيئة الهندسية للقوات المسلحة من تطوير 45 منطقة عشوائية في القاهرة والجيزة بتكلفة قاربت النصف مليار جنيه، كان من ضمنها عزبتا جرجس والعسال بحي شبرا، بالتعاون مع صندوق تطوير العشوائيات.
ويقول مدير صندوق تطوير العشوائيات، خالد عمر، إن هناك 351 منطقة على مستوى الجمهورية تصنف كمناطق غير آمنة، بدأ بالفعل العمل على تطويرها منذ عام 2016، وجارٍ العمل على بناء 100 ألف وحدة سكنية.
أما العقبة الوحيدة في طريق إتمام المشروع خلال عام 2018، فهي أصحاب الملكيات الخاصة للمباني، لأنهم يمتلكون المباني والأرض، ومن الصعب إقناعهم بالخروج منها.
يرجع مدير الصندوق سبب هذا القلق إلى الحالة المتوارثة من انعدام الثقة بين السكان والحكومة، وهو ما تم وضع استراتيجية لحله أثناء عام 2018، عبر تقديم المساعدات والمساهمات في عمليات الهدم والبناء، واستخراج التراخيص في نفس اللحظة، لإعطاء المواطنين الضمانات اللازمة التي تكسبهم الثقة.
فيديو قد يعجبك: