"هتيف السويس".. والاسم "عربي" (بروفايل)
كتب- محمد سعيد:
يهتف محمولًا على الاكتاف، يصرخ من أعماقه "يسقط الاستبداد"، يساعده أهل المنطقة في الدخول والخروج من الاعتصام متنكرًا حتى لا يتتبعه الأمن، "ما حدث في ثورة يناير 2011 تراكم عمل سنوات، الناس كانت محتاجه حد يوجهها بس"، هكذا يقول عربي عبدالباسط أو ما وصفوه بـ"هتيف السويس".
يقول الفتى الثلاثيني بانفعالات ثورية تنعكس على وجهه الخمري "جينات المقاومة مترسِّخة في أعماق السوايْسة، كتبنا على جبيننا يسقط مبارك أثناء جبروته" حيث تحولت هذه الشعارات إلى حالة تغنّى بها الشعب المصري "قولنا مش هنعيش غرباء في بلدنا". يُضيف عربي "كنا مستعدين في أي لحطة أننا ندفع ثمن ما نفعل".
"في يوم 25 يناير، تجمعنا في ميدان الأربعين رغم أن الأمن فاقنا في أعداده، لكن مشاعر الناس كانت بمثابة الوقود اللي كان بيحركنا" بهذه الكلمات وصّف عربي بدايات الثورة بالسويس. يُضيف "بدأت دواير الأمن تتسع من حولنا بعدما بدأت أعدادنا في الزيادة حينما دَب الأمل في الأهالي وهتفنا (يا أهالينا انضموا لينا)".
"انطلقنا صوب المحافظة والمحكمة، باعتبارهما رمز السلطة هنا". يروي عربي "هتفت وأنا لا أعلم مَن يحملني (ثورة في تونس.. ثورة في مصر) لفترة تزيد عن الساعتين ولم أشعر بالتعب". ومع حلول الليل وتقريبًا الساعة 6:30 مساءً قرر الأمن أن يتعامل وكأنها لحظة الفَض "الضرب زاد والسماء كانت تُمطر غاز مُسيل للدموع".
لم تمر ساعة إلا وتمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على "عربي". يقول "اتكلبشت بأمر مدير الأمن، وقادونا إلى البوكس ومنه إلى قسم الأربعين، وطول الطريق ضرب وإهانة". اغرورقت عيناه بالدموع مضيفًا "علقوني على شباك كبير يُطل على الناحية الأخرى من القسم، كبلوا يديّ أعلى الشباك الحديدي، وأطراف قدمي مازالت تُقاوم الوقوف".
"نزلت إلى الحجز بعد حفلة الاستقبال، وبعد ساعات قليلة، استدعوني مرة أخرى، وكان في انتظاري ضابط بأمن الدولة، قال لي: عجبك اللي حصل في السويس؟ ده مبارك رمز! فرديت: هو فيه رمز قاعد على قلب الناس بالعافية". يُضيف عربي الحوار لم يستمر طويلًا بيننا "ملقاش فيّا أمل".
يوم 28 يناير، استطاع عربي الخروج بالتزامن مع ما وصفه بـ"اقتحام السجون" آنذاك. "ذهبتُ إلى الميدان كنت عطشان للهتاف، الجيش كان نزل معلنًا انحيازه للشعب". يقول عربي ويبدو أن تفاصيل الأيام ومراراتها بدأت تتجمع أمام عيناه فأجهش في البكاء دون أن يدري، "منمناش ثانية حتى تنحي مبارك، السويس كانت بمثابة السفينة اللي عبرت بمصر في ظلام الديكتاتورية".
"مُعلّق أنا على مشانق الصباح.. وجبهتي بالموت محنيّة؛ لأنّني لم أحنها حيّه".. أبيات لأمل دنقل، وصفت ما حدث مع "عربي" داخل قسم الأربعين، عندما نكّل به "جلادين النظام"
أقرأ في الملف..
في الذكرى الخامسة لثورة يناير.. ''ما أطول الرحلة'' (ملف خاص)
''رتوش يناير'' على جدران المحلة.. حكايات من قلب ''شرارة الحرية''
على ''مائدة يناير'' بالسويس.. ذهبت الثورة وبقيَّ رحيقها
عبدالله السناوي: إذا نزعنا ''ثورية'' 25 يناير سقطت 30 يونيو - حوار
بورصة يناير.. مؤشرات 5 أعوام بين القضبان والاختفاء والمنفعة (ملف تفاعلي)
في سنة 5 ثورة .. المَلف الحقوقي ''لم يُراوح مكانه''
نائب رئيس قطاع الأخبار يحكي كواليس تعليمات الحزب الوطني ونهاية مبارك (حوار)
''ثوار''.. جبهة تعثرت في طريق الثورة
فيديو قد يعجبك: