مصراوي ينشر مذكرات أول أسيرة في سجون الاحتلال "ملف خاص"

04:35 م الأحد 05 أبريل 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أعد الملف: أحمد الليثي ودعاء الفولي وإشراق أحمد:
هل جربت أن تكون الأول.. هل دار في خُلدِك أن تحفر اسمك في التاريخ، متى قررت أن تواجه قوة غاشمة تسرق الحاضر وتزيف الماضي وتحتكر المستقبل، حين يعجز عقلك عن الإجابات، فاسأل عن "فاطمة"، تلك التي تملك قلبا بحجم الوطن، وعقلا يخوض المعارك عن طيب خاطر، صاحبة أصول إفريقية وهوية فلسطينية، واحدة من سلسال شرف يبدأ من فكرة ابن الخطاب، وخطط صلاح الدين، ومحاولات أبو جهاد، ولا ينتهي بحلم صبي يقبض على حجر في وجه الغاصبين.. شرف أن تكون أول أسير في سجون المحتل، أول من جاهد لإعادة الوطن.

طفلة لا تتمنى سوى خاتم سليمان يعيد المقدسية إلى بهائها، جسد ضئيل يوقن معنى "سيدة الأرض، أم البدايات، أم النهايات؛ كانت تسمى فلسطين، فصارت تسمى فلسطين".. قبور الأنبياء في الخليل، لهو الصبية في دروب القدس، لهفة في حضرة المعراج، أجواء سوق نابلس وكأنه عهد غابر، رُقي رام الله كقطعة من الجنة، تضاريس أريحا الوعرة، حفيف أشجار الزيتون وخضارها الذي يمس شغاف القلب، هتافات شعب لمن يصعدون إلى حتفهم باسمين، دمعة من عين سقطت في بهو كنيسة القيامة، وزئير صوت عُمر يدوي، سجدة على أعتاب الأقصى، رذاذ بحر يافا، القهوة في غزة وصور أحمد ياسين تُزين الحوائط، خوف الغزاة من الذكريات، مأذنة تقاوم المدافع، وطفل يقهر الصهاينة ببسمة، سماء بيت لحم، مقام إبراهيم، وروح مريم، بحيرة طبرية وآثار المسيح..

في حديث لا ينتهي راحت "فاطمة البرناوي" تروي لمصراوي مذكراتها، حين قررنا الاحتفاء بها وبدورها، فأخرجت من تلابيب القلب حروفا من نور، تفاصيل لا تُقدر بمال، ذكريات كسرت فيها أنف إسرائيل بحذاء كعب عال، وزواج من مناضل ثأر لأطفال مصر في بحر البقر، وأم غنت معها في ظلام السجن "لو نستشهد كلنا فيك.. صخر جبالنا راح يحاربهم"، كيف عالجت عدوا فغيرت أفكاره، ومتى قررت أن تجعل المقاومة أفكارا تتحرك على الأرض، تاريخ كامل بدأته بنظرة للقدس ولا يزال في طور الاكتمال وهي تدندن في كبرياء "هل أراك في عُلاك.. سالمًا مُنعمًا.. وغانِمٍا مُكرمًا.. الجلال والجمال والسناء والبهاء في رُباك.. والحياة والنجاة والهناء والرجاء في هُواك.. موطني".

فاطمة تزلزل إسرائيل بحقيبة يد وأغنية لأم كلثوم.. "الحلقة الأولى"