"نشرة الموت من حلب".. أجواء الحصار بعيون صحفي سوري
كتبت ـ هاجر حسني:
"أوقفوا شلال الدم.. هلق عايشين، بعد شوي ما بنعرف شو راح يصير فينا" كلمات كتبها الصحفي السوري عُمر العرب تعليقاً على أحدد مقاطع الفيديو التي يبثها باستمرار عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك بعنوان "نشرة الموت من حلب"، ينقل عبرها الأوضاع داخل مدينة حلب الشرقية المُحاصرة من قبل النظام السوري.
الأوضاع داخل مدينة حلب لم تتبدل منذ فرض القوات الحكومية الحصار على المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في منتصف يوليو الماضي، وهو ما دفع العرب لتوثيق الأحداث ليس فقط من خلال التصوير الفوتوغرافي بحكم عمله كصحفي ولكن من خلال روايتها عبر الفيديو "الفكرة بدأت معي بسبب المجازر اليومية اللي عب بتصير عندنا ووقتها تساءلت كيف بدي أوصل رسالتي للعالم"، يقول الصحفي الشاب.
من قبل كان الصحفي السوري يعتمد على التصوير الفوتوغرافي في نقل الأحداث، ومع تراجع الاهتمام الإعلامي بالقضية السورية قرر البحث عن طريقة أخرى تكون حلقة الوصل بين حلب المحاصرة والعالم الخارجي فلم يجد غير مقاطع الفيديو لتلعب هذا الدور "الوضع في حلب خلال الفترة الأخيرة ما صار بيوصل بالطريقة الصحيحة، حتى إذا في تقرير بينذاع على الفضائيات ما بيكون بشكل مناسب".
بمجرد أن يعلم عُمر بمكان الحدث يحاول أن يكون من أوائل المتواجدين حتى يتثنى له الإلمام بكافة التفاصيل لمعاودة سردها، ومن خلال كاميرا الموبايل أو الكاميرا الاحترافية يسجل لحظات ما بعد القصف "بستخدم ياللي بيكون مُتاح معي، في يوم كنت بصور بالأنقاض فاستخدمت الموبايل لأنه ما كان معي الكاميرا، بحاول بأي صورة أنقل الإجرام ياللي بيحصل".
أحكم الحصار في حلب قبضته على المدينة فبدأ الأهالي يعانون من نقص المواد الغذائية والإغاثية، والتي بات من الصعب وصولها للمدينة منذ أن فُرض الحصار "في تردي بالمساعدات، معظم الأهالي بدأ ينفد لديهم المخزون، نحن محاصرون منذ 6 أشهر تقريبا"، وتتعرض عشرات الأسر يوميا لهدم منازلهم جراء القصف المتكرر على الأحياء وتُصبح الأسر مُجبرة على البحث عن مكان آخر "الغارات ما عم توقف والقصف ما بيهدى، الناس عم تنزح من بيت لبيت آخر بعد القصف"، يقول الصحفي العشريني.
وخلال جلسة في مجلس الأمن بشأن تطورات الوضع في سوريا، أمس الإثنين، قال وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، ستيفن أوبراين، إن الظروف الإنسانية في حلب أكثر من كارثية، وأفاد بأن جميع المستشفيات في مناطق شرقي حلب توقفت عن العمل، وأن الأمم المتحدة لا يمكنها الوصول إلى المدنيين شرقي حلب بسبب الحصار التي تفرضه القوات السورية.
التحرك داخل المدينة أمر ليس يسيرا، فتتابع الغارات وعدم توافر وسائل الانتقال جعل عُمر يستعين بوسائل أخرى للوصول إلى نقطة الحدث ليمارس دوره في توثيق الأحداث "في أكثر من 50 غارة جوية متتالية يوميا على مدينة حلب، ولأنه ما في مواصلات فأنا بتحرك عن طريق سيارة الإسعاف دائما من وإلى موقع الحدث".
تواجد عُمر في قلب الأحداث يجعله مُعرض للخطر دائما، رغم ذلك يؤكد استمراره في التصوير ليس لكونه صحفي فقط ولكن كمواطن سوري تسنح له الفرصة ليكون في قلب الأحداث وهو ما لا يتوفر لآخرين ينقلون الأخبار من خارج المدينة "بالطبع في خطورة، ولكن لا أعلم ما الفائدة وراء ما ينشرون من مجريات المعارك وهم في الواقع خلف الشاشات الزرقاء وبعيدين عن ساحات الوغى".
وكان مساعد المبعوث الأممي إلى سوريا، يان إيغلاند، أعلن أن الأمم المتحدة تأمل أن تحصل على موافقة موسكو ودمشق، قبل 24 نوفمبر الحالي، على هدنة إنسانية في حلب، قائلا إن موافقة المعارضة المسلحة تم الحصول عليها، ويشارك عُمر إيغلاند ذات الأمنية فهدوء الأجواء ووقف القصف جل ما يأمله "بتمنى تكون حلب بخير وأنقل هاد الشي أيضا من خلال الفيديو".
فيديو قد يعجبك: