لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"إسرائيل" داخل سفارة مصر بتل أبيب.. تدفئة لـ "السلام" في جو سياسي حار

06:35 م السبت 30 يوليو 2016

ارشيفية

تقرير- مصطفى ياقوت:
قبلا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والرئيس رؤوفين ريفلين، دعوة السفارة المصرية في إسرائيل، ممثلة في السفير حازم خيرت، لحضور احتفالية السفارة بالذكرى الـ69 لذكرى ثورة 23 يوليو 1952، والتي أقيمت الخميس الماضي، بحضور سياسيين ودبلوماسيين إسرائيليين.

وأعلن المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلي، أوفير جيندلمان، أن نتنياهو، أكد في كلمته التي ألقاها خلال الاحتفالية، أن "الشعبان المصري والإسرائيلي عريقان صاحبا تاريخ مجيد"، مثنيًا على الجهود التي يبذلها الرئيس عبد الفتاح السيسي بهدف دفع السلام بين فلسطين وإسرائيل.

وسحبت مصر آخر سفرائها، عاطف سالم، على خلفية الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة في 2012، والتي عرفت بـ"عامود السحاب"، ومن ثم خفضت تمثيلها الدبلوماسي للقائم مقام السفير الإسرائيلي، ولم تشهد الثلاث سنوات الماضية حضور رئيس الحكومة الإسرائيلية للاحتفالات المصرية المقامة على أرض تل أبيب.

نتنياهو أضاف خلال كلمته: "الرئيس ريفلين وأنا، وكل من يحضر هنا، نمثل جميع المواطنين في دولة إسرائيل الذين يقولون لكم: نؤمن بالسلام. نريد توسيع رقعة السلام ونريد أن نهنئكم في يوم عيدكم. مزال توف لكم (مبروك بالعبرية)".

الدكتور أحمد حماد، رئيس شعبة الدراسات الإسرائيلية بمركز بحوث الشرق الأوسط، يرى أن قبول نتنياهو لدعوة السفارة البروتوكولية، ذات دلالة سياسية، بموافقة الإدارة الإسرائيلية، على مبادرة الرئيس السيسي لـ"تدفئة السلام" بين دول المنطقة وإسرائيل.

ودعا الرئيس السيسي، خلال افتتاحه عدة مشروعات في مجال الكهرباء بمحافظة أسيوط، مايو الماضي، المسئولين الإسرائيليين إلى ما وصفه بـ"تدفئة السلام"، بين مصر وإسرائيل، عن طريق اتخاذ خطوات جادة في حل الأزمة الفلسطينية.

يقول حماد، إن مدى تدفئة العلاقات يتوقف على رغبة الجانب المصري، من حيث تعزيز التعاون أو الإبقاء على الأوضاع الدبلوماسية كما هي، مشيرًا إلى أنه من مصلحة إسرائيل تحسين علاقاتها مع مصر في ظل المتغيرات الإقليمية، وما وصفه بـ"التوغل" الإسرائيلي في إفريقيا.

تقارير إعلامية إسرائيلية، بثتها القناة العاشرة المحلية، تٌفيد بأن غياب وزير الدفاع الإسرائيلي، أفيجدور ليبرمان، عن حضور احتفالية السفارة، دليل ما على خلاف داخل مؤسسات القيادة الإسرائيلية، وهو الأمر الذي نفاه رئيس شعبة الدراسات الإسرائيلية بمركز بحوث الشرق الأوسط، مؤكدًا أن سياسة تل أبيب، تعمد لتوازن العلاقات، والإبقاء على كافة الأبواب الدبلوماسية مفتوحة.

يؤكد حماد، أنه لا يمكن تفسير غياب ليبرمان، عن الاحتفالية، بوجود جبهة معارضة بالداخل الإسرائيلي، مشددًا أن كافة السياسيين هناك، يلعبون أدوارًا موزعة، طبقًا لأهداف الدولة، وأن الدبلوماسية البروتوكولية تحتم إرسال الدعوة، حتى وإن لم يقبلها المدعو.

يُعرف الاتحاد الدولي لضبّاط ومستشاري البروتوكول، لفظة "بروتوكول دولي" بأنها "مجموعة من قواعد المجاملة الدولية الراسخة التي جعلت من السهل على الدول والشعوب العيش والعمل معًا، والاعتراف بالترتيب الهرمي لكل الحاضرين (في جلسة ما)، واستنادًا على مبادئ التحضر".

طارق عبد العزيز، أمين رئاسة الجمهورية السابق، وخبير البروتوكول الدولي والمراسم، أكد أن دعوة مسئولين إسرائيليين لاحتفالية تقيمها سفارات إحدى الدول على أراضيها، يُعد بروتوكولًا واضحًا، وأمرًا اعتياديًا، يحدث دومًا، مؤكدًا أن السفارة المصرية ممثلة في تل أبيب كأي سفارة لدولة على أراضي دولة أخرى، وليس هناك ما يمنع دعوة رئيس الوزراء الإسرائيلي لحضور الاحتفالية بالعيد القومي المصري.

يوضح عبد العزيز، أن الضوابط والأعراف الدولية، التي يجب الالتزام بها، تدفعنا لتقديم الدعوة للمسئولين، وأن الامتناع عن تقديم الدعوة هو ما يعد إخلالًا بالأعراف والاتفاقيات الدبلوماسية، منتقدًا الجدل القائم بهذا الشأن.

وشهدت الأوساط السياسية والإعلامية في يوليو من العام 2012، جدلًا مشابهًا، عقب قيام الرئيس الأسبق محمد مرسي، بإرسال خطابًا لنظيره الإسرائيلي شيمون بيريز، مُذيلًا بعبارة "صديقك الوفي محمد مرسي".

يقول خبير البروتوكول الدولي، إنه يجب التفرقة بين التعامل السياسي الذي يعتمد على الأعراف الدولية، والتعامل الشعبي، الذي قد يستند لبعض العوائق النفسية، التي تحول دون قبول التواصل الشعبي.

ويؤكد السفير محمد عاصم، سفير مصر الأسبق بإسرائيل، أن السفارة المصرية توجه الدعوة لوزراء الحكومة الإسرائيلية، قبيل الاحتفالات السنوية بذكرى ثورة يوليو، سواء كانت العلاقات طيبة أو غير ذلك، لافتًا إلى أنه أثناء توليه مهامه الدبلوماسية، استقبل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت، ووزيرة خارجيته تسيبي ليفني، ووزراء آخرين.

يُفسر عاصم، غياب رؤساء الحكومات الإسرائيلية، عن احتفاليات السفارة المصرية على مدار الثلاث سنوات الماضية، بتخفيض التمثيل الدبلوماسي المصري من سفير، إلى قائم بأعمال السفير، موضحًا أن زيارة نتنياهو وريفلين هذا العام، تأتي بعد تعديل البروتوكول الدبلوماسي، وإعادة رفع التمثيل المصري لدرجة سفير.

وقدم السفير المصري، حازم خيرت، أوراق اعتماده للرئيس الاسرائيلي، فبراير الماضي، ليصبح رسميًا أول سفير للقاهرة لدى تل أبيب منذ عام 2012.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان