لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

هل يوقد "دير السلطان" نيرانًا جديدة بين مصر وإثيوبيا؟

10:49 م الإثنين 01 أغسطس 2016

دير السلطان

كتب - عبدالله قدري:

يتوجه غدًا الثلاثاء، وفدًا رسميًا من الكنيسة الأرثوذكسية مكون من الأنبا رافائيل والأنبا يوسف والأنبا بيمن، إلى القدس، بناء على طلب من الكنيسة الإثيوبية، لأسباب تتعلق بترميم دير السلطان المتنازع عليه بين مصر وإثيوبيا.

يأتي هذا بعد أزمة كبيرة نشبت بين مصر إثيوبيا، منذ عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك بعد قيام أديس أبابا بعملية مسح لموقع السد سنة 2009، أثارت غضب الحكومة المصرية آنذاك، لما يترتب عليه حرمان مصر من حصتها التاريخية في نهر النيل، تبعها في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، اتفاق ثلاثي بين مصر وإثيوبيا والسودان، أكدت فيه الدول الثلاث التزامها بالتعاون المشترك، وتبادل المنفعة بينهم في مياه النيل دون الإضرار بأي طرف.

وقال الأنبا بولس حليم المتحدث باسم الكنيسة المصرية لوكالة الأناضول، إن الزيارة ستسمر خمسة أيام، في حضور القائم بأعمال السفير المصري حازم خيرت، والسفير الإثيوبي لبحث ترميم الدير.

وشكّل دير السلطان دائرة نزاع بين مصر وإثيوبيا حتى الآن، حيث ادعى الإثيوبيون أحقيتهم في الدير بتشجيع من البريطانيين أثناء احتلالهم لفلسطين، ومنذ هذا الوقت سعت الكنيسة المصرية لإثبات أحقيتها في الدير من خلال دعوى قضائية رفعتها أمام المحاكم الإسرائيلية، والتي توجت بحصولها على حكم من المحكمة العليا الإسرائيلية بأحقية الكنيسة المصرية في الدير، إلا أن هذا الحكم لم ينفذ حتى الآن.

الأحقية التاريخية القبطية للدير

ويعد دير السلطان من الأديرة القديمة بالقدس، وتبلغ مساحته نحو1800م2، بناه الوالي المصري منصور التلباني سنة 1092 ميلادية، وتم تجديده في العصر الفاطمي، واحتله الرهبان اللاتينيين، بعد استيلاء الصليبين على المدينة، ولكن السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد تحرير القدس من الصليبين، قام بمنح الدير إلى الأقباط المصريين تقديرًا لدورهم معه في مواجهة الصليبين، وعليه سمى هذا الدير بدير السلطان نسبة لصلاح الدين الأيوبي.

ظل الوضع كما كان، حتى أقدمت السلطات الإسرائيلية على طرد الأقباط المصريين من الدير بعد نكسة 1967، وامتنعت عن تنفيذ حكم المحكمة العليا الإسرائيلية برد الدير إلى المصريين، وسلموه للرهبان الإثيوبيين، وظل الدير موضع نزاع بين الأقباط والإثيوبيين.

أهمية الدير عند الأقباط

للدير أهمية كبيرة عند الأقباط، فهو يلاصق سطح كنيسة القيامة من الجهة الشرقية، كما أنه من جهة أخرى الطريق المباشر إلى كنيسة القيامة – المكان الذي يعتقد المسيحيون أن المسيح عيسى ابن مريم قد دفن فيه- ولأهمية ذلك صدر قرار من المجمع المقدس سنة 1980 بعدم التصريح لرعايا الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بالسفر إلى القدس لحين استرداد الدير.

محاولات إثيوبية منذ قديم الزمان

ويقول الدكتور إيريس حبيب المصري، في كتابه قصة الكنيسة القبطية، "ولقد طردت الحكومة المحلية الأحباش من أديرتهم وكنائسهم منذ ثلاثة قرون لعجزهم عن دفع الضرائب المُقررة عليهم، فاستضافهم القبط حِرصًا على عقيدتهم، وتوفيرًا لهم السبيل للبقاء في القدس على أساس أنهم ضمن أولاد الكنيسة القبطية.

ويضيف: "خلال القرون الثلاثة حاوَل الأحباش محاولات عديدة للاستيلاء على الدير وإخراج الأقباط منه، وكانت محكمة القدس الشرعية تُعيد الحق إلى أصحابه في كل مرة".

فهل سيتجدد الصراع مرة أخرى بين مصر وإثيوبيا على دير السلطان؟

ممدوح رمزي: الدير سيعود إلى الكنيسة المصرية

قال المحامي والناشط القبطي ممدوح رمزي، إن الكنيسة المصرية حصلت على 7 أحكام منذ عام 1967 بأحقيتها في دير السلطان، ولكن إسرائيل امتنعت عن التنفيذ بسبب توتر العلاقات المصرية الإسرائيلية في السابق.

وأضاف رمزي لمصراوي، أن وزير الخارجية سامح شكري قد ناقش خلال زيارته الأخيرة إلى إسرائيل مع وزير الخارجية الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عودة الدير إلى الكنيسة المصرية، مشيرًا إلى أن إسرائيل لن تمانع في عودة الدير للمصريين، خاصة أن إسرائيل تريد علاقات جيدة مع مصر، وهو ما يزيد فرص عودة الدير مرة أخرى.

وأشار أن عودة الدير لا يعني إسقاط قرار المجمع المقدس بعدم التصريح للرعايا الأقباط السفر إلى القدس، مشيرًا إلى ان البابا شنودة قد اتخذ هذا القرار بناء على وازع وطني وعربي، وليس مرتبط بدير السلطان فقط، وتوقع تفاهم الإثيوبيون مع الجانب المصري في ذلك، إذا ما تمت موافقة إسرائيل على ذلك.

مؤسس أقباط 38: الترميم يعني الحيازة

من جانبه، قال نادر الصيرفي مؤسس أقباط 38، إن توجه الوفد الكنسي القبطي إلى القدس، لترميم دير السلطان يعني أحقية الكنيسة المصرية للدير وحيازتها له.

ونفى في تصريح لمصراوي، أن يكون توجه الوفد الكنسي إلى القدس إلغاء لقرار المجمع المقدس بشأن عدم سفر الأقباط إلى فلسطين، مشيرًا إلى أن قرار المجمع من الأساس غير مفعل، ولكن الأمر يحتاج إلى قرار من البابا توا ضروس لإلغائه أو تجميده.

وأكد على أحقية الكنيسة القبطية لدير السلطان على مدار التاريخ، وأن هذه الزيارة بمثابة امتلاك وحيازة الكنيسة القبطية للدير.

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان