لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لأن (الست) أصالة تستحق أن تكتب عنها !!

09:42 ص الثلاثاء 28 أبريل 2015

المطربة أصالة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم - محمد فتحي:

ستتوقف قليلاً وأنت تسمعها للمرة الأولى.. ثم تتوقف كثيراً وأنت تسمعها الآن مسترجعاً مشهدك الأول معها . فتى صغير يحب عمرو دياب، ويرتدي (البناطيل) التركي في زمن كانت كلمة (فيديو كليب) مثار (خناقات) فعلية في البرامج التليفزيونية، وقت كان الملحن (حلمي بكر) يسخر من كل من سولت له نفسه ارتكاب فعل الغناء أو القيام بدور الملحن، ليعتبر أن (حميد الشاعري) مفسداً حقيقياً للموسيقى، قبل أن يتعاون معه بعدها بسنوات في أوبريت الحلم العربي!!!

فتى مختلف علاقته بالمزيكا أنه يعزف النشيد الوطني على الإكسليفون في طابور الصباح في المدرسة، ويطلبون منه قراءة القرآن في الإذاعة المدرسية لأن جده شيخ، ولأن المطربين في المدرسة كثيرين لكن قراء القرآن في الإذاعة لا يوجد منهم سواه، ويحفظ أغاني أعياد الطفولة وقت كانوا يحتفلون به، ووقت أن كانت هناك طفولة ليجد نفسه على الرغم من الجرعات المكثفة لصفاء أبو السعود مموجة بمحمد ثروت ونيللي وعبد المنعم مدبولي لو لزم الأمر، يهرب إلى صيحة العصر متمثلة في أغاني الشاب خالد الذي اقتحم المشهد بقوة بأغنيته (ديديه) ، وينتظر حفلات (الجيبسي كينجز) في قاعة المؤتمرات، ويسمع هالة حشيش وهي تقدم لأغاني جورج مايكل وإلتون جون وماريا كاري، لكنه – مع كل ذلك - يفضل أن يغني مع أصدقائه (أو من كان يظنهم كذلك) شارة البداية لمازنجر وجريندايزر...

فتى مختلف لا يحب أم كلثوم بسهولة، ويعتبرها مرحلة لاحقة، ويعتبر (شادية) صديقته التي تغني له وحده وتضحك له وحده وتمثل له وحده، ولا يجد من المطربات آنذاك من تكفي روحه وقت كانت وردة عائدة من جرح فراق بليغ حمدي بملحن قوي اسمه صلاح الشرنوبي أعادها للأضواء بقوة لكن وردة = بليغ شاء من شاء وأبى من أبى ولو كانت هي نفسها، ووقت كانت لطيفة العرفاوي تستهل إحدى أغنياتها بـ (لاي لاي لاي لاي لاي لاي لاااا) في فترة كان جواز مرور أغلب المطربات العربيات لمصر هو أن تغني أغنية وطنية قبل أن تصور فيديو كليب لأغنية عاطفية تذاع بإلحاح على القناتين الأولى والثانية والثالثة لو أسعفها الحظ، وكانت لطيفة وقتها أسيرة مشروع عبد الوهاب محمد وعمار الشريعي، أما ماجدة الرومي فهي المنشغلة لحظتها باللحاق بقصائد نزار قباني التي استخدمت وقتها في الأفراح للرقصة الslow في الـ first dance لأفراح الفنادق والنوادي العائمة، لتصبح علامة، لكن عند جمهور مختلف نخبوي إلى حد كبير، بعكس ميادة الحناوي، مطربة ثقيلة (على روحي آنذاك) رغم أن جيلاً أكبر كان في الجامعة وقتها يحبها ويردد معها (أنا بعشقك)، بينما كانت (سميرة سعيد) / البونبوناية التي ترسم ملامح مشروع انشغلت فيه بالاختلاف والتجديد وتصوير الفيديو كليب على حساب جماليات أخرى أفقدتها ميزة (المطربة) لتضعها في خانة (المغنية) ذات الأغاني (المختلفة) العامرة بموضوعات أو ألحان خارج الصندوق، ثم إن أنغام كانت وقتها في حالة ارتباكها الأولى بين أنغام ابنة محمد علي سليمان التي تقول لعماد عبد الحليم يا عمي وتظهر معه في أوبريت (أنا م البلد دي) مع (الطفلة) غادة رجب، أما حنان ماضي فهي (حالة) تنتهي بعد قليل دون إشباعك، بعد أن تركز على التترات أكثر من تركيزها على مشروع كان يمكن أن يكتمل لو استمر دعم ياسر عبد الرحمن له، لكن الرياح تأتي بما لا تشتهي المواهب، وصولاً لأنغام صاحبة الشخصية المتمردة على كل شيء، والمزاج غير المستقر بحثاً عن شيء لم تكن قد وجدته وقتها (نحن نتحدث عن العام 1993 بالمناسبة)، قبل أن تستقر في روحك ووجدانك متربعة هي وضقيقة روحها، التي كان لها تجربة قريبة الصلة ستجعلك متيقناً من سبب حبك لأصالة مبكراً، فقد حسمت هي ارتباكها بين ابنة مصطفى نصري وصاحبة الصوت المتمرد عليها شخصياً حين انحازت لصوتها، وصوتها فقط.

صحيح قدمت تضحيات كثيرة في حياتها الشخصية،وتعذبت كثيراً مثل أخت روحها أنغام، صحيح سيضايقك حينها ما سمي مجازاً وقتها بـ(كليب) سامحتك، لأن هذا الرجل الذي ظهر في الكليب يستحيل أن تسامحه في أي ظروف عادية.. لكن الأغنية نفسها مدخلاً مهماً لتحب الشابة الآتية من الشام لتكتب أسطورتها الذاتية، وتجعلك تكتب مقالاً عن آخر ألبوماتها 60 دقيقة حياة، حين تدرك أنها الوحيدة الآن على الساحة التي تستحق لقب (الست)..

لكن هذه لم تكن البداية ، فقد كانت كما يلي:

 (1) عن ابنة مصطفى نصري التي يحب بكائها ..

كان ذلك في سوريا ، حيث ولد مصطفى حاتم نصري في العام 1941، لأب فنان يقدم المونولوجات غناء وعزفاً ، ليتعلم مصطفى العزف من والده، ويشق طريقه مطرباً في بعض نوادي دمشق، ثم ملحناً ، ثم زوجاً وأباً سينجب خمسة أبناء فيما بعد هم أصالة وأماني وريم وأنس وأيهم، والذي توفي قبل عدة أشهر في ثاني أكبر مشهد حزين لهذه الأسرة ، أما المشهد الأول فاجعة وألماً فقد سبقه الكثير مما يستحق أن يروى ..

سبقه أب يبحث عن لحنه الأجمل الذي لم يولد بعد، لكنه سيجد ضالته بعد النكسة بعامين ، وتحديداً في مايو 1969 حين تولد ابنته أصالة ، وستعود الجميع على نظرة (الوله) التي ينظرها لأعز بناته التي كان يحاول إيقاظها دائماً من نومها، وهي التي لم تكمل عامها الأول بعد، لا لشئ سوى لتبكي، قبل أن يبتسم ويهدهدها مربتاً على كتفها وهو يثني على جمال صوتها في البكاء، أمام زوجته المندهشة، مؤكداً أن صوت أصالة استثنائي ..

كلام أمها عن أبيها وحبه لبكائها في هذا الفيديو

 ستكبر أصالة قليلاً.. ستحب الغناء مثل طفلة نشأت في بيت ملحن يحتضنها مثلما يحتضن عوده، ويغني لها ومعها ، ويصطحبها في جولاته وحفلاته مباهياً بها بين أصدقائه.

ستدندن معه، وتظهر في الرابعة من عمرها تؤدي من ألحانه في أحد اللقاءات الإذاعية في الإذاعة السورية

يا الناطر (بداية الأغنية) أصالة طفلة في الرابعة من عمرها عام 1973

ويوماً بعد يوم ، يتأكد الجميع أن أصالة هي (سر أبيها)، الذي يتعهد برعاية موهبتها بعد أن وضع بذرته، وتظهر أصالة طفلة، لكن بصوتها فقط دون اسمها، وهي تغني شارة البدء لمسلسل الكارتون الشهير آنذاك ( حكايات عالمية)

شارة البداية لمسلسل الكارتون حكايات عالمية الذي غنت شارة البداية له الطفلة أصالة ولم يوضع اسمها على التتر

لكن اسمها الذي يسقط من التترات سهواً أو عمداً ، سيجعلها تدندن نفس الأغنية حتى بعد أن تكبر

أصالة وهي كبيرة تغني نفس الأغنية

نسخة أحدث لحكايات عالمية بصوت أصالة (بداية الفيديو ونهايته فقط لأن غناء الشارة في هذه النسخة بصوت فاطمة محمد.. نسخة تليفزيون قطر)


 

وسيصطحبها والدها في لقاءات تليفزيونية تعرض لموهبة الطفلة الاستثنائية التي تبشر بمستقبل واعد

أصالة مع والدها مصطفى نصري في أحد البرامج قبل وفاته

لكن من قال أن كل هذا يمكن أن تستمر.. هنا يأتي المشهد الأول الحزين في حياة هذه الأسرة ، حين يفاجأ خمسة أبناء بخبر وفاة والدهم في حادث سيارة في نوفمبر 1984 ، ويومها ، ومن بين بكائها، وافتقادها لحضن لن يتكرر مهما قابلت وأحبت، وصوت لن يغني لها ثانية، ورجل ستظل تفتقده مهما عرفت من رجال، ستقرر أصالة التوقف عن الغناء ،لعدة سنوات، قبل أن تعود من جديد في مرحلة مختلفة.. مختلفة تماما..

(2) أسيرة صوتها..

ولأن أصالة لا تستطيع الابتعاد كثيراً عادت بعد أن قررت أن تبدأ الاحتراف ، وأن تأتي إلى مصر . تحكي أصالة عن شقيقتها أماني في أحد اللقاءات القديمة وكيف أن صوتها أحلى منها، ولا يعرف أحد من المتابعين ما إذا كانت محقة أو مجاملة لشقيفتها التي رفضت الغناء ، مكتفية الآن بالاستمتاع بوضع و(تركيب) الأغاني لشقيقتها أصالة على موقع اليوتيوب في قناتها التي حملت اسم (أماني نصري) ، كما أن (ريم) كانت صغيرة للغاية في نهاية الثمانينات،

وعلى الرغم من أنها احترفت الآن الغناء تحت اسم (ريم نصري) إلا أن العلاقة (الحالية) بين الشقيقتين ليست على ما يرام بالمرة ...
حسناً .. لنعود لأصالة التي قررت الاحتراف والمجئ إلى مصر في أوائل التسعينيات ، تزوجت حينها من أيمن الذهبي الذي أنتج لها في البداية، وظهر بطلاً لكليب (سامحتك) ، وأنجب منها أبنائها شام وورد وخالد، وكانت أصالة وقتها، وربما إلى الآن ،

لكنها، ككل أقرانها آنذاك ، سعت إلى ختم الجودة في أسماء كانت متسيدة للساحة في هذا الوقت بتاريخها الكبير ، لنراها تتعاون مع محمد حمزة ومحمد سلطان وسيد مكاوي وعبد الوهاب محمد وحلمي بكر وعبد السلام أمين ومحمد الموجي، وغيرهم من الأسماء التي يمكن اعتبارها (اسطنبة) هذا التوقيت، لكن الملمح الأهم أنهم جميعاً بالنسبة لها قريبي الشبه بمصطفى نصري والدها الذي تربت عنده على سيادة (الطرب) على كل شئ، حيث (السلطنة) هي الهدف، لتشعر في أعمالها الأولى أنها تؤدي أدواراً كلاسيكية، وتتخيلها من زمن آخر غير الزمن الذي كانت سمته الرئيسية السرعة والأغاني ذات الرتم السريع، لاسيما مع صوت مذهل مثل صوتها ..

هنا تأتي أكبر مشاكل أصالة التي لازمتها كثيراً، ولم تعتبرها هي مشكلة في أي مرحلة من مراحل حياتها، فأصالة معجبة بصوتها ، ورغم أن صوتها يستحق الإعجاب بالفعل بإمكاناته المذهلة، إلا أن إعجابها جعل صوتها يتمرد عليها كثيراً ، بل وعلى عدد من الألحان في بداياتها، حيث الكثير والكثير والكثير والكثير من (العُرَب) ، والجوابات العالية ، وظل الأمر يلازمها لدرجة التحدي الذي سحب قليلاً من رصيدها في بعض التحديات التي لم يكن شرطاً أن تدخلها ، لكنها فعلت ، فانكشفت أمامها حقيقة أن صوتها مهما بلغ من إمكانات مذهلة فله مساحته التي هي أكبر من مساحات الآخرين ، لكنها في النهاية تظل محدودة ..
بان ذلك وظهر حين أصرت على الغناء من مقامات ودرجات لا تناسبها فتسبب في إحراجها مثلما غنت (ع اللي جرى) مع صابر الرباعي، أو (سألت نفسي كتير) مع أحمد سعد في حفلات حية .

لكن هذا ليس موضوعنا الآن .. موضوعنا هو البداية الموفقة لأصالةفي مصر (كمطربة) ، والتقليدية (مقارنة بما اكتشفه الجميع بعدها منها كفنانة لديها الكثير)، ومع ذلك (الناجحة) لكن ليس لدرجة النجومية المبكرة، أو مرحلة (صاحبة الألبوم الذي ينتظره الكثيرون) ، فقد حصرتها مساحة (ابنة مصطفى نصري) في شريحة (سميعة) محدودة كانت تتراجع في زمن التيك اواي، وكان كهنتها من الملحنين والمؤلفين مصرين على الخلطة التقليدية، لتظل تبحث عن نجاحات استثنائية تخلط فيها بين الطرب واللحن الذي يميل إلى السرعة لكن ليس كسرعة أغنيات الأخريات في ذلك الوقت ، لتنجح أغنيات ذات موضوعات عولجت بأسلوب مختلف، وتشتهر أغنياتها مثل (سامحتك كتير ) و (مابحبش حد الا انت) و(رسمتك) في وقت كانت تقدم فيه (لو تعرفوا) و (هات قلبي وروح) .

هنا تأتي مشكلة أصالة الثانية في التعامل ، والتي تكررها حتى الآن، فهي إذا ارتاحت لأحد، سلمته موهبتها قبل أن تستيقظ على كابوس ..
سلمت موهبتها في البداية لأيمن الذهبي زوجها كمنتج ومسئول عن أعمالها الآولى، ثم طغت الخلافات الشخصية والإنسانية على التعاون ، حتى انتهى الأمر بطلاق من الحياة والعمل بعد فترة نجاحات وتأسيس أثرت فيها كثيراً وجعلتها تأخذ وقتاً كي تخرج من هذه المرحلة

ثم كانت مرحلة (حلمي بكر ) حيث سلمته موهبتها في كثير من الأعمال، التي حقق كثير منها نجاحاً كبيراً، لكنها انتهت بخلافات حين طغى الشخصي والإنساني على الفني فانتهى الأمر بعد أغنيات مثل (اعذرني) و (بيكلموك) و (مابحبش حد الا انت) و (زي الحلم) و (ولا تصدق) وقصيدة نزار قباني الرائعة (اغضب) ، والتي كانت نقلة مهمة لأصالة ، لكنها ظلت (نخبوية) لن يتفاعل معها سوى (السميعة) وجمهور نزار من المراهقين و(الحبيبة) ...
ثم كانت النتيجة النهائية لهذه المرحلة ، مطربة رائعة ، تمتلك صوتاً مذهلاً ، لكنه يتمرد عليها، أسيرة نشأتها الطربية، وتعطلها حياتها الشخصية، ومساحة التجديد المحدودة لديها في هذا الوقت، ولربما تطلب الأمر الكثير والكثير من التجديد ؟؟
لكن هل ستستطيع أن تفعل ذلك ؟؟
سنتذكر ما فعلت قبل أن نحكم .

(3) ومن المزيكا ما يستحق أن نغنيه

نحن الآن أمام مشروع استثنائي لفنانة اختارت أن تكون شخصيتها في أغلب أغنياتها هي شخصية الحبيبة الولهانة(مابحبش حد الا انت) ، المخلصة (سامحتك) ، المضحية(ارجعلها .. أنا مش هحبك قدها)، الصابرة (يا صابرة يا انا يا مدارية)، المستسلمة (شئ يرجعلك) ، المنكسرة (ما تسألنيش عن الأحزان) ، حتى لتشعر أحياناً أنها (ست بيت) في أغنياتها بالمعنى المتعارف عليه سينيمائياً لست البيت، وهي مع ذلك قورة إلى درجة كبيرة في أدائها وتعبيرها عن هذا الحب، مع ألحان جميلة لكنها ليست استثنائية، أو مختلفة عن السائد وقتها، والغريب ، أنه مع مرور الوقت ، وبحث أصالة عن (مصطفى نصري) لدى كبار الملحنين لم يختفي ، حتى أنها قررت الذهاب إلى أسطورة توقف عن التلحين قبلها لسنوات هو (كمال الطويل) ، الذي رحب بها كثيراً، لكنه اعتذر لها عن تقديم لحن، ليقدم لها هدية ، ربما كانت سبباً لنقلة في حياة أصالة ، وهو ابنه (زياد الطويل) الذي قدم لها لحناً مختلفاً بمزيكة مختلفة في ألبوم مثل بداية جديدة لمرحلة هي الأهم في تاريخ أصالة .. مرحلة التمرد الحقيقي على كل الأشكال الكلاسيكية التي تعاملت معها. مع الخلطة التي كانت تبحث عنها في وقت أصبحت فيه قادرة على تسويق ألبومها الجديد في محطات مترو الأنفاق من خلال شاشات العرض التي كانت متاحة في هذا الوقت.

هذه هي مرحلة (قلبي بيرتحلك) بشقاوتها ومزيكتها المختلفة، في الوقت الذي كان أقرانها ينظرون لها وإلى أين تذهب، حيث دخلت لطيفة في نفس العام (1998) في مرحلة (كاظم الساهر) لتقدم (تلومني الدنيا) في حين كانت أنغام تستعد للألبوم الحدث بعدها بعام ، وهو ألبوم (وحدانية)، أما أصالة فقد سبقت بهذا الألبوم الذي يمكنك أن تقول بمنتهى راحة الضمير أنه عدل مسارها للاتجاه الصحيح في المنافسة كمطربة سوق وليس مجرد مطربة نخبة وسميعة.

كلمات قلبي بيرتحلك لأحمد شتا كاتب الاسكندرية الشهير وقتها، ضمن مجموعة هي الأكثر نجاحاً وتحققاً في هذا التوقيت تضمه مع بهاء الدين محمد وأيمن بهجت قمر، في حين لم تكتف أصالة بلحن واحد من زياد الطويل بجيتاره الذي ربما كانت المرة الأولى الذي نسمعه واضحاً في أغنيات أصالة ، فقد قدمالذي قدم لها في نفس الألبوم أغنية متمردة على شخصيتها المستسلمة هي أغنية (اسكت بقى) من كلمات وائل هلال.. حتى أن أحد الأصدقاء المتابعين لأصالة وقتها أعلن استغرابه من أصالة (يا صابرة ياانا) التي أصبحت قادرة على أن تصرخ (اسكت بقى) وتقول لحبيبها في نفس الغنوة (حرام عليك) !!!

يمكنك أن تقول أن أصالة أصبحت (مطلوبة) بعد هذا الألبوم الذي كان أحد معايير نجاحه إقبال الناس على تسجيل أغنيات منه في شريط الكوكتيل الذي كان يعده الحبيب لحبيبته وبالعكس ، وضم الألبوم أغنيات أخرى متميزة حافظت على حالة الأغنية الدرامية التي انتشرت وقتها مثل (حبيتك رجعتلها)، ومن نجاح الألبوم صورت أصالة أغنيتين كانت الأولى قلبي بيرتاحلك والثانية لما جت عينك في عيني في الظهور الأول للموديل(النجم فيما بعد) أحمد عز ، ولم تستطع أصالة في هذا الألبوم أن تبتعد عن (السميعة) من جمهورها على طريقة الصدمة والرعب، بل وضعت لهم أغنيات من تلك التي تتطلبها حالة السلطنة التي تعودوا منها عليها لكن بطعم أمير عبد المجيد في (على قد ما انت)، والذي قدم لها قبلها أغنيتها الدرامية الشهيرة (إرجعلها)، كما قدمت في نفس الألبوم (انتهينا من العتاب) ، قبل أن تكتشف أصالة الخلطة التي كررتها في ألبومات تالية بعد أن أمسكت بالطريق والطريقة..


هكذا تزيد أصالة من مساحة تعاونها وجرأتها وتمردها على شكلها النمطي ، لتقدم في الألبومات التالية أغنيات مثل يا مجنون ، وماقلتليش (لاحظ زيادة مساحة الجيتار الذي كان يظهر بالكاد ونوعية الألحان التي أصبحت تقدمها) مع حفاظها على مساحة (السميعة) في ألبوماتها لتقدم بعد (يمين الله)، ثم كانت النقلة الثانية على مستوى (نوعية) الأغنيات للمرأة المتمردة التي ملت حبيبها، وواكب ذلك سنواتها الأخيرة مع زوجها أيمن الذهبي والد شام وخالد، لنسمع أصالة الرقيقة التي غنت من قبل (رسمتك) ، وكانت تتغزل في (أيمون) كما كانت تدلله، وغنت في ألبوم(مشتاقة) أغنيتها اعطف حبيبي، وعيشني ثواني، تغني في نفس الألبوم وهي تتوعد حبيبها (أيمون أو شخص خيالي لا نعرف) : (ما ابقاش أنا)، وتصفه بأنه (مخادع وبايع وقلبك حجر) !!

وهكذا كانت تفعل في ألبوم (قد الحروف) 2003، و(عادي) 2005 في سنوات كانت تعاني فيها كامرأة بين رغبتها في الحفاظ على عشرة سنين أو الانفصال التام الذي حدث بالفعل فيما بعد ، ليكون السؤال : هل تترنح أصالة ويؤثر الأمر في مسيرتها أم سيكون هناك دافع لها لتكمل، والواقع أن أصالة من هذا النوع الذي لا يستطيع أن يعيش دون حب، ولذلك حين أحبت طارق العريان (إنساناً) تعاملت معه (مخرجاً ومنتجاً) بعد أن تزوجته أملاً في صفحة جديدة ، وبداية مختلفة في مسيرة أصبحت فيها مثقلة بتجارب تؤهلها لحساب خطواتها ، والذهاب لمساحات جديدة خارج كل الأطر القديمة ..
لكن يجب قبل الذهاب إلى الإطار الجديد الإشارة لمحبة جارفة من أصالة لابنتها (شام) ، حيث غنت لها أغنية (بحكيلك) وهي طفلة، ثم كانت تغنيها لها في حفلاتها وهي تبكي بعدها عنها، حتى غنتها لها في حفل خطبتها، لتضع أصالة هذه الأغنية في مساحة (الأم) التي تغني لابنتها بعيداً عن شقاوة (الصبوحة) في (أمورتي الحلوة) ، وبروح أصالة الحالمة

فيديو أغنيتها أصالة (بحكيلك) لابنتها

 مع طارق العريان وجدت أصالة نفسها منطلقة، تذهب ناحية الفرق المستقلة وتسمع منها، تتابع الملحنين الجدد وتحتضن مطربين وملحنين شباب تجدد بهم دمائها الفنية، فنجدها تغني في حفل شهير مع (وسط البلد) ولا تتردد في غناء دويتو مع (رامي صبري) وتدعم بقوة صوت متميز وقوي وصاحب إمكانات تجبرك على احترامه مثل (أحمد سعد)، وتسمع لأغنيات فرق ساقية الصاوي، وشباب الملحنين الذين يقدمون ألحانهم لمطربين شباب أصغر منها لكنهم تحققوا بشكل أو بآخر لنجدها تغني (والله ما تحدي) التي يوجد لها نسخة بصوت تامر حسني !!!


والله ما تحدي بصوت أصالة

والله ما تحدي بصوت تامر حسني

وتجد لأصالة أغنياتها التي تحقق رواجاً مختلفاً في مرحلة هي فيها أكثر رغبة في خلع جلدها الفني القديم لنسمع أغنيات مثل : نص حالة التي قدمت مزيكا أخرى مختلفة في لحن وتوزيع متميز لهشام نزيه والتي تم غنائها في فيلم (ميكانو) الذي قام ببطولته تيم حسن . وأغنية اتفرج على نفسك التي تستعيد فيها شخصيتها (القوية) في مواجهة حبيب ندم على تركها فشمتت فيه !! ..


نحن الآن في مرحلة أصالة التي تتجه للاستقرار، حيث تستقر فنياً وعاطفياً، وحتى على مستوى الأسرة تنجب توأمها من طارق العريان ، ثم أنها في حالة نضج أصبحت معها قادرة على السيطرة على تمرد صوتها القديم عليها ، لتتمرد هي عليه في أشكال مختلفة حافظت على (الطرب) فيه ولو لم تتعد الأغنية خمسة دقائق (اتفرج على نفسك نموذجاً)، ولربما كان يعيبها دخولها في معارك فرعية مع بعض زميلاتها، لكنها في نفس الوقت أكثر ثقة بنفسها، للدرجة التي تجعلها تتقبل تقليدها والخوض في حياتها الشخصية في هذا التقليد

تقليد أصالة

تذهب في أصالة في موسيقاها الجديدة لتطريب يقربها من مساحات (الست) وقتما يتراجع كثيرون أو يطويهم الزمن ، وأحياناً القدر ، وتكمل أصالة مشروعها بدأب شديد، وصبر، ورغبة أكيدة في مواصلة التمرد على الموضوعات والألحان ، لتختصر الساحة الغنائية في مصر لأسماء بعينها قادرة على صناعة مشروع ، بل واستطاعت بالفعل حفر اسمها في وجدان جمهورها في قائمة تضم مع أصالة شقيقة روحها أنغام وصديقتها شيرين عبد الوهاب، أرتام تمزج بين الإيقاع الشرقي والغربي ، وتوزيع عصري يتناسب مع زمن الراب وسطوة الموسيقى التركية في المسلسلات ليعود الكمان بطلاً والقانون سنيداً ، لكن مع أصالة يظل الوضع مختلفاً لأن مشروعها أصبح مختلفاً ..

تقدم أصالة ألبومها (شخصية عنيدة) في 2012 ، بعد عام من ثورات الربيع العربي الذي اتخذت فيه موقفاً واضحاً ضد بشار الأسد دفعت ثمنه من سمعتها ، وربما من أمانها ، حيث لا تستطيع دخول سوريا الآن ، لكنها قدمت ثلاث مواسم ناجحة من برنامجها (صولا) الذي تستضيف فيه زملائها من المطربين والملحنين في ديكور (بيتها) ، وهو البرنامج الذي حقق نجاحاً معقولاً عطل مشروع أصالة بعض الشئ، اللهم إلا من غناء تتر ، أو (سلطنة) حقيقية في برنامجها حين تغني أغنيات أخرى لزميلاتها ، لو غنتها هي شخصياً في وقتها لاختصرت لها الكثير، لكن من قال أن أصالة تستسلم؟؟

أصالة كانت تحضر لعملها الجديد على (نار هادية) ، ليستحق أن توقف بعده بعض زميلاتها مشروعاتهن لمراجعة ما قدمته أصالة وحققته بألبوم هو الأكثر نضجاً بين ألبوماتها وهو موضوع هذا المقال أصلاً !!!

(4) 60 دقيقة حياة..

نور الدين محمد مهندس ميكانيكا في الأساس، لكنه يعشق كتابة الشعر منذ كان في المرحلة الثانوية، ويشجعه أكثر على كتابة (الأغاني) وجود صديقه الموهوب (أحمد جمال) الذي يظهر في بعض برامج التليفزيون ويغني إلى جوار عمار الشريعي، فيقنعه نور (بعد فترة لا بأس بها) بأن يكتب له أغنياته. نور يكتب وأحمد يلحن ويغني. نور يظهر في برنامج عز الشباب على قناة روتانا كموهبة شابة في الشعر ، وأحمد جمال يظهر في برنامج أراب أيدول، وينطلق للمنافسة ، ويطلب من صديقه نور أن يكتب له ما يصلح كموال ومفتتح لأغنيته في التصفيات النهائية، فيكتب نور (اسألوا كتاب التاريخ مين هي مصر)..

 نور أصلاً يحب كتابة الكلمات الصعبة التي تبدو جافة في بعض الوقت ، لكنه يدرك أن (الجمال) في استخدامها وتركيبها (مهندس ميكانيكا بقى ) ..

وفي نفس الوقت ، فإن مصطفى العسال يستحق أن تعرفوه منذ كان في الحضانة ويعزف في طابور المدرسة ، ثم يحب (المزيكا) حتى يصل للثانوية العامة ـ وبعد أن يحصد مجموعاً مرتفعاً يؤهله لدخول أكثر من كلية يختار بنفسه كلية التربية الموسيقية رغم معارضة أهله الذين يغيرون موقفهم بعد أن يصبح من الأوائل ، قبل أن يتم تعيينه معيداً بالكلية، ليلحن بعض الأغنيات ، لكنه يحصل على رقم أصالة من أحد أصدقائه فيرسل لها لحناً عبر (الواتس اب) دون سابق معرفة، فترد عليه بعدها بأن هذه هي أغنيتها..

تلك هي تركيبة ومفتاح أصالة في ألبومها الجديد 60 دقيقة حياة، وهو الألبوم الأول لها بعد وفاة شقيقها، وقريب روحها: أيهم نصري كان يجب أن تهديه أصالة إليه، وقد فعلت..

نور الدين محمد ومصطفى العسال قدما أغنية لو وضعت أمام مطربة أخرى بخلاف أصالة قد تسخر منها، ومن كلامها الصعب وهي أغنية خانات الذكريات التي لم تسلم من سخرية بعض مرتادي شبكات التواصل الاجتماعي ، لكن أحداً لم يستطع إلا أن يصفها بالأغنية الرائعة المختلفة ..

أغنية مليئة بمفردات غريبة ودارجة على المستمع .. ومع ذلك فأصالة تصنع منها حالة مرعبة ومختلفة وتفتح الباب أمام جيل من الشعراء سيجد نوافذ له عند مطربات أخريات سيقلدن أصالة حتماً بعد نجاح أغنية تقول كلماتها:

 "ويالا عادي هي جت على جرحي يعني .. ما الجراح بالكوم في قلبي عادي يعني ..

بس كان فيه شبر فاضي .. حط جرحك فيه وزوٍّد
اسمي جوة الخانة : ماضي.. وجرحي في خانة التعود
وف خانات الذكريات .. حط اسمك في المواجع ..
تحت بند الملحوظات .. اكتب ان الجرح واجع ..
أما في الخانة : هنرجع .. اكتب انه ماعادش نافع" !!!!

أغنية خانات الذكريات

صحيح أن الأغنية ووجهت باتهام يطعن في ألحانها ، إلا أن البعض فسر ذلك لعداوة وخلاف بين صاحبة الاتهام (يارا) و أصالة بعد توتر العلاقات بينهما، ومع ذلك فهذا هو الادعاء، والحكم للمتخصصين

ادعاء يارا بسرقة لحنها


علي الألفي بالمناسبة قدم الأغنية لايف من المطبخ

وهو الأداء الذي استحق إشادة أصالة نفسها
asala

بالمناسبة .. مصطفى العسال ملحن أغنية خانات الذكريات هو نفسه ملحن أغنية الورد البلدي من كلمات مؤمن سالم في نفس الألبوم في أغنية مبهجة عن (ابن البلد)


وهو نفسه هو من قدم أغنية (البنت اللي سهرانة) التي عادت معها حنان ماضي للغناء مع شاب جميل وموهوب ومبدع هو علي الألفي من كلمات شاعر آخر مختلف هو عمرو حسن، والذي قد تجد أشعاره مكاناً في ألبومات أصالة القادمة ..

وعلى نفس النمط من الأغاني المبهجة بعد الورد البلدي يمكن أن تضع أغنية (منازل) في نفس النوعية حيث البهجة وألحان وتوزيع محمد رحيم في حالة (الفرح) الريفي الجميل والزغاريط التي تملأ الأرجاء، في كلمات أحد مرزوق، التي قررت أصالة تصويرها بكل ما فيها من نبرة فلكلورية وبهجة وثراء في الصورة

كيف لا تفعل وقد حظت بأحلى كورال في التاريخ على حد وصفها
https://twitter.com/AssalaOfficial/status/580771381752799233

في ألبوم 60 دقيقة حياة خطت أصالة خطوة كبيرة إلى الأمام معوضة ثلاث سنوات عجاف من الغياب عن ساحة الجديد اللهم إلا بتتر مسلسل السيدة الأولى وأغنيتها (حبة ظروف) ..

هي أصالة نفسها التي تبحث عن الجديد ، فلا تتعالى أبداً على أصحاب مواهب حقيقية بحثت عندهم عن مساحة تميزها فوجدتها، وأخذت من غيرهم أعمالاً مختلفة كلماتاً وألحاناً فصنعت الألبوم الأكثر مبيعاً في الأسواق المصرية رغم نزوله مصر متأخراً ، للدرجة التي جعلتها تضعه على الساوند كلاود

نادر عبد الله يقدم مع أصالة كلمات ولحن أغنية هي الأفضل والأكثر رومانسية والأعلى توفيقاً في التوزيع الموسيقي المرعب لأحمد ابراهيم حيث الكمان بطلاً أسطورياً ينفد إلى روحك نفسها والعزف على أوتار مشاعرك في بداية الأغنية وفي مدخل الكوبليه الثاني لأغنية تصلح نشيداً رسمياً لامرأة تعشق وهي أغنية (ملهمته الوحيدة) التي تسمعها لك حبيبتك لا لشئ سوى لتفهمها مقدمة لك (الكتالوج) ..

(بحب أحس بجد.. إنه وانا جنبه دايماً مستعد.. يستغنى بيا عن الدنيا واللي فيها ..

بحب احس بجد .. لو قال يوم كلمة حلوة لأي حد.. الكلمة دي هيبقى قاصدني بيها..

بحب احس اني وانا ف غيبتي عامل ليا خاطر.. واني عشانه بحياته وعمره خاطر ..

وما اشوفهوش مرة قادر اني انا ابقى ف يوم بعيدة

واما يفتح دفاتره عشان يكتب خواطره ..

بحب احس اني بس ملهمته الوحيدة ) ..


ثم تأتي أصالة بنفس حالة (النوستالجيا) التي تجتاح الكثيرين منا ، لتحن إلى ثنائي قدمت معه قبل 17 عاماً أغنيتها قلبي بيرتحلك، لتقدممن كلمات أحمد شتا وألحان زياد كمال الطويل وتوزيع المتميز أحمد ابراهيم (بُعدَك عني) بذات الرتم الغربي الذي لا يعطيه شعوراً بالدفئ أو السلطنة سوى صوتها وحده وليس أي صوت آخر ، لاسيما وهي تواصل تحديها لنفسها بكلمات عنيفة ومؤلمة في وصف حالة بُعد حبيبها عنها

" بعدك عني .. شغلني كسرني قتلني .. بعدك عني بيسحب روحي مني"

(لينك الأغنية من ساوند كلاود)

لكن الشخصية العنيدة لأصالة تعود للظهور في أغنية (على إيه ) من كلمات حسين مصطفى محرم ولحن مدين وتوزيع نادر حمدي أحد أعضاء فريق واما، حيث تغني أصالة في جمل لحنية تتناسب مع حالة وجدانية تتميز بالشجن والانكسار، وتوزيع غير متكلف بالمرة يتعامل بميزان من ذهب مع الآلات المستخدمة "على إيه تتحملي منه القسوة دي كلها ليه، قال إيه ..قال راجع بعد ده كله بيطلب تبقي عليه".


أما أغنية سؤال بسيط من كلمات ناصر الجيل وألحان محمود خيامي وتوزيع محمد مصطفى، فهي حالة خاصة في (طلب القرب) من عاشقة وجدت ضالتها في حبيبها، فتسأله أسئلة بسيطة بالفعل :

"ليه بنادي الناس باسمك وابقي خايفه اني اخاصمك
حاسه اني بقيت بقاسمك في الهوا اللي بعيش عليه
ليه بشوف الكل شكلك
ليه بعيش دايما مشاكلك"
حاسه اني نص شكلي وأن نصي التاني شكلك"


وهو ذاته الحبيب الذي يستحق أن تغني له لو ابتعد عنها ، أو ابتعدت عنه ( عايشة ع اللي فات) من كلمات مصطفى حسن وألحان سامح كريم، حيث لا تجد أمامها سوى الذكرى

"عارفين في بعده عني ناقصني ايه وايه
مش لاقيه حد زيه اهتم بعده بيه
جربت الف حاجة وبعد كل حاجة الاقي نفسي برضه بحن ليه
احلف بايه من بعده عايشه علي اللي فات
وكل يوم نا بتفكرله كتير حاجات
واتوه واسرح ببالي واما اقعد ويا حالي
اعيد كلامه مع نفسي بالساعات"

ومن كلمات أحمد الجندي ولحن مدين تضع أصالة أغنيتها (الحكيمة) التي تلخص حالتها المزاجية كامرأة ناضجة هذه المرة تتسم بالحكمة ، وتريد أن تعيش حياتها كما هي ، فتغني عن (مواقف مؤلمة) أصبحت عليها (متأقلمة) وتكمل

مين في كل الدنيا ديه عمره مره مااشتكى
مين مجربش السعاده ولا حس بالبكي
اغلب القلوب دي حالها في الحياه مستهلكه

أما الأغنية التي حملت اسم الألبوم (60 دقيقة حياة)، فربما كانت اختصاراً لحالة الحب التي تبحث عنها أصالة دائماً أبداً ، بل وتبحث عنها كل امرأة ..
في ألحان وتوزيع محمد رحيم (الذي يعود من جديد وبقوة)، ورتم هادئ، وصوت خفيض يصلح للهمس في بداية الأغنية وكأنه موجه لشخص واحد فقط ، ومن كلمات باسم عادل تغني أصالة
"ممكن تخليني في حضنك
محتاجة اني اسمع صوت قلبك .. نبضه بيحييني
اصل انا لما بكون متشافة بتوتر اصل انا خوافة في حضنك أحميني
والساعه اللي بعيشها في قربك ستين دقيقة حياه
والوقت الضايع طول بعدك من عمر انا مش حاسباه
في ناس يوميا بقابلها مضطرة اني اضحك واجاملها
وفي اول فرصة اسرق نفسي واخد نفسي اما بقابلك
قدامك انا ببقي خجوله صعب اني اعبر بسهوله
بوصف جوايا في حجات بينقص معناها لو بالشفايف قولناها
أحساسها كفاية"
(رابط الأغنية من ساوند كلاود)

هذا هو ألبوم (الست) أصالة في 2015 ..
قد يبدو الأمر طويلاً ، لكنه ليس مملاً بالمرة ، فالرحلة ليست بالوصول، بل بالسفر، كما أن استعراض كل ما فات لم يكن لشئ إلا لأننا تعودنا على أن نقول تعليقاً على الشئ الجميل حين نراه أو نسمعه كلمة واحدة : الله .

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج