لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

مصر- من يستطيع محاربة "داعش" فكريا؟

04:40 م الإثنين 23 نوفمبر 2015

من يستطيع محاربة "داعش" فكريا

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة (دويشته فيله)
رغم وجود مؤسسات دينية كبرى كالأزهر الشريف، ما زال تنظيم "داعش" يستطيع اختراق عقول الشباب، مستغلا ضعف هذه المؤسسات. فما أسباب هذا الضعف؟ DW عربية تحاول الإجابة على السؤال: من بمقدوره مجابهة تنظيم "الدولة الإسلامية" فكريا؟

بعد أقل من أسبوع على هجمات باريس، أعلنت دار الإفتاء المصرية، عن مبادرة عالمية جديدة بعنوان "not talk in our name" أي "لا تتحدث باسمي"، للتصدي للإسلاموفوبيا، تستهدف غير العرب في مختلف دول العالم، وهي مبادرة ترتكز على إبراز حقائق الإسلام بعدد من اللغات المختلفة منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، كما أنها تهدف لفضح البنية الأيديولوجية لجماعات التكفير، بحسب مفتي الديار المصرية الدكتور شوقي عبد الكريم خلال المؤتمر الصحفي الذي أعلن فيه عن المبادرة الأربعاء الماضي.

مبادرة جديدة لدار الإفتاء المصرية
ولم تكن هذه هي المبادرة الأولى التي تطلقها مؤسسات دينية في مصر لمحاربة الفكر المتطرف، إذ سبقتها نحو 9 مبادرات صدرت من مؤسسة الأزهر ووزارة الأوقاف وحتى دار الإفتاء نفسها والتي ربما تقوم بأكبر جهد في هذا المجال، حيث أصدرت مجلة "Insight" باللغة الإنجليزية للرد على مجلة "دابق" التي ينشرها تنظيم "داعش"، كما أطلقت مرصدا للتكفير في مارس 2014.

وفضلا عن ذلك، فقد قُرِّر أن يعلن الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، من مشيخة الأزهر رؤى علماء المسلمين تجاه مواجهة الإرهاب ومسئولية جميع الأطراف للتصدي للغلو وينبه حول أي إجراءات غير محسوبة ضد الجاليات المسلمة في الخارج.

ويقول حسن محمد مدير مرصد التكفير في حديث لـDW إن وظيفة المرصد مواجهة الفتاوى المتطرفة وتفنيدها والرد عليها، مشيرا إلى أنهم يستخدمون موقع الفيسبوك بشكل أساسي في محاربة الفكر التكفيري ولتقديم المفاهيم الصحيحة للإسلام لأنه يضم أكبر عدد من الجنسيات، خاصة وأن الصفحة الرسمية لدار الإفتاء تضم أكثر من مليونين و600 ألف معجب.

وكانت دار الإفتاء قد دشنت عددا من الصفحات في هذا الإطار، مثل صفحتَيْ "داعش تحت المجهر" و" مرصد الفتاوى الشاذة والتكفيرية"، كما "قدمت منذ أسبوعين للاتحاد الأوروبي ألف فتوى مترجمة لثمان لغات ترد على الأفكار المتطرفة، فضلا عن الاتفاق على اعتماد البرلمان لدار الإفتاء المصرية فيما يخص الفتاوى وقضاياها"، بحسب محمد.

ويضيف أن جهود محاربة التنظيمات المتطرفة امتدت لتشمل أفريقيا حيث ذهب وفد من العلماء إلى السنغال ونيجيريا، كما يتواجد حاليا مستشار المفتي في الولايات المتحدة الأمريكية، ووفد آخر سافر إلى البرازيل.

وكانت الحكومة المصرية قد اتخذت عدة خطوات، قالت إنها من أجل مراقبة الخطاب الديني ولحصار الخطاب المتطرف، بعد أن طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بثورة دينية وتجديد الخطاب الديني.

وكان من بين هذه الإجراءات وضع كاميرات لمراقبة المساجد، وهدم المساجد الصغيرة داخل جامعة القاهرة وإنشاء جامع كبير بدلا منها، وهي إجراءات شهدت جدلا كبيرا في الشارع المصري، حيث رآها المعارضون خطوات تستهدف منع أي خطاب سياسي معارض وتجفيف منابع الدعوة حتى تكون موالية للنظام فقط.

من يستطيع محاربة داعش فكريا؟
ورغم جهود المؤسسات الدينية الرسمية، فإن الباحث أحمد زغلول، يستبعد قدرة الأزهر والمؤسسة الدينية عامة على مقاومة داعش في الوقت الحاضر، حيث تمتلك المؤسسة رصيدا سلبيًا في وعي الإسلاميين عامة مما يعرقل أدوارها المنتظرة بسبب اختلاف في المنهج، ففي حين أن الأزهر أشعري، يغلب على الإسلاميين المكون السلفي بدرجات متفاوته، كما أن اقتراب شيوخه من الأنظمة الحاكمة ومواقفهم المضادة دائما للتيار الإسلامي جعل هناك تحفظًا على التسليم به كمرجعية، كذلك هناك رغبة في منازعتها الدور الديني.

ويضيف زغلول لـDW أنه إضافة إلى الحلول السياسية للأزمات المحلية في الدول المتأثرة بداعش فإن جزءا كبيرا من مقاومة التنظيم فكريا يتمثل في ضرورة دحض أفكارهم التكفيرية عن طريق المناظرات"، مشيرا إلى أن "الفصيل الإسلامي الوحيد القادر على تلك المواجهة هي كل من السلفية العلمية، والسلفية المدخلية، لاهتمامهما بهذه القضايا وامتلاكهما أدوات المناظرة فيها".

ويتفق معه الصحفي المتخصص في الشأن الديني عبدالله الطحاوي، الذي يرى أن المؤسسات الدينية الرسمية في وضعها الحالي غير مهيأة لمواجهة الفكر المتطرف والعنف، لأن الجدل حول تلك المسائل تحتاج من الطرف الآخر أن يقتنع بأمرين هما استقلالية وورع العلماء الذين سيناقشونه في تلك المسائل، وهم لا يرون أن هذين المعيارين متوفرين في علماء المؤسسة الدينية".

ويدلل الطحاوي، في حديثه لـDW ، على نظريته بتجربة نجاح مماثلة في تسعينيات القرن الماضي، والتي كان نجومها الغزالي والعوا والذين كان لهما دور في المراجعات الفكرية للجماعة الإسلامية التي قامت في 1981 بقتل الرئيس الراحل أنور السادات ثم أحداث الأقصر.

هل كان الاستبداد أم الربيع العربي سببا في ظهور "داعش"؟
يرى حسن محمد أن داعش كانت من مساوئ ثورات الربيع العربي حيث يقول إن تنظيم "أنصار بيت المقدس ظهر بعد الثورة أثناء حكم المجلس العسكري، وقام بعمليات أثناء حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، ثم أعلن مبايعته لتنظيم داعش في حكم الرئيس السيسي.

لكن محمد في الوقت ذاته يؤكد أن من أسباب تطرف الشباب واتجاههم للعنف هو لجوء بعض الشباب الذي كان يمارس السياسة ولم يستطع تحقيقها من خلال السياسة ففكر بالبديل. في المقابل، يشير الطحاوي أن القضية لا تكمن في "من يستطيع محاربة داعش فكريا" وإنما في كيفية مواجهته، خاصة وأن القضية تكمن في معالجة المناخ الحالي، بحسب قوله.

ويرى الطحاوي أن "داعش" من نتاج الثورات المضادة وليست نتيجة لثورات الربيع العربي، ويؤكد أن المطلوب هو إنجاح مقاصد ثورات الربيع العربي من حكم مدني ديمقراطي رشيد حتى تنتهي تلك الظاهرة.. "داعش" ظهر عند انتكاسة الربيع العرب في سوريا وفي اليمن.. كانت ردة فعل عن انغلاق الأفق .. وإصرار الرجعية على إفشال الربيع العربي، مؤكدا أن تحسين المناخ وتمكين الاعتدال سيهمش التطرف، والعكس صحيح، حصار الاعتدال يقوي التطرف.

هذا المحتوى من

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج