لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نظارات بصرية مغشوشة قد تصيب بالعمى على المدى الطويل

01:18 م الأحد 03 يناير 2016

نظارات بصرية مغشوشة قد تصيب بالعمى

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تحقيق- محمد أبو ليلة:

وائل مرعي شاب في عامه الدراسي الأخير من الجامعة لم يستطع شراء نظارة شمسية ذات ماركة عالمية يتخطى سعرها ألفي جنيه، قرر أن يذهب لأحد أسواق النظارات الشعبية تحديداً في منطقة عابدين بوسط القاهرة، حيث سوق النظارات البصرية هناك، اتخذ قراره  بشراء نظارة مقلدة ومنخفضة الثمن.

لكنه بعد فترة من استعمالها تعرضت للخدش في عدستها أثرت على الرؤية لديه عند استعمالها، الامر تطور بالنسبة له حيث ظهرت على جانبي وجهه بوادر حساسية نتيجة المادة البلاستيكية المصنوعة منها "شنبر" النظارة المقلدة.

بعد إصابته بالحساسية بدأ يشعر من الحين للأخر برؤية ضبابية لبعض الأشياء، وقتها ذهب لأحد الأطباء الاستشاريين في طب العيون دكتور أحمد برادة والذي أكد له أن الحساسية المفرطة جاءت بسبب خامات "النظارة الشمسية" الرديئة والتي اشتراها دون معرفة خطورتها علي بصره.

اكتشف الطبيب أن النظارة ليست عازلة للأشعة الفوق بنفسجية هذا بالإضافة إلى أن "شنابر" النظارة الرديئة تتفاعل مع العرق وتتسبب في طفح جلدي وحساسية مفرطة، خاصة الشنابر المعدنية والتي يتم طلائها بمواد كيميائية غير صحية ولا تطابق المواصفات الفنية للنظارات.

تصيب بالعمى على المدى الطويل
وقتها نصحه الطبيب باستعمال نظارة بصرية لـ"حفظ" النظر باشتراطات فنية مطابقة لحالته الصحية، موضحاً له أن هذه النظارات الرديئة تؤثر على عدسة العين البشرية وطبقا للحالة البصرية للشخص قد تصيب بحساسية شديدة وضعف في البصر، ومن الممكن على المدى الطويل تؤدي إلى العمى لأنها ليست عازلة للأشعة فوق البنفسجية.

صورة 3

"للأسف مهنة البصريات شهدت تجاوزات كثيرة خلال الفترة الماضية، المهنة أصبحت عشوائية وسمحت بوجود أناس ليس لهم علاقة بها يتحكمون في أعين الناس، يبيعون نظارات غير مطابقة للمواصفات بعضها مصنع من مواد بلاستيكية معاد تدويرها، حيث تتسبب في أمراض خطيرة على الجلد والعين وقد تصل أحيانا لسرطانات الجلد والعمي" .. هكذا يؤكد رئيس شعبة البصريات بالغرفة التجارية بالقاهرة إبراهيم مغربي في حديثه الخاص  لمصراوي.

ويتواجد في مصر حوالي ثلاثة ألاف محل بصريات يتبع الغرفة التجارية ولديه ترخيص، بينما يتواجد ثمانية ألاف محل بصريات غير  مرخص وبدون صفة قانونية حسب بيان شعبة البصريات باتحاد الغرف التجارية، هذه المحلات تعرض نظارات تم تهريبها وليست مطابقة للمواصفات، ويؤكد رئيس شعبة البصريات أن هذه المحال الغير مرخصة جزءاً منها يصنع نظارات من خام الأكريلك المسرطن، رغم أن النظارات لابد أن تصنع من خام "39c r" وهو الخامة الأساسية للتعامل مع العين البشرية.

تجارة النظارات تجد رواجاً كبيرا في الميادين العامة وخاصة في ميدان العتبة بوسط القاهرة ومنطقة عابدين بالقرب من مبنى محافظة القاهرة، مصراوي تجول في منطقة عابدين التي يتواجد بها قرابة ألف محل لبيع وتصنيع النظارات البصرية، بعضها مهرب والبعض الأخر يتم تقليده لماركات عالمية، في  تلك المنطقة تكاد تتراص محلات البصريات فوق بعضها البعض، كل شبر محل بصريات.

وهذا مخالف لقانون مزاولة مهنة البصريات في مصر والذي يلزم بأن تكون هناك مسافة بين كل محل بصريات والأخر لا تقل عن 100 متر وألا تقل مساحته عن 25 متر، ويشترط أن يديره أخصائي بصريات.. حسبما يؤكد إبراهيم مغربي رئيس شعبة البصريات لـ مصراوي والذي طالب وزارة الصحة بتفعيل القرار رقم  205 لعام 2008 والمنظم لمهنه أخصائي البصريات لأنه مجمد حتى الأن.. حسب وصفه.

3 مليار جنيه حجم التهريب
أحد أصحاب المحال البصرية في تلك المنطقة يدعى أمجد صبري شاب في الثلاثين من عمره، أوضح لـ"مصراوي"، أنه يبيع نظارات مستوردة منها ما تم استيراده من الصين وكوريا ألمانيا وفرنسا، مؤكداً أنه يبيع ماركات عالمية لبعض النظارات ونفى أن تكون هذه النظارات مهربة، وتابع: "هناك نظارات شمسية تبدأ أسعارها من خمسين جنيهاً إلى 2000 جنيه كل مشترى حسب إمكانياته المادية".

صورة 2

وقال أن محله مرخص من قبل حي عابدين ويعمل لديه أخصائي بصريات من أجل تركيب العدسات للعملاء "جميع العدسات مستوردة والشنابر أيضا ، ولا يوجد نظارات صناعة مصرية، والمحل لديه رخصة من الحي ولكن لا يوجد عضوية شعبة البصريات، وجميعنا هنا لدينا رخصة من الحى ونتعامل باحترام، والزبائن تأتى إلينا من كل المحافظات".

كان اللافت لانتباهنا أيضا أنه بجانب محلات بيع النظارات كان هناك عدد لا بأس به من باعة جائلين يفترشون رصيف تلك المحلات ويبيعون نظارات مستعملة ملقاة على أرضية الرصيف، بعضها نظارات للأطفال والبعض الأخر نظارات بصرية قال لنا بائعها أنها لحفظ البصر ولا يتعدى سعر النظارة منها سوى30 جنيهاً، ولا تزيد عن خمسين جنيهاً، لأنها نظارات صينية الصنع.

البائع لم يعرف قياس أو درجات  تلك العدسات التي يبيعها، أو أي ماركة تتبعها تلك النظارة، موضحاً أن النظارات البصرية مجرد سلعة والمواطن لا يهمه ضررها  بقدر ما يهمه ثمنها "محدش بيركز غير في السعر، والحارس هو ربنا".. هكذا قال.

لكن رئيس شعبة البصريات يؤكد أن معظم محال البصريات تذهب للحي التي تتبعه، كي تأخذ رخصة لنشاط تجاري فقط، ولا تذهب  إليهم في الشعبة حتى لا يتم التدقيق في شروط المحال البصرية  والعاملين بها، مؤكداً أن معظم النظارات المستوردة والتي تباع في منطقة عابدين لم يتم تسديد ضرائبها وتم تهريبها من الجمارك ولا يشرف على بيعها اخصائي بصريات، "من المفترض أن تراقب عليها وزارة الصحة لكن الوزارة تراقب على المحال المرخصة والتي تتبع شعبة البصريات فقط".. يتابع.

صورة 4

وأوضح "مغربي" أن حجم الاستيراد الرسمي للنظارات حوالي 600مليون جنيه، وأن أضرار التهريب بقطاع البصريات يتعدى ثلاثة مليارات جنيه، وطالب بإغلاق منافذ التهريب للنظارات، لمنع تكبد القطاع الرسمي خسائر الفادحة.

لا يوجد تأهيل
بيع النظارات البصرية لم يقتصر على منطقة عابدين فقط، ففي برج الأطباء بمنطقة المهندسين يوجد ما يقرب من 180 محلاً لبيع وتجهيز النظارات البصرية، بكنه حسبما يؤكد رئيس جمعية البصريين فؤاد صبحي في لقاءه بـ مصراوي فإن  هذه المحلات غير مرخصة ولا تتبع أي جهة بصرية.

مؤكداً أن هناك 6 الاف أخصائي بصري حاصلين على ترخيص مزاولة المهنة في مصر، ولكن معظمهم يعملون خارج البلاد بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، مما يجبر أصحاب المحلات البصرية على جلب عمالة ليس لها علاقة بالمهنة، وهذا يؤثر على أعين الناس لأنه هذا العامل في محل البصريات غير متخصص ولا يفقه شيء عن نوع العدسات وأضرارها وقياساتها المختلفة للعملاء.

"صبحي" يوضح أن من يعمل في مجال البصريات لابد أن تكون لديه ممارسه إكلينيكيه لتقديم العناية الأولية والفحص المبكر والتشخيص لمشاكل الرؤية ثم تقديم العلاج المناسب، كما أنه لابد أن يكون على دراية بعمل الفحوصات الطبية للمريض وتقديم الرعاية له وأن يكون مدرب على مواجهة الاضطرابات ومشاكل الروية عند ضعاف البصر، وكل هذا لا يتوفر في عدد كبير من العاملين بمهنة البصريات.. على حد وصفه.

هناك معهدين في مصر يتخرج منهم أخصائي البصريات كل عام بمعدل 500 اخصائي، ولا يحصل الخريج على ترخيص مزاولة المهنة إلا بعد التدريب لمده 6 أشهر والحصول على شهادة من جمعية البصريين، لكن عدد من الأخصائيين البصريين يرون أن مكان عملهم الحقيقي في أقسام العيون بالمستشفيات.

حيث يطالب أحمد أنور أخصائي بصري في لقاءه بمصراوي أن يتم ضم معهد البصريات للمعاهد الصحية وليست الصناعية وأن تقوم الحكومة بتعيين الأخصائي البصري في أقسام العيون في المستشفيات بديلا للممرضات، وطالب أيضا بإنشاء كلية للبصريات بمختلف أقسامها الطبية والهندسية و أنشاء قسم لبصريات الليزر، ويشاركه الرأي دكتور فؤاد صبحي رئيس جمعية البصريين بضرورة عمل دورات معتمدة لمن أنهى الدراسة في معهدي البصريات، مؤكداً أنهم كبصريين يسعون الأن لتحويل جمعية البصريين إلى نقابة تحمي وترعى مصالح الأخصائي البصري وتدريبه مهنياً.

7  ألاف نظارة مغشوشة
وزارة الصحة من خلال الإدارة المركزية للعلاج الحر أعلنت أنها أغلقت خلال العام الماضي ألف ومائة منشأة ومحال طبية غير مرخصة، وحسب حديث رئيس الإدارة المركزية للمؤسسات العلاجية الغير حكومية والتراخيص بالوزارة صابر غنيم لـ مصراوي فإنه تلقى 410 شكوى خلال العام  الماضي من عدة جهات وعلى أثرها تم إغلاق هذه المنشآت الطبية لمخالفتها للقانون والاشتراطات الطبية.

لكنه لم يؤكد هل قامت وزارة الصحة بإغلاق محال لنظارات بصرية لمخالفتها الاشتراطات الطبية أم لا؟، قائلا: "الحملة تستهدف كافة المنشآت الطبية ولا حصر بأعداد محال البصريات المغلقة"، موضحاً أنه فور تلقى البلاغ بوجود منشأة طبية مخالفة يتم التحري عنها وتشكيل قوة مشتركة من إدارة العلاج الحر والشرطة، والتحرك مباشرة إلى الموقع، ويختلف العقاب حسب نوع المخالفة، فهناك حالات يتم فيها غلق المكان لعدم حصوله على التراخيص الطبية المطلوبة، كما يمكن تحويل القضية إلى النيابة العامة حال التأكد من وجود شبهة جنائية.

في الوقت نفسه حصل مصراوي على تقرير من الإدارة العامة لمباحث التموين يؤكد أنه في خلال الستة أشهر الماضية ضبطت مباحث التموين 7 ألاف نظارة طبية مغشوشة ومجهولة المصدر بسوق النظارات الطبية بمنطقة عابدين، بالإضافة لنظارات شمسية مقلدة لماركات عالمية، بالإضافة لـ ضبط 923 قطعة نظارة طبية وشمسية غير مطابقة للمواصفات القياسية بمحافظة الجيزة.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج