مصابو انفجار مارجرجس يروون لمصراوي كواليس المأساة
كتبت – نانيس البيلي:
تصوير – مصطفى الشيمى:
داخل المستشفى الأمريكي التابع للكنيسة الإنجيلية، بدا المشهد حزينًا، بعد ساعات من التفجير الذي ضرب كنيسة "مار جرجس" بطنطا في بداية أسبوع الآلام، وسرق فرحة إحياء ذكرى استقبال المسيح بأورشليم، الجميع يهرول يمينًا ويساراً، بعضهم جاء باحثًا عن ذويه، والبعض الآخر جاء مؤازراً، الأهالي وقفوا يحبسون الدموع، بينما انخرط الطاقم الطبي في إسعاف المصابين.
بإحدى غرف الطابق الثاني، رقدت "مريم ملاك" الفتاة العشرينية، تغطي الدماء ثياب العيد التي لم تهنأ بها، بينما تتناثر الشظايا بوجهها.
تروي "مريم" وهي تلتقط أنفاسها مشاهد الرعب التي عايشتها، فتقول إن صلاة القداس كانت تسير بصورة طبيعية حتى دقات التاسعة، قبل أن يخترق دوي هائل أصوات الترانيم وبعدها انحجبت الرؤية "لقينا الدخان جامد وبقيت مش شايفة قدامي".
"القنبلة كانت مزروعة قدام عند الشمامسة" تؤكد "مريم"، وتضيف أن جميع إصاباتها من الأمام "من شدة الانفجار والنار اللي طالعة حسيت إني بولع".
تضيف "مريم" أنها هرولت صوب إحدى أبواب الكنيسة الجانبية لتنجو بنفسها وأن الدماء كانت تتساقط من جميع وجهها، وتشير إلى أن الإصابات خارج الكنيسة كانت شديدة القسوة "الناس وشها مكنش باين من كتر الدم، وواحد لسانه طالع بره بقه".
تقول الفتاة العشرينية إن القدر أنقذ والديها وصديقتها من الموت، حيث أوصلها والدها صباحًا إلى القداس بينما قرروا الصلاة بكنيسة آخرى، بينما اتخذت صديقتها الصف الأخير بعد تهنئة بعضهما بالعيد.
لم تصدق الفتاة العشرينية أنها نجت من الانفجار، وتضيف إنها بحثت عن صديقتها خارج الكنيسة وبعدما اطمئنت عليها، وقفا في حيرة من أمرهما "كنا واقفين مش عارفين أروح الإسعاف ولا أروح"، قبل ان تستقل سيارات الإسعاف المتراصة خوفا من إصابتها بنزيف داخلي.
على بعد أمتار، داخل مستشفى المنشاوي كانت الإصابات أكثر خطورة، غرف العمليات تفتح كل دقائق، المصابون لم يفيقوا من صدمتهم بعد، الأهالي يهرولون، يصحبهم البكاء والعويل.
بإحدى غرف الطوارئ بمستشفى المنشاوي، وقفت أسرة "مينا" تحبس الأنفاس، يطلقن سيلاً من الدعاء على من زرع القنبلة وسرق فرحتهم بالعيد، ويطمئن بعضهم البعض "الحمد لله ربنا نجاه".
"فجأة الدنيا ضلمت قدامي" يقول "مينا" عما حدث بمنتصف القداس بعد التاسعة صباحا بقليل، ويضيف أنه فتح عينيه بعدها ليشاهد أشلاء ومصابين "لقيت الناس مرمية فوق بعضها على الأرض".
يشير "مينا" إلى أنه كان يقف بالصف الأول مع الشمامسة، قبل أن يحدث الانفجار من أسفلهم، ويقول إنه حاول يسعف المصابين إلا أنه فقد الوعي لإصابته بشظايا.
بالسرير المجاور، جلس "خليفة" أحد شهود العيان من داخل القداس، لم يصب الرجل الثلاثيني بشظايا أو حروق إلا أن إصابته كانت بتأثر سمعه من دوي الانفجار لأنه كان بعيداً بعض الشيء "كنت واقف ورا العمود فربنا فداني".
فيديو قد يعجبك: