"مصراوي " يحاور أحد مؤسسي حملة "الرقة تُذبح في صمت"
حاوره ـ مصطفى الجريتلي:
ستة شباب من نشطاء محافظة الرقة في سوريا قرروا إطلاق موقع إلكتروني لتوثيق الانتهاكات التي يرتكبها تنظيم داعش بعد سيطرته على المدينة في عام 2014، بحق الأهالي والمدنيين ولتسليط الضوء على الرقة المهمشة بشكل كبير من جميع أطياف الثورة ـ هكذا عرف القائمون على حملة "الرقة تُذبح في صمت" حملتهم .
ولكن من جانبها لم تقف داعش متفرجًا على محاولات هؤلاء الشباب لفضح انتهاكاتها بل قامت بملاحقتهم وذبح من يشتبه في عمله معهم، ولعل أبرزها ذبح أحد مؤسسي الحملة خلال تواجده في تركيا، مما جعلهم كفئًا للحصول على جائزة حرية الصحافة العالمية CPJ في نوفمبر 2015؛ حيث أصبحت الوسيئة الإعلامية التي توثق الأحداث من داخل تلك البقعة.
"مصراوي "أجرى حوارًا مع حسام عيسى، أحد مؤسسي الحملة والمتواجد حاليًا في ألمانيا، في اليوم العالمي للصحافة، 3 مايو.. وإلى نص الحوار:
في البداية.. كيف جاءت فكرة حملة (الرقة تُذبح في صمت) ؟
جاءت بعد فراغ كبير من الناحية الإعلامية والمدنية في مدينة الرقة بعد سيطرة داعش عليها بـ 4 أشهر قررنا نحن 6 نشطاء إنشاء مجموعة للعمل ونشر الأخبار.
كيف بدء الأمر بالنسبة لتجميع العاملين بالحملة؟
كنا أصدقاء اجتمعنا لأول مرة في الرقة لكن الاجتماع التأسيسي كان في تركيا.
هل كنتم تعملون في المجال الحقوقي أو الصحفي قبل الثورة السورية؟
لا.. نحن لسنا بصحافيين أو حقوقيين، نحن جميعنا كنا طلاب جامعيين وعند بدء الثورة بدأنا بالعمل ضد النظام السوري.
كيف كان أول يوم عمل بالنسبة لكم.. ألم تخشون داعش؟
أول يوم عمل كان مشجع جدًا، وكنا نخشى التنظيم وتم كشف أحد مؤسسي الحملة في تركيا وتم اعتقاله ومن ثم إعدامه، وهو المعتز بالله إبراهيم.
حدثنا عن شعورك في بدايات عملك في الحملة؟
أتذكر بالطبع كان شعور غير طبيعي خوف مختلط برعب كبير كنت أتوقع كل يوم أن يتم القبض علي، لكن الهدف كان مهم وهو إيصال صوت وصورة الأهالي تحت احتلال داعش ونشر ما يقوم به التنظيم الإرهابي.
على ماذا كنتم تعتمدون في تجميع أخباركم؟
نعتمد على مراسلين في الرقة رجال ونساء.
وكيف كنتم تحصلون على أدوات عملكم.. فسبق وأعلن داعش ضبط أحد أعضائكم بساعة بها كاميرا؟
نحصل على أدواتنا بطرقنا الخاصة والشخص الذي أعلن داعش عن ضبطه لم يكن يعمل معنا ولكن في الرقة أي شخص يعمل في الإعلام يتم اتهامه فورًا بأنه يعمل معنا.
كيف كنتم تتعاملون مع تهديدات داعش لكم ؟
كنا نتحمل الضغوط ونحاول التخفي قدر الإمكان ومتابعة العمل تحت أي ظرف.
هل كان ذويكم على علم بعملكم؟
لا.. كنا نخفي هوية عملنا.
هل كنتم تتوقعون الحصول على جائزة حرية الصحافة الدولية؟
لا لم نكن نتوقع هذا.
وكيف رأيتم حصولكم على الجائزة؟
شيء مشجع جدًا خاصة معنويًا.
هل تواجدكم بالخارج يجعلكم في مأمن من داعش؟
بالطبع لسنا بمأمن ما حدث في تركيا يمكن أن يحدث بأماكن أخرى وكما ذكرت نحاول بشتى الطرق التخفي وتغيير أماكننا دائمًا.
كيف كنتم تحصلون على الإنترنت و داعش يسيطر عليه؟
نتعامل مع الأمر بطرق خاصة استخدمناها أيام سيطرة النظام السوري سابقًا.
إذن ما هى أبرز التحديات التي تواجهكم؟
أبرز التحديات كانت الوضع الأمني وانتشار داعش الدائم في الشوارع وأيضا قدرتهم التقنية العالية.
كيف يتفاعل معكم أهالي الرقة والمجتمع السوري عامة؟
بشكل عام لدينا حاضنة كبيرة في الرقة خاصة وبسوريا عامة ولهذا السبب لدينا الكثير من المدنيين الذين يرسلون لنا الأخبار دون أن يكونوا يعملون معنا.
كم يبلغ عدد العاملين معكم الآن؟
17 داخل المدينة و12 في الخارج.
وماهى مصادر إنفاقكم على الحملة؟
كانت لدينا منظمة غير حكومية تساعدنا بالدعم التقني على موقعنا ولكن تمويلنا الحالي ذاتي.
دعنا ننتقل للشأن المحلي.. كيف رأيتم تصريحات بشار بأنه سيترك الحكم إذا طالبه الشعب السوري بذلك؟
ضاحكًا: "وهل بقى شعب سوري"، كل العالم يعرف أن الشعب السوري يريد رحيله منذ اليوم الأول للثورة، بشار الأسد شخص مختل عقليًا جلب الاحتلال لبلده ليبقى على الكرسي.
بمناسبة الاحتلال كيف ترون التدخلات الخارجية والعسكرية في سوريا؟
العالم يتصارع على الأرض السورية، كل من لديه مصالح الآن يحاول تصفيتها والحصول عليها في سوريا: "روسيا والولايات المتحدة وإيران والسعودية وكل الدول الفاعلة كما يطلقون عليها".
بعد أكثر من 4 سنوات من الثورة كيف ترون سوريا؟
دولة محتلة من قبل روسيا وإيران تحت أنظار العالم المتحضر.
كيف ترون ثورتكم ومستقبلها؟
كل الثورات تعرضت لنكسات، الثورة التونسية أو المصرية أو الليبية أو اليمنية، ولكن الثورة السورية كانت الأكثر دموية.. الثورة مستمرة وستنتصر عاجلاً أو آجلاً بإذن الله.
كيف يعيش سكان الرقة تحت نظام داعش؟
لا خدمات لا حقوق.. فقط يجب عليهم إطاعة الأوامر.
هل هناك قوانين خاصة بداعش تحكم الرقة؟
هى القوانين التي فُرضت في أفغانستان سابقًا والعراق لاحقًا وفي أي منطقة تُسيطر عليها التنظيمات الإرهابية هى نفسها القوانين التي تُطبق لكن داعش كان أكثر تطورًا وفرض الكثير من الضرائب.
كيف يفرض ضرائب ولا يوجد مصدر رزق جيد الآن بالبلاد؟
يجب عليك دفع الضرائب بدون أن تسأل: لماذا أنا أدفع أو كيف أحصل على المال؟.
هل يستطع المواطن بالرقة التواصل مع ذويه في باقي أنحاء سوريا؟
سابقًا نعم.. الآن ليس الأمر سهلاً.
وهل المواطن بالرقة متطلع على مايجري حوله إعلاميًا؟
أيضًا سابقًا كان الوضع أسهل فحاليًا تم إغلاق "كافيهات الإنترنت" في كل أنحاء الرقة ويمنع استخدامه في التواصل خارج المدينة.. الرقة الآن سجنًا كبيرًا.
ماذا سيكون مصير من يخالف قوانين داعش؟
إذا كانت مخالفة مثل الزي أو الخروج سيتم سجنك وتدفع غرامة مالية أو تجلد وإذا كبرت قد تُذبح.
هل هناك مرافق حيوية (مياه ـ كهرباء) في المدينة؟
يوجد مرافق حيوية لكن الكهرباء والماء تأتي يوميًا فقط لمدة 3 ساعات.
كيف يتم إخبار أهالي الرقة بتلك المواعيد أو مستجدات القوانين؟
عبر توزيع أوراق أو لصقها في شوارع المدينة أو عبر سيارات الحسبة بمكبرات الصوت.
هل المطبخ الإغاثي طريق حصول الأهالي على الطعام في الرقة؟
ليس الجميع لكن عدد كبير من العائلات تعتمد على هذا المطبخ لعدم وجود موارد مالية أو عمل إلا إذا انضم أحد أفراد العائلة لداعش.
لمشاهدة المطبخ الإغاثي.. اضغط هنا
تقصد انضمام الفرد لداعش يعني امتلاكه الراتب والسكن والمرافق والطعام؟
طبعًا.
كيف من الممكن الحصول على الأموال دون العمل لصالح داعش؟
هناك بعض المصالح ولكن يجب عليك أخذ الآذن من داعش بالعمل ودفع الضرائب.
هل هناك بيت للمال تابع لداعش؟
هناك بيت مال لكن يتم توزيع النقود فقط لأهالي عناصر داعش.
إذا أردت الذهاب لمدينة أخرى غير الرقة ماذا علي أن أفعل؟
يجب عليك أخذ إذن إذا أردت الخروج ويجب أن تكون الحجة مقنعة.
هل هناك من يقوم بذلك ليهرب من الرقة؟
طبعًا هناك لكن الآن لا يوجد مهرب الرقة مغلقة تمامًا إلا لمن يحصل على الإذن ويجب عليه الالتزام.
هل يوجد مدارس للتعليم أو جامعات في الرقة؟
لا يوجد مدارس أبدًا والتعليم مقتصر على الجوامع والجامعات هناك كلية الطب التابعة لداعش وجميع المناهج وضعتها داعش وكلها عن فقه التنظيم والتعلم على السلاح وطرق القتل.
وكيف للشباب من مخرج للترفيه؟
الساحات لممارسة الرياضة موجودة في معسكرات التنظيم فقط.
هل يدفع ذلك بعض الأصوات للمعارضة؟
لا يوجد معارضة علنية الجميع يعمل في السر والتنظيم يقوم على إثرها بنشر حواجزه ومحاولة القبض على الفاعلين طبعًا في إصدار مرئي.
لمشاهدة بعض أصوات المعارضة السرية في الرقة .. اضغط هنا
اقرأ باقي موضوعات الملف:
حقيقة اغتيال ''مبارك'' والتعذيب.. حين كان السبق الصحفي لـ''مدونة''
حسام السكري: نقابة الصحفيين لها وقفات شجاعة.. والسلطة تحتكر كل المنابر (حوار)
هل يضع الصحفيون في مصر رقابة على أنفسهم؟ (تقرير
أعمال صحفية غيرت مجتمعاتها.. أثر الإعلام ''يٌرى''
سيرة أول شهيد للصحافة في الثورة.. السلطة الرابعة ''مجابتش حق ولادها''
بالفيديو والصور: إعلاميون بلا ''إعلام''.. كيف يقتل أبناء المهنة المصداقية؟ (تقرير)
وصيفات (صاحبة الجلالة) يروون لـ''مصراوي'' كواليس مغامرات كسرن فيها حاجز الخوف والخطر
مؤمن قيقع.. وقع خطاه بـ ''كرسي متحرك'' يُغضب ''إسرائيل'' (حوار)
فيديو قد يعجبك: