سد النهضة وحماية النيل.. ملفات "غرقانة" في وزارة الري حتى إعلان الوزير

تقرير - محمود سليم :

مفاوضات سد النهضة، والحملة القومية لإنقاذ نهر النيل.. ملفان على مائدة وزير الموارد المائية والري، حسام مغازي، قد يبقياه ضمن وزارة المهندس شريف إسماعيل الجديدة، بحسب مصادر رفيعة المستوى داخل الوزارة.

سيره بخطى ثابته مع توجهات الدولة في ملف المياه، بحسب تصريحات المصادر لمصراوي، تؤهله للاستمرار في منصبه، مشيرين إلى أن ملف المياه وخاصة قضية سد النهضة هما السبب.. لا يمكن لمصر في الوضع الحالي من تغيير الوزير الذي يقود مفاوضات سد النهضة".

وتقود مغازي المفاوضات، منذ أكثر من عامين، تحت قيادة مباشرة من السيسي - كما هو الحال في السودان وإثيوبيا - .. وعلى الرغم من أن المفاوضات متعثرة حاليًا إلا أن مصر لا يمكنها تغيير المفاوض حاليًا.

وقدمت حكومة المهندس إبراهيم محلب، استقالتها صباح اليوم للرئيس السيسي، والتي يعتقد الخبراء أنها "تمت إقالتها بسبب تورط عدد من الوزراء في قضية فساد كبيرة أطاخت بوزير الزراعة قبل أيام، ومحبوس حاليًا على ذمتها ومعه مدير مكتبه محي قدح ومحمد فودة الوسيط، ورجل الاعمال أيمن الجميل.. وكلف السيسي المهندس شريف إسماعيل بتشكيل وزارة جديدة خلال أسبوع.

وتشهد مفاوضات سد النهضة، تعثرًا بسبب تأخير المكتبين الاستشاريين الفرنسي والهولندي من تقديم عروضهما، وهو ما يعني تأخر سير خارطة الطريق التي اتفقت عليها الدول بشكل عام.

وأعرب وزير الري، حسام مغازي، عن عدم ارتياح مصر من عدم التوصل إلى اتفاق بين الشركتين المكلفتين بإجراء الدراسات الفنية حتى الآن، مشيرًا إلى وجود تشاور بين الدول الثلاث لتحديد الخيارات المتاحة لتحقيق مصالحهم.

ويبدو أن مغازي يتمتع بثقة كبيرة من الرئيس، حيث إنه تولى القائم بأعمال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي بعد القبض على صلاح هلال، الوزير المقال، والتحقيق معه، كما أنه رافق السيسي خلال زيارته الأخيرة لسنغافورة، لتبادل الخبرات في مجال الموارد المائية والري، وخاصة تحلية المياه.

وحملة قومية على مستوى الجمهورية، تنفذها وزارة الري للحفاظ على نهر النيل.. ملف أخر يقوده مغازي ضمن الحملة القومية لإنقاذ النيل التي بدأها رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب، في مطلع يناير من العام الحالي.

ونجحت الحملة في إزالة 5774 حاله تعدي علي نهر النيل، في مختلف محافظات الجمهورية.. وهو ما قد يؤهل مغازي للبقاء على رأس الوزارة.

ووقع الرئيس السيسي ووزراء حكومة محلب على وثيقة النيل، التي تتضمن التعهد بالحفاظ على النهر، وحمايته من التلوث والتعديات، كما وقع عليها فضيلة الأمام الأكبر شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية.

وتنص وثيقة النيل على "في ظل هجمة شرسة يتعرض لها نهر النيل شريان حياة المصريين، واحترامًا لدستور مصر الذى أقسمنا جميعا عليه، والذي يقر بالتزام الدولة بحماية نهر النيل والحفاظ على حقوق مصر التاريخية المتعلقة به، وترشيد الاستفادة منه وتعظيمها وعدم إهدار مياهه أو تلويثها، كما أكد حق كل مواطن في التمتع بنهر النيل وحظر التعدي على حرمه، لذا فإنني أعلن اشتراكي فى لجنة حراس النيل لحماية النهر من التعدي، وأقوم بدور رقابي شعبي أتابع شئون النيل، وأشارك فى توعية المواطنين ضمن الحملة القومية لحماية النهر، وأقسم على عدم تلويثه أو التعدي عليه".

وتستمر وزارة الموارد المائية والري في حملتها ضد المتعديين على نهر النيل، تحت قيادة حسام مغازي، بحسب تأكيدات المصادر التي تُرجح كفته.