طلبات لم تَصل إلى الرئيس من أهالي بالنوبة (تقرير)
كتب - محمد مهدي:
أول أمس أنهى الرئيس عبدالفتاح السيسي فاعليات المؤتمر الأول للشباب بأسوان، وخلال كلمته وجه حديثه لأهالي النوبة مؤكدًا أنهم في أعين الدولة "لو هنقطع من جسمنا عشانكم مفيش مشكلة خالص"، غير أن عدد من أهالي النوبة كان لديهم أمال أكثر خاصة فيما يتعلق بإعادتهم إلى مناطقهم الأصلية خلال 10 سنوات وفق نص المادة 236 من الدستور المصري. كما يقول ياسر علي، أحد أعضاء اللجنة التنسيقة لقافلة العودة النوبية.
تابع "ياسر" فاعليات المؤتمر من منزله بقرية السيالة بنصر النوبة "مجتش أي دعوة لحد من اللجنة لتمثيل النوبيين"، تمنى الشاب وجود أحد أبناء النوبة ممن لديهم دراية بمطالبهم لعرضها على الرئيس مباشرة.
كانت السيدة النوبية "بدور خليل"، قد تحدثت عن مشاكل الأهالي خلال اليوم الختامي للمؤتمر، مطالبة الدولة بضرورة تنمية مركز نصر النوبة، في الوقت نفسه نوهت إلى أنها ضد تدويل القضية النوبية شاكرة الرئيس على اهتمامه بها.
وفي تصريحات خاصة لمصراوي، أكدت "خليل" أنها ركزت فقط على قضية التنمية في مركز نصر النوبة لأنها تنتمي إلى المكان، وتشعر بمعاناة الشباب في عدم الحصول على فرص عمل "فقولت ليه ميكونش عندنا مصنع عشان ولادنا بدول ما يسافروا للخارج يدوروا على شغل".
وردًا على أنها لم تتحدث عن باقي مطالب النوبة قالت "هما اتكلموا في دا قبل كدا مع الدولة، لكن الحديث كان في المؤتمر عن التنمية ودي فرصة أني أحصل لمركز نصر النوبة حاجة من التنمية دي، وأكيد فيه حاجات كتيرة تانية غير التنمية".
بالمركز نفسه في إحدى القرى، انصت "عمرو صلاح" عضو لجنة متابعة الملف النوبي عبر شاشة التلفزيون إلى وعود الرئيس بإنهاء كافة مشروعات التنموية بنصر النوبة ووادي كركر، فضلًا عن تخصيص 320 مليون جنيه للانتهاء منها.
يقول صلاح إن مشكلتهم لا يجب حصرها في تنمية مركز نصر النوبة ووادي كركر فقط، إذا أن مطلبهم الأساسي هو عودتهم لأراضيهم "ودا معناه تغيير القرار الرئاسي رقم 444 لسنة 2014 لأن بسببه فيه 17 قرية نوبية هتضيع مننا بعد ما اتحولت لمناطق عسكرية".
لم يختلف الوضع كثيرًا لدى "زكريا برسي" أحد النوبيين الذين حضروا اعتصام القافلة النوبية في 19 نوفمبر الماضي "كان من المفترض إن الرئيس يفرغلنا مساحة كبيرة يبحث موضوع النوبة، المشكلة مش بس صرف صحي وتنمية".
وكان الرئيس قد نوه إلى أنه منتبه لكافة المشاكل الموجودة في القرى النوبية، وأوصى بحلها، لأن "هناك ناس عايزة تعمل فتن للبلد دي" وفق تعبيره. مُعلنًا في كلمته الختامية باستبعاد منطقة "فور قندي" والمقدرة بمساحة تبلغ 12 ألف فدان والمطروحة بشركة الريـف المصري.
وكانت "فورقندي" قد دخلت في مشروع المليون ونصف فدان بالريف المصري، في الأشهر الماضية، حيث عُرضت أمام المستثمرين، وهو ما اعترض عليه عدد من النوبيين باعتبارها ملكًا لهم.
ويعبر "صلاح" عن قلقه من تلك التعبيرات التي يطلقها الرئيس، فيما يخص "أهل الشر" و"الفتن" إذا أنها قد تُستخدم كفزاعة لمنعهم من المطالبة بحقوقهم عبر الطُرق المشروعة.
في الوقت ذاته يعتبر "علي" أن الدولة لبت طلبًا واحدًا من 3 طلبات قُدمت إلى رئيس الوزراء ورئيس البرلمان في أواخر نوفمبر الماضي "قابلناهم اتكلمنا عن (فورقندي) والمادة 236 في الدستور والقرار رقم 444، وعدوا بحل الأولى وقالوا القرار صعب لأنه أمر سيادي".
وفي انتظار تلبية طلبات أهالي النوبة الأهم -وفق تعبير الثلاثة- يتم التجهيز لفاعليات جديدة تدفع الدولة للنظر لحقوقهم "هنستمر في حركتنا لحد ما الدولة تحقق مطالبنا".
فيديو قد يعجبك: