هجمات بروكسل.. العرب في "ورطة".. وداعش يخطو نحو روما - (تقرير)
تقرير – عبدالله قدري:
وقعت، صباح اليوم الثلاثاء، سلسلة انفجارات، هزت العاصمة البلجيكية بروكسل، وذكرت وسائل إعلام أن الانفجارات خلفت 34 قتيلًا، ونحو 200 مصابًا.
وخلف الانفجاران اللذان وقعا في صالة المغادرة بمطار بروكسل 14 قتيلًا، و81 مصابًا، بينما كانت حصيلة ضحايا انفجار محطة مترو ملبيك -قرب مؤسسات تابعة للاتحاد الأوروبي- نحو 20 قتيلًا، و106 مصابًا.
حدثت تلك الانفجارات بعد ثلاثة أيام، من إعلان السلطات البلجيكية، القبض على صلاح عبدالسلام، المتهم الرئيسي في هجمات باريس الإرهابية، التي وقعت في نوفمبر 2015، وأسفرت عن مقتل 130 شخصًا، تلاها سلسلة انفجارات أخرى، هزت عواصم وبلدان أوروبية.
وعقب القبض على عبد السلام، قال وزير الخارجية البلجيكي إنه كان يخطط لهجمات جديدة"كان على وشك البدء في عمل شيء ما ببروكسل". وهو ما تحقق صباح اليوم الأربعاء.
وذكرت وسائل إعلام غربية، أنه تم سماع ألفاظ عربية تم ترديدها، قبل سلسة التفجيرات التي وقعت ببروكسل، اليوم.
ونادت أصوات، منذ هجمات باريس بتحجيم تدفق اللاجئين إلى أوروبا، وطالبت أحزاب ومنظمات يمينية، بالحد من وجود الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا، إلا أن هذه الأصوات قوبلت بالرفض من قبل حكومات الدول الغربية.
فما تأثير انفجارات بروكسل على العرب؟
تعتقد الدكتور، نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية، وخبير العلاقات الدولية بالجامعة الأمريكية، أن الحادث سيتسبب في تشديد الإجرءات على العرب الراغبين في دخول أوروبا، وإعادة النظر في تأشيرة الدخول "شينجن"، التي تمنح الدخول إلى الدول المنضمة للاتحاد الأوروبي.
و"شينجن" عبارة عن نظام تأشيرات خاص بـ25 دولة من الاتحاد الأوروبي وثلاث دول إضافية، منهم بلجيكا وألمانيا وفرنسا وأسبانيا، ويتم الحصول عليها من قنصلية البلد نفسه وفق إجراءت وأوراق محددة.
وتضيف بكر في تصريحات لـ"مصراوي"، أنه سيتم تشديد الإجراءات على المهاجرين غير الشرعيين وخاصة اللاجئين، الذين يعتبرون أكثر الفئات تأثرًا جراء هذه الانفجارات المتتالية، مشيرة إلى أن أي وجه عربي، أصبح غير مرحب به في أوربا.
وتصاعدت قوة أحزاب اليمين المتطرف في أوروبا في الفترة الماضية، وانتهزت هذه الأحزاب التفجيرات المتتالية في أوروبا وأمريكا؛ للترويج ضد العرب والمسلمين، وبرز حزب " البديل من أجل ألمانيا" اليميني، وأصبح يمثل تهديدًا للجاليات المسلمة، كما أصبح حزب ماري لوبان اليميني المتطرف بفرنسا -الجبهة الوطنية- ذو قوة بين الأحزاب الفرنسية، ويمتلك نحو 20 نائبًا في البرلمان الأوروبي.
ويؤكد الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية ذلك، فهو يرى أن أحزاب اليمين المتطرف ستكتسب أرضية أقوى، وزخم كبير خلال الفترة المقبلة، بعد هذه الانفجارات، مشيرًا إلى أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف، أصبح يمتلك شعبية غير مسبوقة، على حساب الحزب المسيحي، الذي تتزعمه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.
ويضيف سمير في تصريحات لـ"مصراوي"، أن حزب الفجر الذهبي اليميني المتطرف حصل على نسبة كبيرة في البرلمان اليوناني، وبالتالي -بحسب سمير- فإن هذه الأحزاب، أصبحت تشكل تهديدات على اللاجئين، وتمثل خطرًا على الجاليات العربية والمسلمة في أوروبا.
رد فعل
أوضح الدكتور أيمن سمير، أن هذه الهجمات جاءت ردًا على اعتقال صلاح عبدالسلام، المتهم الرئيسي في هجمات باريس، مؤكدًا أن كل الدلائل تشير إلى أن الخلايا التي قامت بتفجيرات بروكسل، مرتبطة بصلاح عبد السلام، وأن قيامها بهذه التفجيرات جاء لأمرين، أولهما رد فعل بعد إلقاء القبض على عبدالسلام، والثاني توقع هذه الخلايا أنه سيتم القبض عليها خلال ساعات، إذا ما اعترف صلاح عبدالسلام عليهم؛ لذا سارعت في تنفيذ هذه التفجيرات قبل وصول الأمن إليها.
لكن الدكتورة، نهى بكر، تختلف مع الرؤية السابقة، فهي ترى أن هذه الجماعات لا تعمل بصورة رد فعل،وأنها تملك خط واضح مستمر، وهو استمرار سلسلة التفجيرات التي وقعت في باريس واسطنبول، وغيرهما، ومحاولة لبسط سيطرتها في الداخل الأوروبي.
وقالت بكر، إن هذه الجماعات المسلحة، تهدف إلى تحقيق مبتغاها التي ذكرته في تسجيلات سابقة، وهو الوصول إلى روما، مشيرة إلى أنها تستطيع الوصول إلى أماكن مؤمّنة بالكامل، وهو ما حدث في تفجيرات بروكسل، حيث استطاعت هذه الجماعات، الوصول إلى صالة المغادرة بمطار بروكسل، وهي أشد نقاط المطار تأمينًا.
وهو ما وافق عليه، الدكتور أيمن سمير، خبير العلاقات الدولية، مؤكدًا أن غياب التنسيق بين الحكومات الأوروبية، وعدم تبادل المعلومات، خاصة بين بلجيكا وفرنسا، كان السبب وراء تصاعد هذه الهجمات، مؤكدًا أن الغرب كان يرى أن خطر تنظيم داعش لن يستطيع الوصول إلى قلب أوروبا، ولكن الأيام أثبتت عكس ذلك.
سقف الحريات
وقال سمير، أنه من المتوقع أن يتم فرض قيود على حركات التجارة عبر الحدود، بالإضافة إلى إصدار تشريعات تحد من سقف الحريات، جراء الهجمات الأخيرة، مشيرًا إلى أنها قد تؤدي لنتائج عكسية، تؤثر سلبًا على الجاليات المسلمة.
وأصدرت، وزارة العدل البلجيكية، تحذيرًا لجميع الصحفيين، سواء في بلجيكا أو خارجها، بحظر نشر أية معلومات عن التحقيقات الجارية الخاصة بهجمات بروكسل، لأن ذلك من الممكن أن يعرض حياة المدنيين أو ضباط الشرطة للخطر، وفق العدل البلجيكية.
وكان تنظيم داعش الإرهابي، قد أعلن مسئوليته عن تفجيرات بروكسل صباح اليوم، بواسطة عبوات وأحزمة ناسفة، خلفت نحو 34 قتيلًا وعشرات المصابين، حتى كتابة هذه السطور.
وقالت السلطات البلجيكية إنها وجدت قنابل كيميائية، وعبوات ناسفة، وراية داعش، بالقرب من أماكن الانفجارات ببروكسل.
فيديو قد يعجبك: