مصير الإخوان في ظل نظام ترامب.. هل تنقلب المعادلة لصالح القاهرة؟
كتبت ـ هاجر حسني:
أعلن عضوان في الكونجرس الأمريكي، أمس الأربعاء، تقدمهما بمشروع قانون لتصنيف الإخوان جماعة إرهابية، فيما بدأ وفد برلماني مصري لتجهيز زيارة للولايات المتحدة الأمريكية يوم 21 يناير الجاري، بالتزامن مع تولي دونالد ترامب، رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية.
وقال طارق الخولي- أمين سر لجنة العلاقات الخارجية وأحد أعضاء الوفد، إنهم سيدفعون بمشاهد مصورة عن ممارسات الإخوان عقب 30 يونيو 2013 وأسانيد عن جرائم الجماعة وهي ذات الأدلة التي أوردها البرلمان في تقريره إلى مجلس العموم البريطاني، مضيفاً أن الوفد سيعقد لقاءات مع دوائر صنع القرار في الولايات المتحدة لدعم مشروع قانون الكونجرس.
وأشار الخولي إلى أن وفد من البرلمان أجرى عدة لقاءات على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئاسة، مع جنين درو، وهي قاضية أمريكية وعضوة بحملة ترامب، وكذلك وليد فارس- مستشار ترامب للشرق الأوسط وأكدا وقتها أن إعلان الإخوان كجماعة إرهابية أمر مُدرج على أجندة الرئيس فور اختياره.
وتابع الخولي "في اعتقادي الأيام المقبلة ستشهد تحرك في هذا الإطار، وهذا الأمر سيترتب عليه أمور كثيرة مثل تأميم بعض أموال الجماعة، ومعاقبة الدول التي تدعمها".
وفي تصريحات صحفية لمستشار ترامب لشؤون الشرق الأوسط، سبتمبر الماضي، قال إن ترامب يتعهد بالدفع بمشروع قانون يعتبر الإخوان جماعة إرهابية محظورة حال فوزه، من خلال المبادرة بمشروع القرار الحالي المعروض على الكونجرس الأميركي، لكن الأمر يتوقف في النهاية على الأغلبية التي تمكنه من تحقيق ذلك في غرفتي البرلمان.
ويضم الوفد البرلماني الذي يزور الولايات المتحدة كلاً من النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية، النائبة داليا يوسف، عضو لجنة العلاقات الخارجية، النائب علاء عابد، رئيس لجنة العلاقات الخارجية، النائبة رشا رمضان، وكيل لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب.
وفي 20 نوفمبر الماضي، أصدر البرلمان المصري تقريراً للرد على لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم البريطاني والذي صدر في يوم 7 من نفس الشهر، والذي حاول تبرئة جماعة الإخوان من جرائم العنف في مصر، وطالب الخارجية البريطانية بإعادة النظر في تصنيفها كجماعة إرهابية.
واستعان البرلمان في تقريره بمقولات الإخوان حول العنف في سيناء، وكذلك انتهاج الجماعة للعنف المسلح وأنه يمتلك كافة المستندات والوثائق التي تدل على ذلك..
التركيز على الإخوان أمر أكده ريكس تيليرسون- المرشح لوزارة الخارجية الأمريكية في إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، والذي قال إن هزيمة "داعش" في الشرق الأوسط على رأس أولويات الإدارة القادمة.
ووعد تيليرسون وفقًا لتقرير شبكة "بريت باريت" الإخبارية الأمريكية، أمس الأربعاء، التركيز على تنظيمي القاعدة والإخوان المسلمين بعدما يتم تدمير "داعش"، حيث اعتبرها القضاء عليها خطوة هامة لوقف التطرف.
وبحسب أحمد بان- الباحث في شئون الحركات الإسلامية، فإن قرار الولايات المتحدة باعتبار الإخوان جماعة إرهابية سيكون له تأثير على نفوذ الجماعة في مصر وفي الدول الأخرى.
ويرى بان، أنه ما إن اتُخذ القرار سيتراجع تنظيم الإخوان دولياً ومحلياً خاصة وأنه يعيش حالياً حالة من الانحصار في مصر، ومع تراجع مراهنة النظام الأمريكي بقيادة أوباما في وقت سابق على وجود الإخوان في الحكم في مصر.
وفي ديسمبر 2013، أعلنت الحكومة المصرية، جماعة الإخوان "تنظيمًا إرهابيًا"، واعتبرت جميع أنشطته محظورة، وأنه سيتم إخطار الدول العربية المنظمة لاتفاقية مكافحة الإرهاب لعام 1998، لتصنيف الجماعة إرهابية.
وحمَلت الحكومة وقتها الجماعة مسؤولية تفجير مديرية أمن الدقهلية وسقوط شهداء ومصابين أكثرهم من الشرطة ومدنيين مسالمين، وأكدت أن جميع أنشطتها بما فيها التظاهر محظورة، وأنه في مخالفة الجماعة لهذه القرارات سيطبق عليها بنود "مكافحة الإرهاب" التي أضيفت الى قانون العقوبات المصري في عام 1992.
ويقول محمد حسين- أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إنه في حالة صنفت الولايات المتحدة جماعة الإخوان "إرهابية"، فإن ذلك من شأنه أن يعمق العلاقات بين مصر وأمريكا، ولكنه لن يؤثر على علاقة مصر بالدول التي تدعم الإخوان بشكل غير علني.
ولفت أستاذ العلاقات الدولية، إلى أن علاقات الدول لا يتم تقييمها بناءً على قضايا مثل إدراج الإخوان كجماعة إرهابية.
فيديو قد يعجبك: