لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ما قبل حلب ليس كما بعدها".. المعادلة الأصعب في الأزمة السورية

02:56 م الثلاثاء 09 أغسطس 2016

الأزمة السورية

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ندى الخولي:

يبدو أن حلب التي تشهد منذ صيف 2012 معارك مستمرة بين قوات النظام وفصائل المعارضة المسلحة؛ أصبحت الجزء الأصعب في المعادلة السياسية والعسكرية في سوريا.

فسوريا التي لم تعد تفصلها حدود جغرافية وإنما سلطات لفصائل عسكرية مختلفة؛ باتت تنتظر مصير "معركة حلب"، التي يرى خبراء وسياسيون أنها ستكون فاصلة في الحرب الأهلية السورية، وأن "ما قبل حلب لن يكون كما بعدها".

كان تحالف "جيش الفتح"، وهو ائتلاف مكون من سبع فصائل عسكرية مسلحة، قد أعلن في بيان له ليلة الأحد الماضي، فك الحصار عن أحياء حلب، والبدء في ما وصفه بـ"المرحلة الجديدة لتحرير حلب كاملة"، من خلال ما أسماه بـ"ملحمة حلب الكبرى" لاستعادة كامل المدينة وفك حصار قوات النظام عنها.

بينما أفادت وكالة الأنباء السورية بأن الجيش تمكن من "احتواء" هجمات "المجموعات الإرهابية المسلحة" - وهو الوصف الذي تطلقه الحكومة السورية على كافة فصائل المعارضة بمختلف أطيافها - ، وثبت مواقعه في محيط الكليات العسكرية جنوب حلب، مشيرة إلى أن الطيران السوري يشن ضرباته الجوية على مواقع المعارضة، لاستعادة سيطرته على المدينة.

وقد تكون الأزمة في حلب صعبة، لأن الأمر مرهون بحصار أطراف عدة لها، هي روسيا وقوات النظام، وإيران وحزب الله وحزب الفاطميين الأفغان من جهة، والأكراد والمتطرفين وفصائل المعارضة "قوات سوريا الديمقراطية" من الجهة الأخرى، والحديث هنا على لسان المعارض السوري والمحلل السياسي، تيسير النجار.

يضيف النجار "الأمر مرهون أيضا بتدخلات عدة دول في الأزمة في سوريا، مثل أمريكا وبريطانيا وفرانسا وألمانيا، التي أسست قواعد عسكرية لدعم فيدرالية التقسيم"، مستطردا "كل قوى الشر في سوريا. ومع ذلك فإن الحصار على حلب كُسر فقط بسواعد الشعب السوري المحاصر بدون مساعدة من أحد".

"روسيا وإيران والنظام السوري كانوا يعتقدون أن من يسيطر على حلب، سيسيطر على سوريا، وعلى الطرف الآخر الانتحار.. والآن عليهم الانتحار"، بحسب النجار الذي أشار إلى أن حلب كانت محاصرة عسكريا بالكامل، ولكن فعليا وجغرافيا كان من الصعب حصارها، ولم تدخل حلب مصير مضايا وغيرها من المدن السورية التي مات أهلها جوعا نتيجة الحصار.

كان طريق الكاستيلو بمثابة شريان الحياة لمدينة حلب وأهلها، وآخر طرق إمداد المعارضة المسلحة في مناطق سيطرتها بالمدينة، والشريان الإنساني الوحيد لتموين نحو 300 ألف إنسان يعيشون في أحيائها عبر ربطها بريف حلب وبالأراضي التركية.

وشهد هذا الطريق معارك شرسة للسيطرة عليه بين فصائل المعارضة وقوات نظام بشار الأسد وحلفائه، في محاولة لحسم الصراع داخل حلب وإحكام حصارها.

يضيف النجار "يكمن الجزم حاليا بأن جيش الفتح تمكن من السيطرة على حلب كاملة"، مؤكدا على أن "جيش الفتح ينتمي له كل أطياف الشعب السوري بمن فيهم شباب جبهة النصرة الذين يمثلون حوالي ٥٪ من عتاد الجيش".

وجبهة النصرة كانت تمثل الجناح السوري لتنظيم القاعدة، قبل أن تعلن فك ارتباطها بالتنظيم الذي قاتلت تحت رايته منذ 2013، والجبهة تنتمي للطائفة السنية التي تعتبر المكون الأكبر التركيبة الديمغرافية لسكان سوريا، وتضم عناصر إسلامية متشددة.

وأبدى تيسير حزنه من أن "الأزمة في سوريا عامة وحلب خاصة، في أن الجيوش المتداخلة في الأزمة، لا تحارب داعش ولا المقاتلين، لكنها تقتل الشعب السوري نفسه، وهو ما يفسر لماذا هناك ما يقرب من 60 في المئة من أبناء الشعب السوري خارج الحدود الآن".

وبعيدا عن الأهمية السياسية والعسكرية لحلب في المعادلة السورية، تحدث الناشط الحقوقي السوري ومدير اللجنة القانونية للائتلاف الوطني السوري بالقاهرة، فراس حاج يحي، عن الأهمية الجغرافية وطبيعة الأزمة فيها إنسانيا.

وقال يحي إن حلب تعتبر أكبر ثاني مدينة سورية، والعاصمة الاقتصادية لسوريا، ولها أهمية كبيرة جدا من حيث موقعها الجغرافي وعدد سكانها.

كما أنها أكبر المحافظات السورية من ناحية تعداد السكان. وتقع شمالي غرب سوريا على بعد 310 كم (193 ميلاً) من دمشق. كما أنها تعد أكبر مدن بلاد الشام، وأقدم مدينة في العالم.

أما عن الأهمية الاستراتيجية لتحرير المدينة بحسب يحي، فتتمثل في "كسر الجبروت الإيراني والعراقي وحزب الله اللبناني الذين تمكنوا من إدخال حوالي ٦٠ ألف مقاتل شيعي وإيراني وأفغاني وميليشيات متعددة الجنسيات، إلى حلب".

الأهمية الأخرى لتحرير حلب تتمثل في "كسر الحصار عن حوالي نصف مليون سوري يعيشون داخلها كانوا معرضين لمصير مضايا ودير الزور والغوطة وزبداني وغيرها".

"حلب حٌررت بالحراك المدني، ولا نبالغ في قول جهود النساء والأطفال التي كانت بديلة عن العمليات العسكرية.. بل أن المعارضة لديها اليوم أسرى من الجيش الحر وعدد من فصائل المقاتلين الإيرانيين والأفغان"، والحديث ليحي.

وأكد الباحث الحقوقي أن "عملية تحرير حلب هامة جدا في مصير الأزمة السورية، تعيد التوازن على طاولة مفاوضات جنيف. فما قبل حلب ليس كما بعدها.. والقادم هو تحرير الرقة إن شاء الله".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج