لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

طلال سلمان: لبنان مرآة عاكسة للأوضاع العربية.. والسفير مستمرة في الصدور (حوار)

05:44 م الأربعاء 30 مارس 2016

الكاتب الصحفي، طلال سلمان

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 حوار - رنا الجميعي ودعاء الفولي:

عُمر بأكمله عاش خلاله الجمهور ينتظر صدور السفير اللبنانية يوميًا، لم يكن محبوها داخل لبنان فحسب، بل امتدت لتشمل شرق الوطن العربي ومغربه، نشأ الكثيرون حولها، وكانت بالنسبة إليهم مثل الفنانة فيروز.

عايشت السفير أوقاتًا عصيبة واستطاعت تجاوزها، بين حرب أهلية استمرت 15 عاما، تعرضت خلالها لمحاولة لقصف مطابعها، وتقلبات سياسية بلبنان والوطن العربي. ومع انتشار خبر توقفها عن الصدور، ثُم تصريح بالتراجع عن القرار، تزايدت علامات الاستفهام حول وضع الجريدة، التي تم تأسيسها على يد الكاتب الصحفي، طلال سلمان، منذ 43 عامًا.

هُنا في حوار أجراه مصراوي -هاتفيا-مع طلال سلمان، بعض الإجابات حول ظروف التوقف، ثُم التراجع، وأوضاع محرري "السفير"، ودور نقابة الصحافة بلبنان والدولة للمساعدة في حل الأزمة.

-ما الأسباب التي أدت إلى توقف جريدة السفير؟

سوق الصحافة اللبنانية أصبح أكثر ضيقًا، الصحافة الورقية بلبنان صارت عملية خاسرة بسبب تراجع الإعلانات وهو عنصر يؤدي إلى خلل في كيان أي صحيفة، فدخل الصحف الأساسي يأتي من حجم الإعلانات، كما أن الأوضاع العربية تتخللها أزمات.

-كيف تنعكس تلك الأزمات على الصحافة اللبنانية؟

الأوضاع في المنطقة عمومًا، وسوريا خاصة، تنعكس على لبنان بشكل مباشر، حيث ينتج نوع من الفرز، ويصير هناك مع وضد، فيختلّ النظام السياسي. لبنان هي مرآة عاكسة لكل الأوضاع العربية، وأرض صراع بين كل الأنظمة، وبالنظر للحرب بسوريا، العراق واليمن، وكذلك تراجع دور مصر، فهذا كله ينعكس على جمهور الصحافة، تحديدًا الجمهور المهتم بالشأن العام، لا بالشأن اللبناني فقط.

-ولكن الزخم السياسي قد يساعد على انتعاش العمل الصحفي؟

أحيانًا تكون تلك الظروف مفيدة، إذا كان الصراع السياسي سلمي، من خلال الأفكار والعقائد والمبادئ، ما يُنعش الصحافة اللبنانية التي تلعب في تلك الأوقات دورًا مهمًا، لكن بالفراغ السياسي القائم، حيث العالم العربي بين حروب أهلية وحروب بين دول، فذلك يضرب الرابطة القومية بين العرب في مختلف ديارهم، وهذا ينعكس على من يقترب من هموم العرب، فالسفير هي صحيفة للكل، لا تُصدر لطائفة أو لمنطقة بعينها.

- في رأيك.. ما الذي يميز الصحافة اللبنانية عن غيرها؟

الصحافة اللبنانية موجهة للعرب، وليست محلية، لأنها إذا صارت تهتم بالشأن اللبناني فقط، فستدخل بدهاليز الطوائف والمذاهب، ما سيقضي على صناعتها، رصيدها وتوزيعها، فإذا هي صدرت لطائفة بعينها، فهناك آخرون سيقاطعونها، صحيفة تصدر للكل تُعاني معاناة هائلة، فكيف ستتجاوز عالم مليء بالانقسامات؟

-لماذا تراجعتم عن قرار التوقف الفوري؟

تُحاول المراهنة على غدٍ أفضل، نأمل أن يزيد أحد الشركاء نسبته بالسفير، وإذا كان حظنا طيب قد نجد شريك آخر، ليُعطينا فسحة من الوقت.

- ثمة أقاويل انتشرت عن تمويل السفير.. بعضها يتحدث عن تعاون بينكم وحزب الله والآخر عن تمويلكم من جانب سعودي.. ما رأيك؟

(يضحك).. هذا غير حقيقي بالمرة. إذا كنا ممولين من أحد الطرفين، ما احتجنا يوما لإغلاق الجريدة. من يتحدث عن تعاون بيننا وحزب الله يسيئ للحزب والسفير. ونسعى الآن للتعاون مع من يدين بولائه للسفير فقط.

-إذا كانت الصحيفة ستتوقف بأي حال، فلماذا لا يتم ذلك الآن؟

ستصدر السفير كلما استطعنا الإبقاء عليها، لا يُمكنني تحديد المدة التي ستستمر خلالها. 

مررنا بأزمات سابقة ولكن كان رهاننا وقتها على القراء، تلك الأيام غمرتها الحيوية العربية، إذ كانت الحركة الوطنية ناهضة وناشطة، والعرب مازالوا متفقين، أما الآن فالأوضاع لا توحي بالتفاؤل، غير أن الإيمان بالأمة العربية لم يزل يملؤني، وأنها ستتحرك ناحية مستقبل أفضل.

-وبالنسبة للمحررين العاملين بـ"السفير"، كيف سيتم التعامل معهم؟

ظلّت السفير لـ43 سنة الجريدة الوحيدة تقريبًا التي لم تتأخر عن دفع الرواتب، هناك تأمين على المحررين والعاملين بها، فضلًا عن صندوق الضمان الاجتماعي، من الممكن لأني خرجت من "بير السلم" حتى صرت صاحب جريدة، أعرف معاناة الناس وحقوق المحررين، أنا كنت منهم، وإذا جاءت لحظة التوقف سيكون هُناك تعويض لهم.

-كيف يُمكن أن تقاوم السفير الآن؟ 

مع غزو الكومبيوتر للعالم، نحاول تدريب صحافيينا على كل جديد في الفضاء الإلكتروني، كما أن الذي يحمي وجودنا هو قربنا من الناس.

على مدار 43 عامًا ظل شعاركم "صوت من لا صوت لهم".. كيف حافظتم على ذلك مع اختلاف الظروف السياسية؟

نحن نتعامل بصدق مع القارئ، ونحاول فعل ذلك من خلال صنعة صحفية ممتازة، وحينما كانت ظروف شركات الإعلان أفضل كان المناخ مُناسب بشكل أوسع لعملنا، ونجاحنا في تغطية القضايا المختلفة وفّر لنا حماية مع التقلبات الحادثة بلبنان والوطن العربي.

-ما البدائل المطروحة أمامكم في حال توقفت الجريدة الورقية؟

نعمل الآن على موقع إلكتروني جديد للسفير، أكثر تطورًا، حتى إذا جاءت ساعة "الإغلاق" يصبح لدينا ما يُعوض غياب الورقي.

-حدثنا عن دور نقابة الصحافة اللبنانية في أزمة جريدة السفير؟

للأسف النقابة لم تقم بأي دور فعّال، وليس لديها المقدرة على المساعدة.

-وماذا عن دور الدولة؟

أيضًا دور الدولة غائب، وإن كنا نتحفظ قليلًا على كلمة "دور الدولة"، كي لا يُفهم ذلك بمنطق التدخل في عملنا.

وزير الإعلام زارنا منذ أيام وتحدثنا عن المشكلة، لكن لا حل يلوح في الأفق والأمل في الدولة محدودا جدًا.

-الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل كان صديقًا لك، فهل كنتم تتحدثون عن الإعلام العربي؟

بالطبع كنا نتحدث عن الصحافة خاصة بمصر ولبنان، وكان الأستاذ هيكل حزين ويشعر بمرارة لما وصل إليه حال المهنة؛ التلفاز أسرع منّا بمراحل ويصل لعدد أكبر، والإنترنت بمشتقاته صار أداة لمعرفة الأخبار وإن لم يكن وسيلة دقيقة طوال الوقت، ذلك التطور الضخم لم نكن لنوقفه وهو أمر طبيعي، ولكن جيلنا عايش انتعاش الصحافة الورقية ورأينا كيف يمكن أن توزع الجريدة مليون نسخة، كما حدث حين تولى هيكل رئاسة تحرير الأهرام في نهاية الخمسينات، والآن هذا كله يكاد يندثر؛ فأي شخص لديه رأسمال يستطيع أن يكون صاحب جريدة حتى وإن لم يمتلك المؤهلات اللازمة.

 

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج