إعلان

"حلب تحترق" بين غارات النظام وقصف المعارضة

12:18 م الأحد 01 مايو 2016

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

كتبت- هدى الشيمي:

تشهد مدينة حلب، أكبر المدن السورية، قتالا شرسا منذ أكثر من عشرة أيام بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام السوري، من أجل السيطرة على المدينة الاستراتيجية. القتال في المدينة المتنازع عليها تسبب في مقتل أكثر من 200 شخص، واصابة المئات، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، وتأججت الأزمة بعد قصف مستشفى القدس الميداني في حلب، والتي تشرف عليها منظمة أطباء بلا حدود واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

كما أدى القتال إلى انهيار هدنة مستمرة منذ شهرين توسطت فيها الولايات المتحدة وروسيا، وتوقف محادثات سلام جديدة بين نظام الرئيس بشار الأسد وفصائل من المعارضة بوساطة أممية في جنيف.

اتهامات متبادلة: 

يقول شهم أرفاد، مراسل سوري متواجد في ريف حلب الشمالي، إن القصف ما زال مستمرا هناك، "الوضع بحلب في الاحياء المحررة محرقة للحجر قبل البشر"، ويتابع "إلي صار فينا ماحصلش بأي شعب ودولة في العالم، من قهر وقتل وتشريد وظلم".

يروي محمود رسلان، المراسل في مدينة حلب،  تفاصيل ما حدث يوم الجمعة الماضي، حيث تفاقم الوضع، فيقول إن القصف بدأ  قبل صلاة الجمعة، بأكثر من 8 غارات، وكل يوم تزداد حدة القصف بشكل أعنف مما سبق، فيحاول المواطنون الوصول إلى منطقة آمنة إلا أن الطائرات تقصف كل شيء فوقهم، لا يستطيع المواطنون اسعاف الجرحى في أول غارة، ويضطروا لإسعافهم بعد أربع غارات جوية، وذلك بحسب وراية رسلان، "لأنهم يستهدفون نفس المكان مرتين".

ويقول رسلان إن القتال المحتدم يمنع المواطنين من دفن قتلاهم؛ حيث يضطرون للانتظام لليوم التالي في الصباح الباكر حتى يتمكنوا من مواراة من قتل الثرى. ويقول "الوضع مزري جدا، فلا تتوقف الطائرات التابعة لنظام الأسد الحربية والمروحية، والطائرات الروسية عن القصف بطريقة عشوائية".

غير أن الحكومة السورية والروسية تنفي قيام طائراتها بقصف المستشفى أو مناطق المدنيين. ونقلت وكالة الأنباء الرسمية السورية (سانا) عن مصدر عسكري لم تذكر اسمه نفيه "ادعاءات القنوات الشريكة بجريمة سفك الدم السوري حول استهداف الطيران الحربي مستشفى بحي السكري في مدينة حلب"، مؤكدا أن "هذه الادعاءات محاولة للتغطية على جرائم الإرهابيين في استهداف المواطنين".

وقالت وكالة الأنباء الرسمية إن قوات المعارضة قصفت مسجدا في المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية في حلب ما أدى إلى مقتل 15 مدنيا على الأقل وإصابة اخرين.

كما نفت وزارة الدفاع الروسية ما تناقل عن قصف سلاح الجو الروسي لمستشفى في حلب، حيث قال المتحدث الرسمي باسم الوزارة إيجور كوناشينكوف، في بيان إن سلاح الجو الروسي لم ينفذ أي تحليق في منطقة حلب خلال الأيام الأخيرة، وشدد على أن "الطيران الروسي لم يستهدف مستشفى في حي السكري بمدينة حلب".

من جانبه، يقول أحمد حاميش، مدير مكتب المؤسسة السورية للتوثيق والنشر في تركيا وشمال سوريا، إن ما يجري في حلب "حرب إبادة ضد المدنيين من قبل الطيران الروسي وطيران النظام".

ويضيف أنه "تم استهداف عدد كبير من المشافي ومراكز الدفاع المدني والمساجد، وتسبب القصف في استشهاد طبيبين، طبيب الاطفال الوحيد المتبقي في المنطقة يدعى محمد وسيم معاذ، وطبيب الاسنان أبو اليمان، كما استهدف القصف مركز الدفاع المدني وتدميره بشكل كامل، فاستشهد اربعة من العاملين به"، بحسب قوله.

ويوضح حاميش أن "علاج الجرحى تكون في مشافي ميدانية صغيرة جدا، ومن يستطيعوا توصيله إلى تركيا من أجل تلقي العلاج هناك يرسلوه، وهناك من يتم ارسالهم إلى مشافي في الريف بعيدة عن القصف، وعن غارات الجوية".

المعارضة لا تملك طائرات: 

ويقول عادل الحلواني، مدير مكتب الائتلاف السوري في القاهرة، إن ما يحدث في حلب الآن هو نتيجة لأعمال النظام فقط، فلا تملك أي قوة من القوى المعارضة طائرات، حتى تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) لا يملك أي طائرات، فالقصف الجوي نتيجة لأفعال الجيش السوري، المدعوم من روسيا.

يتساءل الحلواني "أين اصدقاء الشعب السوري؟"، مشيرا إلى التناقضات في تصريحات زعماء الدول الغربية، وخاصة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، والذي ينفي المشاركة في حرب بسوريا، ثم يصرح بإرسال قوات إلى هناك.

ويرى أبو مازن الحمصي، الناشط الإعلامي السوري، أن النظام يستهدف حلب حاليا، لأنها البوابة الشمالية لسوريا، وتمتاز بأهمية استراتيجية للنظام، فهي على الحدود مع إدلب، وعلى الحدود مع تركيا، كما  تضم أكبر نسبة معارضين حاليا، وهي خط الإمداد بين المعارضة (الثوار) على حد قوله، وتركيا.

ويقول الحمصي إن "القصف الموجود في حلب هناك، محصور فقط بين قوات النظام، والقوات الجوية الروسية، أما الثوار أو المعارضة، فلا يملكون أي طائرات. المعارضة لديها مطارات جوية لكنها متوقفة، لا يستطيعون تشغيلها".

وعلى الرغم من ذلك ألقت وكالة "سانا"، باللوم على طيران التحالف الدولي، مشيرة إلى قصفه أكثر من مرة منشآت وبنى تحتية في المدينة حيث قام في 10 اكتوبر الماضي بقصف محطتين حراريتين لتوليد الطاقة الكهربائية في منطقة الرضوانية شرق مدينة حلب كما قصف في 18 من الشهر نفسه محطة الكهرباء المغذية لمدينة حلب ما أدى إلى تدميرها وانقطاع الكهرباء عن معظم الأحياء السكنية في المدينة، حسبما ذكرت الوكالة الرسمية السورية.

أما المحلل السياسي السوري عمر الحبال فيقول إن ما يجري في حلب في الوقت الراهن "عملية قتل إجرامية محكمة".

ويضيف الحبال أن "عمليات القصف الجوي مع اقتراب موعد تقديم ستيفان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة لسوريا لتقريره، حيث روجت روسيا وعصابات بشار الأسد للهجوم على حلب، بحجة وجود عناصر من جبهة النصرة هناك، ثم بدأ القصف في 21 من الشهر الجاري".

وتابع "وصل الأمر إلى ذروته مع تقديم دي ميستورا لتقريره، فقصفت الطائرات بعض المباني، ثم قصفت مستشفى القدس الميدانية التي تواجد بها عدد كبير من المصابين المدنيين".

ويقول "لولا التدخل الروسي لكان سقط من زمان، وقبلها التدخل الإيراني، لولا تدخله لما كان في بشار الآن".

يذكر أن سوريا تشهد حربا أهلية منذ خمس سنوات بدأت كتظاهرات سلمية في إطار ما سمي بالربيع العربي، ضد حكومة الأسد، لكنها قوبلت بقمع شديد من قوات الأمن، وسرعان ما حملت المعارضة السلام لتنفتح ساحة معركة جذبت مقاتلين من كافة أنحاء العالم، وحصدت ارواح أكثر من ٢٥٠ مليون شخص بحسب إحصاءات الأمم المتحدة، فضلا عن تهجير أكثر من نصف سكان البلاد داخليا وخارجيا.

واستغلت التنظيمات المتطرفة الفوضى التي خلفتها الخرب، حيث أعلن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) الذي يسيطر على مساحات شاسعة من سوريا والعراق، خلافة مزعومة.

 

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان