إعدام مرسي يربك المشهد السياسي في تركيا (تقرير)
كتب – عبدالله قدري :
عقب الحكم الصادر من محكمة جنايات القاهرة، الأحد، بإحالة أوراق الرئيس الأسبق محمد مرسي وقيادات جماعة الإخوان المسلمين، إلى مفتي الجمهورية، في قضية "الهروب الكبير"، نددت الرئاسة التركية بقرار الإحالة، واعتبرت أن هذا الحكم سيتسبب في "اضرابات ستجتاح الشرق الأوسط" إذا نفذت مصر الحكم، وقالت الرئاسة التركية على لسان متحدثها إبراهيم قالين عقب إحالة أوراق مرسي إلى مفتي الجمهورية "إن الاضطرابات ستجتاح الشرق الأوسط إذا نفذت مصر حكم الإعدام في الرئيس الأسبق محمد مرسي وقياديين آخرين في جماعة الإخوان المسلمين"
ومنذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، دأبت تركيا على معارضة الحكومة المصرية، ووصفت ما وقع من أحداث تلت 30 يونيو بـ"الانقلاب العسكري"، وأبدت دعمها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، كما فتحت حدودها لاستقبال الهاربين من قيادات الجماعة على أراضيها، فضلًا عن فتح مساحة إعلامية واسعة لعدد من القنوات المناهضة للنظام.
إلا أن الرئاسة التركية لا تغرد بمفردها، إذ عارض حزب الوطن اليساري -المناهض لأردوغان- البيان الصادر من الخارجية التركية الذي انتقد فيه إحالة أوراق مرسي وعدد من قيادات الإخوان إلى المفتي، وقال نائب رئيس حزب الوطن اليساري التركي يونس سونر، إن الأحكام القضائية التي صدرت بحق الرئيس المصري السابق محمد مرسي "هي شأن مصري خالص ولا يجب التعليق عليها".
وقال سونر "فيما يتعلق بقضية مرسي، فنحن نعتبر الأمر شأنا مصريا تماما، ونعتقد أنه لا يجب التعليق على قرارات المحاكم المصرية، وإلا فسيعتبر ذلك بمثابة تعد على السيادة المصرية".
وتابع " أن حزب الوطن التركي حريص على التعاون مع مصر في الحرب ضد أيديولوجية الإخوان المسلمين في المنطقة ، وعلى كل حال فنحن نعاني في تركيا من نفس الأيديولوجية الإخوانية".
وفسر محللون سياسيون هذا التباين في موقف الرئاسة التركية وبين أحزاب سياسية بأن هذا انقسام في المشهد السياسي التركي، وقال السفير فتحي الشاذلي، سفير مصر السابق في تركيا، إن هناك انقسام في تركيا بين مؤسسات الحكم والأحزاب المعارضة، ويوجد معارضة قوية تواجه الحكم بسبب مناهضته لمصر ودعمه لجماعة الإخوان، لافتًا إلى أن الرأي العام في تركيا منقسم بسبب تأييد النظام للإخوان.
وأضاف "الشاذلي" - في تصريحات خاصة لموقع مصراوي - مساء الاثنين، أن بيان الرئاسة التركية يدعو إلى اضطرابات في الشرق الأوسط، وهذا ما نراه جليًا في عمليات إرهابية ضد قوات الجيش والشرطة والقضاة، لافتًا إلى أن تركيا لا تريد أن تعترف بأخطائها ولا نتصور أنها يمكن أن تغير سياستها بسبب المعارضة.
من جانبه، قال الدكتور معتز سلامة رئيس وحدة الدارسات الإقليمية بمركز الأهرام الاستراتيجي، إن هناك انقسام في المشهد السياسي التركيا بسبب دعم النظام التركي للإخوان، لكن الدور الرئيسي لايزال مع أر دوغان وحزب العدالة والتنمية.
وأضاف "سلامة" -في تصريحات خاصة لموقع مصراوي- أن النظام التركي مرتبط بجماعة الاخوان ويأخذ موضع ضد السلطة في مصر، لافتًا إلى أن المشروع التركي جرى عمله منذ سنوات طويلة مع جماعة الإخوان، ويصعب عليه الانتهاء لان هذا يؤثر على مصالحه إقليميًا.
فيما رأي مصطفى زهران الباحث المتخصص في الشأن التركي، أن هناك إجماع كبير في تركيا على توصيف ما حدث في مصر بـ"الانقلاب"، ولا يوجد تناقض بين الأحزاب السياسية والحكومة التركية، لافتًا إلى أن الأحزاب المناهضة لأردوغان مجرد أحزاب هامشية، على حد وصفه.
وأضاف في تصريحات خاصة أن تركيا عارضت أحكام الإعدام في مصر، لأنها لديها فوبيا الإعدامات التي وقعت في القرن الماضي، مؤكدًا على أنه من حق الخارجية المصرية الرد على بيان الرئاسة التركية حيال أحكام الإعدام.
فيديو قد يعجبك: