لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"محافظة.. كشك.. رشاوى".. هكذا يرى المواطنون المحليات (تقرير)

11:02 ص الإثنين 04 يناير 2016

محليات

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ندى الخولي:

"إيه المحليات دي.. المحافظة يعني؟" هذا أول سؤال يراود فكر رجل الشارع البسيط بمجرد سماعه كلمة "محليات".

مع اقتراب إجراء انتخابات المحليات، المرتقبة عقب إصدار قانون التنمية المحلية الجديد، بعد موافقة مجلس الشعب عليه؛ كان لـ"مصراوي" جولة في الشارع، طرحت فيها سؤالا واحدا "ما هي المحليات؟".

"أنا ما بروحش انتخابات غير الرئاسة"، قالها محمد السني، وهو رجل أربعيني يقطن في حي الزيتون، نافيا علمه بانتخابات المجالس المحلية.

كان للسني، حكاية مع الحي منذ عامين، رواها لـ"مصراوي"، وقال "قبل الثورة كنت أعمل في عدة حرف في ورش.. أشتغل في قهوة، أو فرن أو محل.. وبعد الثورة الحال وقف، وكان نفسي في كشك صغير أسترزق منه".

عدد من المقربين للسني، وعدوه بأن يتكفلوا بنفقات البضائع إذا ما حصل على تصريح من المحافظة، بإقامة "كشك" أمام محطة مترو سراي القبة، إلا أنه لم يتمكن من الحصول على التصريح، لأن "المحافظة واقفة كل التصريحات وواخدة موقف من الباعة الجائلين بشكل عام"، حسبما قال له موظفون بالمحافظة.

يستطرد الرجل الأربعيني "أذكر أنه قبل ثورة يناير، كان النائب زكريا عزمي مكتبه مفتوح للجميع.. كان بيخلص أي ورق وبيخدم أهل دائرته وغيرهم"، يترحم السني على الأيام التي سبقت اندلاع الثورة، ويتمنى أن يتمكن نواب البرلمان الجدد من خدمة الأهالي من جديد، بعد "سنوات صعبة ووقف الحال"- على حد قوله.

يقول "أحمد طارق" - وهو خريج معهد حاسب آلي "عمري ما صادفت أن يكون لي مصلحة في أي مجلس محلي أو محافظة"، هكذا برر عدم معرفته بـ""المحليات أو دورها في حياة المواطنين.

"أحمد" الذي يقطن في حي بولاق الدكرور، يتصور آسفا أن "كل حاجة ماشية بالرشوة أو بالواسطة.. لو معاك فلوس أو تعرف حد في الحي أو المحافظة؛ مصلحتك هتخلص، لو ما تعرفش؛ يبقى ما تروحش أحسنلك"، متمنيا أن تلعب المحليات دورا هاما في "القضاء على الرشوة والمحسوبية، وخدمة المواطنين، أو تحسين الخدمات الموجهة لهم، والاستماع لآلام الناس ومطالبهم".

وحدهن، إسراء ومي وريهام، وهن ثلاث طالبات بجامعة حلوان، أجبن: "المحليات هي المجالس المحلية، التي تلعب دور المحافظة في الحي أو القرية، وتقدم خدمات للمواطنين".

استخلص "مصراوي" من جولته التي تضمنت عدة أشخاص من فئات عمرية ومناطق مختلفة، وطرحت عليهم نفس السؤال، أن حوالي ٧٠٪ منهم لا يعرفون شيئا عن المحليات، ومع ذلك فإن النسبة ترتفع قليلا في تقدير حملة "المحليات للشباب"، التي اعتبرت أن السواد الأعظم من المواطنين لا يعرفون شيئا عن المحليات.

يقول منسق الحملة، كريم نور الدين، إن "المحليات هي همزة الوصل بين المواطن والدولة"، وأن حملة "المحليات للشباب" تهدف للوصول للمجتمع من أسفل الهرم التنظيمي في الدولة، من خلال القرى والأحياء والمدن وصولا للمحافظات، والوصول للمواطن البسيط ليس من خلال مجلس النواب أو الوزارات، بل من خلال مديريات الصحة والتعليم والتموين وغيرها من تلك التي تقدم خدمات مباشرة للمواطنين بعيدًا عن صخب السلطة والمسئولية العليا.

هكذا تبنت عدة مبادرات وحملات فكرة التعريف بالمحليات، وتدريب كوارد قادرة على خوض الانتخابات، سواء بالتعاون مع الأجهزة الحكومية، أو مع الأحزاب الساسية.

ترجع فكرة الحملة منذ عام ٢٠١٢، على ضوء آخر انتخابات محلية أجريت، حيث فاز فيها حوالي ٥٣ ألف مرشحا كان من بينهم من أربعة إلى خمسة آلاف شاب فقط دون سن الأربعين، وتشكلت الحملة على ضوء أن الشباب هم من صنعوا الثورتين وهم صلب هذا البلد.

يضيف نور الدين، "حاولنا التواصل مع وزارة التنمية المحلية من أجل عقد ندوات وورش عمل للتعريف بالمحليات ودورها، ولكن لم نحظَ بقبول أو تعاون، فاتجهنا للأحزاب السياسية والمؤسسات التنموية، وشبكات التواصل الاجتماعي، من أجل الوصول للشريحة التي تستهدفها الحملة وهي الشباب".

وللحملة هيكل تنظيمي ومكتب تنفيذي في المحافظات المختلفة، سعت للتواصل مع لجنة إعداد الدستور في عهد الإخوان، ولكنها فشلت في طرح رؤيتها، ثم تمكنت من إحراز أهداف تُحسب، مع لجنة الخمسين لإعداد دستور ٢٠١٤، الذي أقر بتحديد نسبة ٢٥٪ من المجلس المحلية للشباب، ومثلها للمرأة. وعلى إثر هذه المكاسب، كان لا بد من تعديل قانون المحليات أو طرح آخر بديل للحوار المجتمعي، وهو ما تم بالفعل.

"هكذا أصبح بمقدورنا العمل على تأهيل ١٥ ألف شابا يخوضون انتخابات المحليات القادمة، يتم ترشيحهم من المكاتب التنفيذية بالمحافظات، ويشترط في من يتقدم للترشح، أن يكون شابا دون الأربعين، وليس عليه أية أحكام قضائية، حتى وإن كان منتميا للحزب الوطني المنحل أو لجماعة الإخوان المسلمين.. المعيار لدينا هو أن يكون شباب طموح سجله الجنائي أبيض"، بهذه الكلمات اختتم منسق الحملة حديثه.

أما الموقع الإلكتروني للوزارة - والذي من المفترض أن يقوم بدور توعوي بالمحليات وأهميتها- ورغم احتوائه على روابط "تنمية القدرات البشرية، ومنها: الإدارة والقيادة"، إلا أن الضغط على أي منها يقود لخيار واحد فقط وهو "قريبا" أو "Coming Soon".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج