إعلان

مصر: عام في السجن من أجل قبلة!

12:59 م الإثنين 15 يونيو 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة (دويتشه فيله)
يرى 95 في المائة من المصريين أن المثلية الجنسية أمراً منافياً للأخلاق وانحرافاً يجب استئصاله من المجتمع، إلا أن هذا لا ينفي وجود مثليين في المجتمع المصري يسعون إلى حياة حرة دون التعرض لمضايقات من الشرطة أو المجتمع.

ليس من السهل على المثليين جنسياً التصريح علناً بميولهم الجنسية في بلد كمصر، حيث يقف المجتمع والقانون في وجه كل من اختار أن يكون له شريك من نفس جنسه.

هذا الوضع لم يتغير كثيراً بعد مرور عام على حكم عبد الفتاح السيسي، إذ شهدت هذه السنة العديد من الأحكام والأحداث التي تقمع حرية المثليين جنسياً في مصر.

أما الإعلام المصري، فيلعب دوراً أساسياً في نقل صورة سيئة عن المثليين، إذ اتهمهم برنامج "المستخبي"، مثلاً، على قناة القاهرة والناس، والذي تقدمه الإعلامية منى عراقي، بأنهم السبب في انتشار مرض الإيدز في مصر، قبل أن ترفع الجمعية المصرية لمكافحة الإيدز دعوى قضائية ضد البرنامج، معترضة على توظيف معلومات في غير محلها.

ويقول أحمد، وهو اسم مستعار لشاب مصري مثلي الجنس مقيم في برلين: "بل يتم ترويج صورة عن المثليين مفادها أنهم يستغلون القاصرين جنسياً". ومنذ بلوغه عامه الرابع عشر، أدرك أحمد أنه مختلف عن أقرانه، إذ اكتشف ميوله تجاه أبناء جنسه، غير أنه أفصح عن ذلك لدائرة ضيقة جداً من مقربيه.

وحول ذلك يقول أحمد: "فكرة المجاهرة بميولي الجنسية بالنسبة لي فكرة غربية. سيكون من الرائع طبعاً أن أقول أنني مثلي، ولكن في مجتمع محافظ كمصر لايمكن ذلك أبداً".

حياة مزدوجة
لا يرغب أحمد في الإفصاح عن اسمه الكامل، فباستثناء أخيه لا تعرف أسرته أي شيء عن مثليته الجنسية. وليس غريباً أن يعيش أحمد حياة مزدوجة في مصر، كما يقول، ففي "الأعراس العائلية أحرص على أن ترافقني إحدى الفتيات حتى أبدو للناس شخصاً طبيعياً".

ويتابع أحمد حديثه: "ستكون كارثة لو عرف الناس أنني مثلي الجنس، وحتى لو تقبل والداي هذا الأمر، فإن بقية المجتمع ستحول حياتهما إلى جحيم".

وبحسب استطلاع للرأي أجراه معهد بيو الأمريكي للأبحاث، فإن 95 في المئة من المصريين يعتبرون المثلية الجنسية أمراً منافياً للأخلاق.

وفي برنامج "المستخبي" على قناة "القاهرة والناس"، وهو البرنامج الذي حرّض ضد المثليين، تم عرض آراء للناس من الشارع المصري، ومنهم من قال: "هؤلاء كلهم منحرفون"، بينما ذهب بعض من سئلوا إلى المطالبة بإعدام من يثبت أنهم مثليون جنسياً.

وعلى عكس بعض الدول الإسلامية، فإن المثلية الجنسية لا تعتبر جريمة في مصر، إذ لا يوجد قانون صريح يجرّم العلاقات المثلية. ولكن في رأي أحمد، فإن الدولة تتحايل على القانون، إذ يعتبر أن "هناك جريمة يعاقب عليها القانون اسمها الفجور العلني"، دون أن يتم وضع تعريف محدد للـ"فجور العلني".

ويضيف أحمد: "عندما أرتدي بنطال جينز ضيق وأجعل شعري طويلاً وأضع قليلاً من المكياج وأبدو مثلياً، فإنني مهدد بالسجن ثلاث سنوات". ولكن كيف يبدو المرء "مثلياً"؟ هذا متروك لتقدير الشرطة.

المثليون الجنسيون الأجانب خارج مصر
واستناداً للقانون الذي يجرّم "الفجور العلني"، تمت محاكمة 33 شخصاً علنياً بعد أن ألقي القبض عليهم شبه عراة في أحد الحمامات الشعبية بالقاهرة، وتم تصويرهم بهذا الشكل وعرض صورهم في برنامج "المستخبي".

ولكن المفاجأة كانت في قرار محكمة الجنح تبرئة هؤلاء الأشخاص، في حكم اعتبره محامون غير مسبوق في مثل هذه القضايا بمصر، وذلك نظراً لعدم وجود أدلة تؤكد الاتهامات الموجهة للموقوفين.

غير أن الحظ لم يحالف الشابين اللذين تزوجا بشكل رمزي على متن إحدى السفن في القاهرة، خاصة بعد أن تسرب فيديو على الإنترنت يظهرهما وهما يقبلان بعضهما البعض. فبعد إلقاء القبض على العريسين وعلى المدعوين أيضاً، صدر حكم على الشابين بالسجن سنة، وإلى اليوم لم يطلق سراحهما.

وكان طالب ليبي هو من قام برفع الفيديو على الإنترنت. ومنذ هذه الواقعة، قرر القضاء المصري ترحيل المثليين الأجانب من مصر.

وتقول داليا الفرغل، التي أنشأت مع إبراهيم عبد الله وصديقة لهما تقيم في سوريا صفحة على الإنترنت بعنوان "للتضامن مع المثليين جنسياً في مصر": "العشرات منا يقبعون في السجن".

داليا وإبراهيم هما من المثليين القلائل الذين يجاهرون بهويتهم الحقيقية في الإعلام.

ويضيف عبد الله: "لا يمكننا أن نطلب من المعنيين بالأمر الدفاع عن حقوقهم بشكل علني في الوقت الذي نختبئ فيه ونصمت."

هذا وما يزال إبراهيم يعيش في مصر، في حين اختارت داليا الهجرة إلى السويد لأنها لم تعد قادرة على العيش حياة مزدوجة، كما أن أمنها هي وصديقتها مضمون هناك، بحسب قولها: "وضع المثليين جنسياً في مصر يزداد سوءاً، فالمثليون والمثليات هم أقلية في مجتمع يرفضهم بسبب الثقافة والدين".

التظاهر غير ممكن حالياً
وكان إبراهيم عبد الله وداليا الفرغل قد طالبا عبر صفحتهما على الإنترنت بالخروج في احتجاجات حول العالم أمام السفارات المصرية، الأمر الذي استجاب له البعض في دول كالمكسيك وإسبانيا وألمانيا وإنجلترا وكندا.

وتتابع داليا بالقول: "ينبغي للعالم أن يعرف ما يحدث حالياً في مصر. كما ينبغي أن نواصل نضالنا وأن نتحدث حول هذا الموضوع إلى أن نصبح في يوم ما حركة حقيقية".

وحتى الآن، يتم تنسيق كل هذه الحملات والدعوات افتراضياً عبر الإنترنت، خاصة وأن فكرة في تأسيس جمعية غير حكومية للمثليين جنسياً تعتبر أمراً مستبعداً حالياً.

وابتعد إبراهيم عبد الله في الوقت الحالي عن حياته المزدوجة في مصر، إذ يشارك حالياً في دورة تدريبية بمقر اتحاد المثليين والسحاقيات في ألمانيا (LSVD).

هذا المحتوى من

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان