بالصور.. مأساة ''صبي كرداسة المعاق'' فاقد النطق الذي لا يعرف له أهلًا

كتب - مصطفى عيد:

عندما تصبح الإعاقة في الحركة وفي العقل معًا و في آن واحد يصبح سجنها أكثر ضيقًا والقيد أثقل وزنًا وتبدو كأنها إعاقة في مواجهة الحياة نفسها، وهذا هو ما حدث مع ''صبي كرداسة'' الذي يبلغ من العمر 12 عامًا تقريبًا حيث كان تائهًا ولا يعرف له اسمًا.

ووفقًا لبيان لوزارة التضامن اليوم الأربعاء تلقى مصراوي نسخة منه، تبدأ قصة هذا الصبي منذ أسابيع عندما عثر عليه ''أهل الخير'' بمنطقة كرداسة في الجيزة، بجوار محطة للبنزين وهو يحاول النطق أو الكلام دون جدوى، وكأنه يحاول أن يقول لهم شيئًا لكن إعاقته الذهنية والحركية تقف حائلًا بينه وبينهم حيث ''لا تواصل ولا تفاهم ولا كلام ولو بكلمة واحدة أو حتى إشارة تعبير''.

ويكاد هذا الطفل يصرخ من الألم المعنوي والإحساس بالوحدة والحيرة، ومن وجدوه أيضًا أكثر حيرة منه لا يدرون ماذا يفعلون، حاولوا البحث في المكان عن أحد من أهله ربما يكون قد تاه عنه ولكن بلا جدوى.

ومرت الساعات وحال الطفل يزداد سوءًا، ولا أحد جاء للبحث عنه مما دعا أحد أهالي المنطقة للذهاب به إلى قسم الشرطة فربما يكون أحد من أهل الصبي أبلغ عن فقدانه، لكن حتى هذا البصيص من الأمل قد خبا عندما اكتشف الرجل عدم وجود مثل هذا البلاغ.

وعندما يُغلق الباب فإن الله بالتأكيد يفتح نوافذ رحمته حيث قام قسم الشرطة بإبلاغ كل من المجلس القومي لشئون الإعاقة، ووزارة التضامن الاجتماعي بما حدث فاتخذت غادة والي وزيرة التضامن قرارًا بإيداع الطفل بإحدى المؤسسات المتخصصة في رعاية أصحاب هذا النوع من الإعاقات الصعبة بمنطقة المطرية.

كما وجهت الوزيرة بتوقيع الكشف الطبي عليه وتقديم أوجه الرعاية الصحية اللازمة له، حيث تبين أنه مصاب منذ الصغر بضمور في المخ، كما يعاني من إعاقة حركية كبيرة، إضافة إلى ''حول'' في العينين، وكسور في الأسنان الأمامية نتيجة للوقوع المتكرر، كما أنه غير قادر كلية عن الكلام أو العناية بنفسه من أصغر الأشياء لأكبرها.

ووفقًا لبيان الوزارة، تحسن حال الصبي - الذي أطلق عليه زملاءه بالدار عبد الرحمن - كثيرًا بعد أيام قليلة من الإقامة بالمؤسسة، فعندما زاره فريق من إدارة العلاقات العامة بالوزارة مؤخرًا لاحظوا التحسن الواضح على حالة الصبي الذي لا يعرف أحد ولم يتعرف عليه أحد.