لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

أطباء يمارسون ختان الإناث تحت مظلة القانون.. (تحقيق)

01:21 م الثلاثاء 14 أبريل 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

تحقيق- علياء أبوشهبة:
تصميم: حسام كامل

كانت تلعب وسط رفاقها في قرية "أوسيم" في محافظة الجيزة ، لتطلب منها أمها مرافقتها إلى الطبيبة لإجراء جراحة وصفتها صاحبة البالطو الأبيض بالبساطة، وهو ما سبب لها ألما فاق سنوات عمرها العشرة، مازالت ترتعد كلما تذكرته.
رغم هذا الألم؛ تنتظر "أم حنان" وصول ابنتها الكبرى التي لم تتجاوز عامها السادس إلى سن المراهقة لكي تتمكن من إجراء جراحة الختان لها؛ مثلما فعلا قبل عامين مع شقيقتها الأكبر، وهو أمر بسيط لا يتطلب سوى الذهاب إلى الطبيب في عيادته وإجراء الجراحة بشكل أمن، وقالت :"الحكومة مالها بالعادات بتاعتنا بناتنا وإحنا بنحافظ على شرفهم ولا بنسرق و لا بنقتل ولو كان مضر مكنش الدكتور يعمله".
يعتبر ختان الإناث من العادات المصرية التي عرفها المصريون القدماء أي قبل نزول الأديان السماوية ويرجح أنه ظهر في مصر مع غزو الحبشة، ويعتبر عادة أفريقية.
المشرع المصري جرم إجراء الأطباء لعملية ختان الإناث وفقا للمادة 242 مكرر من قانون العقوبات المصري، وهو ما يتفق مع بيان منظمة الصحة العالمية من أن ممارسة العاملين في مجال الرعاية الصحية للختان "يخلق شعورا بمشروعية هذه الممارسة. فهو يعطي انطباعا بأنها مفيدة للصحة، أو أنها على الأقل غير ضارة".
إلا أن المسح الأخير الذي أجرته اليونيسيف عام 2014 أظهر أن 82% من حالات ختان الإناث في مصر الآن تتم على يد الفريق الطبي "الأطباء وفريق التمريض"، وهي الظاهرة المعروفة ب"تطبيب ختان الإناث"، وبالمخالفة للقانون وقرارات وزير الصحة ونقابة الأطباء.


khetan

chart

ممارسة الأطباء لختان الإناث المجرم قانونا ظاهرة تصاعدت تدريجياً ، ويتم إجراء العملية في العيادات الخاصة، أو المستوصفات الخاصة، وفي بعض الأحيان يتم إجرائها في المنازل.
في العادة لا يظهر الإهتمام الرسمي والإعلامي بمناقشة قضية الختان إلا مع ظهور حالة وفاة لطفلة؛ إلا أن الأمر يعتمد على تحرك أهل الفتاة لتقديم بلاغ رسمي ضد الطبيب وهو ما يحدث في حالات قليلة ؛ وفقا لتصريحات فيليب دواميل، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة، اليونيسيف الذي قال:" إن إحصاء عدد الفتيات اللائي توفين جراء الختان غير معلوم، لأن الوفيات تسجل على أنها ناجمة عن حدوث نزيف أو بسبب الحساسية ضد البنسلين".
في شهر يونيو عام 2013 توفيت الطفلة سهير الباتع البالغة من العمر 13 عاما بعد خضوعها لعملية ختان على يد الدكتور رسلان فضل حلاوة في مدينة المنصورة؛ الذي صدر حكم ضده بالحبس ثلاث سنوات، وحكم على والدها بالحبس ثلاثة شهور مع إيقاف التنفيذ.
أعادت القضية إلى الأذهان محاربة ختان الإناث والذي يعتبر الختان شكلا من أشكال العنف ضد الأطفال.


undefined

السفيرة مرفت التلاوي، رئيس المجلس القومي للمرأة قالت في تصريحاتها لمصراوي إن ممارسات الختان تأثرت كثيرا بالظروف السياسية خلال السنوات الأربعة الماضية، كما أن عام من حكم جماعة الإخوان كان هو الأسوأ فى تاريخ المرأة المصرية.
وذكرت التلاوي دور القومي للمرأة في التصدى لختان الإناث من خلال وقف حملة الختان المجانى عام 2012 التي أطلقها "حزب الحرية والعدالة "في إحدى قرى محافظة المنيا، وتنظيم حملة توعوية واسعة لأهالى القرية لمنع تكرار تلك الممارسات الخطيرة.
وطالبت رئيس المجلس القومي للمرأة بضرورة تعديل المناهج التى تدرس فى كلية الطب بحيث تتضمن أضرار ومخاطر ختان الإناث مشددة على ضرورة فرض نقابة الأطباء عقوبات رادعة على الأطباء الذين يمارسون مثل تلك العمليات، وأكدت على الحاجة الماسة لتطبيق القانون بشكل حازم وسريع.


doctor

يعود تاريخ تجريم ختان الإناث إلى عام 1996 حينما أصدر الدكتور إسماعيل سلام وزير الصحة قرارا بحظر ختان الإناث في المرافق الصحية العامة والخاصة، إلا أن وفاة الطفلة بدور عام 2007 في محافظة المنيا دفع الدولة للتحرك بقوة لوقف الختان .
أصدرت وزارة الصحة قراراً برقم (271) لسنة 2007 يحظر على الأطباء وأعضاء هيئات التمريض وغيرهم إجراء أي قطع أو تسوية أو تعديل لأى جزء طبيعي من الجهاز التناسلي للأنثى (الختان) سواء تم ذلك في المستشفيات الحكومية أو غير الحكومية أو غيرها من الأماكن الأخرى. ويعتبر قيام أي من هؤلاء بإجراء هذه العملية مخالفاً للقوانين واللوائح المنظمة لمزاولة مهنة الطب، هذا بالإضافة إلى إقرار مجلس الشعب فى عام 2008 تشريعاً يجرم ختان الإناث.


surgery

وقوع خطأ في الخطاب الإعلامي التوعوي دفع الأسر اللجوء للأطباء لممارسة الختان، هذه هي الحقيقة التي كشف عنها الشيخ سيد زايد،عضو لجنة الفتوى بالأزهر، والمستشار في المجلس القومي للمرأة، وكان واحدا من المشاركين في حملات التوعية على مدار سنوات.
وقال لمصراوي :" كنا نوجه الناس إلى عرض الفتاة على الطبيب بإعتباره محل الثقة ليرى ما إذا كان لدى الفتاة شكوى من البظر، وأوصينا الإبتعاد عن حلاق الصحة لأن أدواته قد تؤدي لحدوث إصابة فيروسية، وبالتالي بدأ العرض والطلب على الأطباء ومنهم من استجاب ومنهم من تمسك بمبادئه".
وقائع لممارسات الأطباء للختان
كشفت دراسة ميدانية غير رسمية أجراها المجلس القومي للطفولة والأمومة عام 2012، شملت محافظات بني سويف والفيوم والمنيا، عن أن بعض الأطباء يجري جرح صغير في المهبل لإقناع أهل الفتاة بإجراءه للختان لمراضاتهم، ولحماية الفتاة من إصرار أهلها على الختان، وإعترف البعض الأخر أنه يجري الختان من أجل الحفاظ على زبائنه لأنه إذا امتنع عن إجرائها سوف يجريها طبيب أخر وقد يخسر تردد المرضى عليه في علاج أمراض أخرى.
كما جاء في الدراسة غير الرسمية أن تخصصات الأطباء تتنوع بين أمراض النساء والجراحة والأطفال وحتى الممارس العام، ويتنوع المقابل المادي الذي يبدأ من 50 جنيها ويتراوح في حده الأقصى بين 1500 إلى 2000 جنيها.
رصد مصراوي عيادة طبيب متخصص في الجراحة العامة في مدينة كفر شكر التابعة لمحافظة القليوبية يشتهر بإجراء عملية الختان مقابل 1500 جنيها ويقبل إجرائها في المنازل، وهي المعلومات التي ثبتت من خلال التواصل مع عيادته، ما توافق مع ما ذكرته أسر ثلاث فتيات أجرى لهن عملية الختان.
وكشف الشيخ سيد زايد عضو لجنة الفتوى في الأزهرعن قائمة بعشر كتب عن ختان الإناث وضعها مجموعة من كبار علماء الأزهر و طبعتها وزارة الأوقاف ليتم توزيعها من خلال وزارة الشباب في مراكز الشباب، إلا أن هذه الكتيبات ظلت حبيسة المخازن وذلك عام 2013 في الفترة التي تولى فيها وزير الأوقاف طلعت عفيفي، حتى جاء قرار الوزير الحالي محمد مختار جمعة ليفرج عنها.
يرى عضو لجنة الفتوى في الأزهر أن الداعيات الدينيات هن كلمة السر وراء رفع الوعي بخطورة ممارسة ختان الإناث، قائلا:" هن الأكثر تأثيرا على النساء ولكن بكل أسف كثيرا منهن لهن توجه سياسي معين".


enough

طبية أجرت عملية ختان الإناث بالمجان داخل العيادات المتنقلة التابعة لوزارة الصحة في بني سويف، هذه هي الواقعة التي حدثت عام 2013 ولكن لم يتم إثباتها بسبب عدم وجود شهود نتيجة تعاطف الأهالي مع الطبيبة، وكانت النتيجة الإكتفاء بنقل الطبيبة، وهو ما كشفت عنه دكتورة نرمين محمود مقرر فرع المجلس القومي للمرأة ببني سويف، و مدير العلاقات العامة والإعلام في مديرية الصحة، والتي قالت إن المديرية كانت تضم لجنة لمناهضة ختان الإناث تختص ببحث الشكاوى الواردة إليها عبر خط نجدة الطفل، ولكن توقف عمل اللجنة ما أدى إلى رفع معدلات ممارسات الختان.
ذكرت دكتورة نرمين محمود واقعة حدثت في قرية أشمنط مركز ناصر لطبيبة كانت تجري ختان الإناث المجرم قانونا داخل عيادتها في الساعة السادسة صباحا، وكانت تمنح المجموعات خصما خاصا ليصل مقابل الجراحة إلى 50 جنيها، وبناء على بلاغ من إحدى الجمعيات أحد الجمعيات الأهلية، تم رصد الواقعة والتأكد منها وإحالتها إلى النيابة العامة، ولكن تم تبرأتها بسبب إنكار الأهالي للواقعة وعدم وجود شهود إثبات.
هذا بالإضافة إلى واقعة أخرى رصدت لطبيبة كانت تستغل القوافل الطبية التابعة لوزارة الصحة من أجل الدعاية لعيادتها الخاصة التي تجري فيها عملية الختان ولم يتم إثبات الواقعة أيضا.
وأضافت مقرر المجلس القومي للمرأة في بني سويف أن الإجراء القانوني غير مفعل منذ عام 2011، ويتم التعامل بسخرية مع بلاغات إجراء الأطباء للختان، وإعتبارها بمثابة شكاوى كيدية، وطالبت بتفعيل دور العلاج الحر في الرقابة على الممارسات التي تتم داخل العيادات.
صعوبة إثبات الوقائع
أفاد دكتور رشوان شعبان، لأمين العام المساعد لنقابة الأطباء، ورئيس لجنة آداب المهنة، أن ممارسة الأطباء لختان الإناث يجرمها كلا من قانون العقوبات وقرار وزير الصحة وأداب المهنة و قانون النقابة، وفي حالة ثبوت الواقعة يتم إحالة الطبيب إلى هيئة التأديب لمعاقبته، بناء على بلاغ من ذوي المريض أو طلب من النيابة العامة أو شكوى من إدارة العلاج الحر في وزارة الصحة؛ وذلك وفقا للقانون.
عن العقوبات التي يتم تطبيقها على الطبيب الممارس للختان أوضح رشوان أن العقوبات تتدرج وفقا للقانون يعتبر الشطب أقصى عقوبة، وهي عقوبات متدرجة بين الوقف المؤقت أو الغرامة المالية.
في المقابل قال الدكتور صابر غنيم، مساعد وزير الصحة للعلاج الحر، في لقاء مع مصراوي إن عام 2013 شهد أعلى ممارسات للختان، وأضاف قائلا: تتمثل المشكلة في أن عملية ختان الأنثى تحدث بناء على إتفاق برضاء الطرفين، والطبيب يطمع في الحصول على مبلغ يتراوح بين 1500 و2000 جنيها، لذلك يتنازل أهل الفتاة في حالة وقوع أي ضرر مثلما حدث مؤخرا في مركز العزيز بالله الطبي.
ما يزيد من صعوبة إثبات ممارسة الأطباء للختان أن العملية تتم في بعض الأحيان داخل المنازل، وإذا وقعت في العيادات الخاصة أو المراكز الطبية لا يتم قيدها في السجلات الرسمية وبالتالي يصعب إثبات الواقعة، كما ذكر مساعد وزير الصحة للعلاج الحر صعوبة التفتيش على كل العيادات الخاصة، ولكن في حالة تلقي بلاغ من شخص ذي صفة يتولى فريق طبي الاستقصاء عن حقيقة ممارسة الطبيب المبلغ عنه للختان وفي حالة ثبوت الواقعة يتم القبض عليه بموجب الضبطية القضائية الممنوحة لأعضاء إدارة العلاج الحر.
يرى دكتور صابر غنيم أن التشريع القانوني المناهض للختان غير معروف بالدرجة الكافية لأنه لم يحظ بالتوعية، والأزمة الأكبر تتمثل في تغيير الفكر تجاه ممارسة الختان، أما بالنسبة للأطباء فأوضح أنهم لديهم معرفة أكيدة أن ممارسة الختان غير قانونية لأنها لا تدرس في كليات الطب، لكنهم يفعلون ذلك من أجل المال، وهو أمر مؤسف.

logo1

مصراوي تواصل مع منى أمين المسؤول الإعلامي لمنظمة اليونيسيف في مصر، والتي قالت إن الظروف التي مرت بها مصر أثرت على قضية ختان الإناث، وأشارت إلى قيام البرنامج القومي لمناهضة ختان الإناث بتكليف محامي للدفاع عن تشريع تجريم ختان الإناث في الدعوة المرفوعة من أحد الشيوخ السلفيين المتشددين بعدم دستورية القانون، وفي فبراير 2013 صدر حكم المحكمة الدستورية العليا لصالح إبقاء التشريع.
أما بخصوص تفعيل قانون ختان الإناث لردع الأطباء فأوضحت أن حبس الطبيب رسلان فضل حلاوة في الدقهلية هو بداية لردع الأطباء، وذلك بجانب التنسيق مع النيابة العامة للتعريف بأضرار ممارسة الختان والتعريف أنها عادة ليست لها أي علاقة بالأديان، وذلك بالتنسيق مع دار الإفتاء.كما يجري التنسيق مع نقابة الأطباء ووزارة الصحة لوضع آليات للحد من ممارسة الأطباء لهذه الجريمة.

 

\"Get ','hspace':null,'vspace':null,'align':null,'bgcolor':null}" border="0" />

 

مصر الأولى عالميا في معدلات الختان
القياسات الأخيرة أظهرت لمنظمة اليونيسيف أظهرت أنه حتى وإن كانت الصومال وغينيا يتصدران القائمة السوداء لتعدى النسب فى هاتين الدولتين ال95% إلا أن عدد النساء المتضررات فى البلدين محدود بالمقارنة بمصر التى تضم أكبر تجمع لنساء وفتيات أجرى لهن عمليات ختان، بواقع 27.2 مليون امرأة وهو العدد الأكبر فى العالم بأسره، مما جعل منظمة يونسيف مصر تعلن في شهر فبراير الماضي، بلوغ مصر المركز الأول فى معدلات ختان الإناث العالمية.
تسارع معدلات ختان الإناث وانتشار المفاهيم الخاطئة دفع منظمة اليونيسيف لإعادة طباعة كتاب "ختان الإناث بين المغلوط علميا و الملتبس فقهيا" بمشاركة نخبة من كبار علماء الأزهر، بعد رصد ظهور أفكار مغلوطة علميا و ملتبسة فقهيا تسمح بانتشار ممارسة عادة ختان الإناث و ضعف جهود محاربتها.


enouggh
معاناة

مصراوي تواصل مع فتيات خضعن للختان على يد أطباء، إنجي، "اسم مستعار"، فتاة أنيقة يحسدها كل من يعرفها فهي آية في الجمال تنتمي إلى عائلة ثرية أصولها صعيدية، حصلت على تعليم في أرفع المدارس والجامعات، وحظيت بزوج يشهد له بحسن الخلق والثراء، لكن الطلاق السريع كان من نصيبها والسبب هو البرود الجنسي الذي تعانيه نتيجة عملية الختان التي أجريت لها في طفولتها.
"لو عاد بي الزمن لتمسكت بالقطعة التي قطعت من جسدي وأفسدت حياتي، مازلت حتى الآن أذكر عيادة الجزار الذي أجرى لي الختان قبل 10 سنوات في محافظة المنيا، لم تفارقني ملامحه حينما كان زوجي يقول "أنا حاسس إن معايا طوبة"، هكذا وصفت إنجي معاناتها.
بينما تستعد والدة شروق، المقيمة في مدينة قليوب، بلهفة لإتمام شراء مستلزمات زواج ابنتها الكبرى؛ تترقب الفتاة التي أتمت للتو عامها الثامن عشر المشهد بخوف شديد من الزواج أصبح بمثابة الكابوس بالنسبة لها، فهو يذكرها بصدمتها الكبرى عند إجراء عملية الختان لها قبل 6 سنوات.
قالت شروق، : "أتذكر جيدا نظرات جدتي لوالدي ومعايرتها لوالدتي مع كل زيارة، في البداية لم أفهم السبب لكن بعد ذلك فطنت إليه، مازلت أتذكر المشهد يومها دخلت لعيادة طبيب أطفال وداخل غرفة الكشف انتهكت إنسانيتي بوحشية كدت أفقد حياتي من قوة الألم؛ وزادت حسرتي عندما عرفت أضرار المذبحة التي تعرضت لها".
هل تقبلين على إجراء الختان لابنتك رغم خطورة ذلك على حياتها؟ هذا هو السؤال الذي طرحه مصراوي على والدة الطفلة ندى، وتعود جذورها إلى أجا، في محافظة الدقهلية وهي نفس القرية التي توفيت فيها سهير ضحية الختان، وهي تعمل في القاهرة حارسة عقار، ردت على السؤال: " لازم أطاهر البنت إلا أتفضح في وسط أهلي"، موضحة أن العملية أصبحت أكثر أمانا نظرا لإجراء الطبيب لها، وذكرت أنها تعرضت للختان عندما كانت في الثامنة، وأجريت الجراحة لشقيقاتها الثلاث في نفس اليوم، وأضافت:" بدون ختان، تصبح الفتاة مفعمة بالرغبة الجنسية".
الحاجة صفية سيدة سبعينية تعجبت من إهتمام الصحافة بمناقشة ختان الإناث وقالت :" ياما بنات بتعمل العملية وبتموت إحنا بنحافظ على شرفنا لأنه أغلى حاجة عندنا ولما يعملها دكتور أحسن من الداية أو حلاق الصحة".


sohir

رضا الدنبوقي، مدير مركز المرأة للإرشاد والتوعية ، ومحامي قضية ضحية الختان سهير الباتع، أوضح في تصريحاته لمصراوي أن مواجهة إجراء الأطباء لختان الإناث لا يحتاج إلى تعديل تشريعي لأن القانون موجود لكن ينقصه وجود إرادة سياسية لتنفيذه.
وعن قضية محاكمة طبيب الختان قال إن والد سهير الباتع الفتاة المتوفاة تصالح مع الطبيب بعد الحصول على تعويض مادي وصدر بالفعل حكم قضائي ببراءة الطبيب، ولكن بسبب الضغوط الدولية تغير مسار المحاكمة، وقال:" تلقيت تهديدات بعد صدور الحكم وقيل لي "بكره يحصل لأهلك"، كما تصادمت مع محامين ورجال دين من الرافضين للحكم".
وأوضح أن القانون لم يقصر حق الإبلاغ للمتضررين من ممارسات الختان فقط، لأن المادة 25 إجراءات أعطت حق الإبلاغ لكل من يشهد وقوع جريمة.

مسيرة ضد ختان الإناث

تناولت قصص وروايات كثيرة ختان الإناث، وأكثرها جرأة رواية "أصوات" للكاتب سليمان فياض، وتعرض قصة سيدة فرنسية تزوجت شاب مصري من الصعيد وفي زيارة لبلدته أصرت نساء القرية على إجبارها وإجراء الختان في مشهد شديد البشاعة.
سارة الشافعي، مدير برامج الجمعية المصرية لتنظيم الصحة، أوضحت لمصراوي أنها من خلال عملها رصدت أن أغلب ممارسات الأطباء للختان تحدث في مناطق عشوائية أو ريفية، بهدف التربح المادي رغم علمهم التام أنه لا فائدة طبية علي الإطلاق من ختان الإناث، كما أنه لا يدرس في كليات الطب.
وذكرت أيضا واقعة إجراء قافلة طبية تابعة لوزارة الصحة لختان الإناث في المنيا في شهر مايو عام 2012، والذين انتشروا في أرجاء المحافظة داعين لإجراء الختان بالمجان للفتيات؛ وهو ما أثر بدوره على زيادة الإقبال على ممارسة عادة ختان الإناث.
دعت الشافعي إلى تدريس أضرار الختان النفسية والصحية والمعتقدات الإجتماعية الخاطئة فضلا عن التوعية بالعقوبة المفروضة على الأطباء. مؤخرا عبرت منظمات مصرية مهتمة بمكافحة العنف ضد المرأة من ممارسة وزارة الصحة بعض الضغوط لتسجيل الجريمة في تقرير الشرطة في قضية سهير على أنها "إهمال طبي" بدلا من ختان الإناث ومن ثم القتل الخطأ.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج