لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

في سوريا.. الرجال يقاتلون والنساء كذلك (تقرير)

01:37 م الإثنين 23 مايو 2016

في سوريا.. الرجال يقاتلون والنساء كذلك

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- هدى الشيمي: 

منذ بدء الحرب في سوريا اشترك الرجال في عمليات القتال، ونزلوا ساحة القتال يضحون بأنفسهم من أجل أراضيهم وقضتيهم، وبجانبهم كانت النساء أيضا، سوريات قررن العمل معا دفاعا عن كرامتهن وكرامة عائلتهن، فمنهن من ساهمت في القتال المسلح، وعملت قائدة لكتيبة عسكرية، وهناك من شاركن في الأعمال التطوعية لتأهيل النساء، وتوفير الامدادات للنازحين، فعرضن حياتهن للخطر، وهناك من تقاتل بطريقتها الخاصة، فترفض ترك بلادها، وتحاول جمع ما تبقى لها من شتات. وفي هذا التقرير نماذج لعدد من السوريات اللائي بذلن كل جهدهن للبقاء ومواصلة العمل في سوريا وخارجها بالرغم من قسوة الظروف.

كتيبة الوعد: 

يدعونها "جيفارا" ربما لأنها حملت بعض صفات الثوري الكوبي تشي جيفارا، فهي فلسطينية الأصل من أهل 48، تحمل الجنسية السورية، بعد حوالي عام ونصف من القتال السلمي في مدينة حلب، ودخول البلد في الحرب المسلحة، انضمت للجيش السوري الحر، بعد خبرة طويلة في تنسيق المظاهرات السلمية، فساعداها ذلك على مساعدة الثوار في الريف، وتقديم المعدات وتوصيل الرسائل إلى أهلهم، وتوفير بعض الأمور التي تتمثل في الملابس، والمال، والأقنعة والمعدات.

1

اعتقل النظام السوري جيفارا ثلاثة أيام لشكهم فيها، "فأدركت أن النظام يشن حربا جدية ضد الشعب"، ومن هنا انتقلت للعمل مع الثوار، وكانت البداية مع التصوير الحربي الذي هدف إلى التوثيق، وسهل الأمر معرفتها الكامل بالمناطق، ولقلة المراسلين والمصورين الأجانب، "كنا نعتقد في ذلك الوقت إذا وثقنا كل شيء سيساعدنا المجتمع الدولي على إزاحة النظام والتخلص منه"، إلا أن الأمر لم يسر كما ترغب جيفارا وزملائها، خاصة بعد اكتشافهم لعدد كبير من مقاطع الفيديو الموثقة التي تدين النظام، وتؤكد استخدامه لأسلحة ثقيلة، وقصف جوي، والقاء البراميل والمتفجرات، ومع ذلك لم يحرك المجتمع الدولي ساكنا.

تابعت جيفارا عملها في صفوف المقاتلين، لتعمل بعد ذلك في "كتيبة الوعد"، التي ضمت عدد كبير من الثوار، وبعد اعتقال قائدها عرضت على المسئولين تولي القيادة حتى الإفراج عنه، فقبلوا الأمر مباشرة، خاصة وأنها كانت من مؤسسي الكتيبة، ولديها علم كافي بالأسلحة والمناطق المحيطة ونقاط الربط بينها، "ولكن الأمر لم يظهر أبدا على الإعلام، وهذا لعملي المستمر والدؤوب الذي كان يصل أحيانا إلى 19 ساعة يوميا"، وبعد الإفراج عن القائد تم تعيينها نائب القائد، واستمرت في عامها لأكثر من عام، حتى حدث الانشقاق، حتى خرجت من سوريا، بعد اختراق تنظيم الدولة الإسلامية للجيش الحر، وسيطرة الجماعات المختلفة على المناطق التي يعيشوا بها، خاصة وأنها مناطق سكنية مدنية.

نازحو حمص: 

كان منزل ميساء الشماع أول المنازل المستقبلة للنازحين بعد اشتداد القتال في مدينة حمص السورية، فاستقبل منزلها ومنازل عدة عائلات في العاصمة دمشق في يوليو 2011، وبعد فترة وجيزة توافدت المزيد من العائلات لحسن المعاملة، "صاروا يتصلوا ببعض ويخبروا بعض إن فيه مين يستقبلكم"، فبدأت السيدة الدمشقية وغيرها يذهبون إلى أماكنهم ويحضروهم بسيارتهم، لتوصيلهم لبيوت العائلات المستقبلة، والتي وفرت لهم مأوي جديد بدون إيجار أو أي مقابل في منطقة "داريا"، المنطقة التي يحاصرها ويطبق عليها النظام السوري حاليا.

وظل الوضع كما هو عليه، حتى نوفمبر من نفس العام، حتى قذف النظام حي القدم، وبدأت رحلة جديدة من النزوح، إلا أن مستقبلي أهالي حمص انتكسوا ونزحوا إلى دمشق في أعداد هائلة جدا، "أعدادهم فاقت أعداد أهالي حمص، عائلات داريا كانت تصل لعندنا بالألاف لأن القصف صار مباشر عليهم"، للسيطرة على الموقف بدأت ميساء وزملائها في إعداد مراكز إيواء في قلب دمشق، عمروا عمارات "على الطوب"، بوضع "مشمع نيلون على النوافذ، وكرتون على الأرض، وحصيرة وفوقها مراتب"، بالإضافة إلى الأشياء الأولية التي تمكن الاشخاص من استمراراهم في الحياة، كما جهزوا في كل منزل حمام واحد، ثم انتقلت العائلات إلى المباني، لتعيش خمس عائلات مثلا في منزل من خمس غرف، وبعد فترة حصلوا على مساعدات من تجار دمشقيين كبار، " في البداية كنا بنطبخ في بيوتنا، لكن التجار بعد فترة ساعدونا كتير، ومدونا بكل حاجة الناس بتحتجها، من حليب وطعام ومال وغيره".

2

وفي عام 2013 علم النظام السوري بالأعمال الميدانية لميساء وزملائها، "المشكلة عند النظام في إنك بتساعد أسر إرهابية على التمرد، لأنك لما تمدله مواد غذائية وسكن، هيك بتساعده إنه يتمرد على الدولة"، فأصبحت ميساء ومن معها مطاردين، ومطلوبين بالاسم، فقررت مغادرة بلدها عن طريق لبنان "لم يكن باليد حيلة، ما في شي تاني نعمله"، وزاد الأمر سوءً اعتقال صديقيها لتعلم بعد ذلك أن أحدهم استشهد، والاخر لا يعلمون عنه شيء حتى الآن، أما صديقاتها فكل منهن ذهبت إلى بلد "واحدة طلعت على هولندا، وواحدة على لبنان، وتركيا".

لم ينتهي دور ميساء مع خروجها من سوريا ووصولها لمصر ، فبالنظر إلى التواجد الكبير النازحين للقاهرة وغيرها، قررت انشاء مشغل يساعد السوريات على العمل، "أقمنا المشغل بالفعل وعملنا سنة وعدة أشهر في الكورشيه والخياطة"، وكان المشغل الوحيد في المنطقة ولم يتوقف دوره عند العمل فقط، بل أصبح مكان للدعم النفسي "اسسنا مجتمع جديد، تعرفت فيه النساء على بعض، وكونوا علاقات صداقة، وإللي عندها ولد زوجته لبنت صديقتها، وهكذا"، ثم شكلت ميساء فريق "شام" وهو فريق من المتطوعين والمتطوعات، واستطاعوا من خلال تقديم سلال غذائية للعائلات السورية كل عشرين يوم، وكفالات للأيتام، وكفالات مدارس للمسربين من التعليم، وتوزيع أدوية على 42 عائلة شهريا.

تأهيل واعداد:

وصلت هنادي إلى سوريا مع بداية الأحداث، إجازة من عملها كإخصائية أطفال في أحد المدارس في عمان لكي تلتقي بأهلها واحبائها، ولكنها لم تستطع المغادرة "انقفلت الطرقات وما قدرنا نتحرك"، فعملت في سوريا مدرسة وكان العمل تطوعي في بداية الأمر، "لم نكن نجرؤ على فتح المدارس خوفا من قصف الطيران"، ففتحوا المساجد لتعليم المعاهد والتدريس، ثم تلقوا المساعدات من المنظمات الخارجية فكبر الأمر وتتطور وأصبح لديهم معاهد تدريس وتأهيل.

3

منذ دخول هنادي لسوريا اشتركت في حوالي 16 دورة، من بينهم دورات للتمريض، وتأهيل المعلم، والدعم النفسي، وترى أن ذلك أكبر دليل على أهمية دور المرأة السورية في الفترة الحالية، وبعد عملها لفترة مع عدة منظمات قدمت في مسابقة للدعم النفسي ونجحت بها، بعد حصولها على درجات عالية، وخضعت لتدريب علمي ونظري، تمثل الأول في العمل مع أطفال لعام كامل، ثم يقيمها أحد المشرفين، وبعد تأهلها عملت كمشرفة تربوية للأيتام، وتولت مسئولية 31 عائلة في منطقة نائية جدا، "الحمد لله أعمل الآن في مراكز تطوير وتأهيل المرأة السورية، وافتتحنا مركز في المنطقة التي أعيش بها"، وهي منطقة نائية جدا، يعيش بها عدد كبير من السيدات الأميات، منهن من ترعى الأغنام، وهناك ربات بيوت لا تعلمن شيء عن القراءة والكتابة، وفي المركز أقيم عدد من الدورات التي تمثلت في محو الأمية، وتعليم المرأة الرسم، والخط، والأشغال اليدوية، والتجميل وتصفيف الشعر.

 

التأقلم فقط: 

تعيش عائلة أم سمر في حلب، وسط القصف والدمار لخمس سنوات، "عندما يحدث القصف تحدث معه المشاكل، ولكننا نأخذ حذرنا"، ترى السيدة بصورة شبه يومية القتلى في الشوارع، وتستمع لأصوات الانفجارات، لذلك عندما تخرج أو أحد جيرانها من المنزل، يوصوا بعضهم بأن يظلوا على تواصل حتى يعلموا إذا حدث لأي منهم مكروه.

لم تخرج أم سمر، 50 عاما، من منزلها إلا لزيارة ابنتها الكبرى في بلد عربي آخر، "عندما اتصل بأبنائي وزوجي اسمع صوت القصف في أذني"، وأصابت تلك الحالة حفيديها بنوع من الجنون، أما زوجها فأصيب بمرض السكر لحزنه لما وصلت إليه الأمور داخل بلدتهم.

4

لم يأكل سكان حلب سوى وجبة واحدة، في شهر رمضان الماضي، ولم يشتروا ملابس جديدة منذ خمس سنوات، لم يذوقوا طعم اللحم منذ أكثر من عام، أما مساعدات الهلال الأحمر وغيرها من المساعدات، يحصل عليها من لديه واسطة، ووصل سوء الأمر إلى المستشفيات والأطباء فتوفت والدتها منذ فترة نتيجة لذلك.

أما أمل العلي، فتعيش في مدينة سلمية التابعة لحماة، عانوا من انقطاع الكهرباء وارتفاع الأسعار بشكل عام، ولا توجد مياه للشرب، لقطع المسيطر على الريف الغربي لها، من أجل الضغط على النظام لفتح المعابر وإيصال الغذاء لهم، "المدنيين في السلمية والريف الغربي ضحايا للقوى المتقاتلة". "

تستطيع أمل كغيرها تدبير أمورهم في المدينة، بشراء الضروري جدا للحياة، واصبحنا بحاجة لدخل إضافي لان الدخل الاساسي اصلا قليل لا يكفي اغلب العائلات، خاصة العائلة التي مصدر دخلها من الدولة، حيث بات مرتب الموظف لا يكفي فرد، حتى يكفي عائلة لتدبير شؤون الحياة، فعادة ما يتم بالاستغناء عن كل مالا نستطيع شراءه بالرغم من اهميته، " فلا حل أمامنا غير التأقلم، وهجرة لا نستطيع".

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج