إعلان

شارلي ايبدو تحيي ذكرى "غزوة منهاتن"..ومسلمو فرنسا يواجهون خطر اليمين المتطرف

06:26 م الثلاثاء 13 يناير 2015

صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب-عبدالله قدري:

أثار الهجوم على صحيفة "شارلي ايبدو" الفرنسية الساخرة في السابع من يناير العام الجاري تساؤلات حول وضع الجاليات المسلمة أو العربية في الغرب، وراحت وسائل الإعلام الغربية المتعددة تطرح استطلاعاتها على الجمهور حول " تداعيات هذا الهجوم على المسلمين ".

الهجوم على الصحيفة الفرنسية ليس جديدًا من نوعه، ولكن الجديد يكمن في إمكانية زيادة حدة الكراهية تجاه الجاليات المسلمة، خصوصًا أن أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001  ( غزوة منهاتن) -الاسم الذي يستخدمه تنظيم القاعدة- لا زالت عالقة في الأذهان.

قبل الهجوم أعلاه وتحديدًا في الخامس عشر من ديسمبر العام الماضي، احتجز مسلح ايراني ومعه اثنين اخرين رهائن في مدينة سيدني الاسترالية نحو 16 ساعة، قبل أن تطوق قوات الشرطة الاسترالية المبنى  وتقتل المسلحين وتعلن انتهاء تحرير الرهائن في سيدني.

صاحب هذه الهجمات المتنوعة في الغرب، تظاهرات مناهضة للإسلام شنتها حركة " وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب "المعروفة بـ"بيجيدا"، حيث أبدى آلاف المتظاهرين بألمانيا غضبهم بما وصفوه " إرهاب الإسلام" .

المظاهرة لم ترق لكثير من المسؤولين الألمان، وعدد من المواطنين الذين رفضوا المشاركة في هذه التظاهرة واعتبروها ممارسة عنصرية.

وقال وزير العدل الألماني هايكو ماس الذي شارك في مظاهرة منددة بحركة "بيجيدا" "إن الحركة لا تمثل أكثرية الألمان، والمظاهرات المعارضة لها هي المعبرة عن روح ألمانيا كبلد سيظل شديد الانفتاح".

واعتبر ماس تظاهرات "بيجيدا" و"ممارساتها العنصرية ضد اللاجئين الذين فقدوا كل شيء فضيحة كبيرة"، مضيفا أن المجتمع الألماني "دلل في مواضع كثيرة على تعايش سلمي قائم ومطلوب استمراره".

كاتدرائية كولونيا هي الأخرى احتجت على "عنصرية " بيجيدا ضد الاسلاميين، حيث  أطفأت أنوارها  احتجاجا على المظاهرات المناهضة للمسلمين.

وفي فرنسا، وعقب الهجوم على صحيفة "شارلي ايبدو" هاجم مجهولون مساجد في أنحاء متفرقة وأطلقوا عليها الرصاص ردًا على استهداف الصحيفة الساخرة مما دفع الرئيس فرانس هولاند قوله " أن منفذي عمليتي احتجاز الرهائن في باريس "متعصبون لا علاقة لهم بالدين الاسلامي".

استطلاعات الرأي التي أثارتها المواقع الإلكترونية الغربية تشير إلى توقعات هجوم لفظي أو معنوي على الجاليات المسلمة في الغرب أو احتمالية تغير سياسة الدول تجاه المسلمين، فالصحافة جزء من الحياة السياسية لمجتمعاتها، فكما هي السياسة تكون الصحافة.

كما طرح "مصراوي" استطلاعًا للرأي حول "هل تعتقد أن الحادث الإرهابي على جريدة شارلي إبيدو سيؤثر على وضع المسلمين في أوروبا؟ .

وجاءت نتيجة الاستطلاع الذي شارك فيه نحو 6078 زائر حتى الآن، بتأييد 77% من زوار الموقع تأثير الحادث على المسلمين في أوروبا، بينما رفض 20 % تأثير الحادث على المسلمين.

فيما طرح موقع "روسيا اليوم" استطلاعًا للرأي حول "كيف سينعكس حادث صحيفة شارلي إيبدو على الشارع المسلم في أوروبا؟ بينما أورد موقع "بي بي سي " استطلاعًا حول " ما تداعيات هجوم باريس على الجاليات المسلمة في اوروبا؟.

وتشير نسب الاستطلاع إلى توقعات تشديد الرقابة على المسلميين وتقييد حرياتهم في الغرب، بالإضافة إلى تحميلهم المسؤولية الكاملة، وهذا مابدا من تصريحات روبرت ميردوخ  المدير التنفيذي لشركة " نيوز كروب " وامبراطور الإعلام، على موقع التواصل الاجتماعي تويتر حين قال " معظم المسلمين مسالمون ربما، ولكن يجب تحميلهم المسؤولية حتى يتمكنوا من الإقرار بوجود سرطان الجهاد المتنامي وتدميره.. خطر الجهاديين يلوح في كل مكان، من الفلبين إلى أفريقيا وأوروبا وأمريكا، ويجب إجراء تصحيح سياسي لوقف الإنكار والنفاق.

على الجانب الاخر، بدت ملامح اضطهاد الجاليات المسلمة في الغرب وخصوصًا في فرنسا تلوح في الأفق، حيث أوضحت رسالة تداولها المسلمون في فرنسا على " الواتس آب "-حصل مصراوي عليها- اعتداء مجموعة تطلق على نفسها "سكين هيد" وتعني حليقو الرؤوس على فتاة مسلمة، وينقل مصراوي نص

وترجمة الرسالة على النحو التالي:

"نقلًا عن صديق أخت البنت التي تعرضت للاعتداء، ترقد حاليا في المستشفى، واحدة من الأخوات تعرضت لاعتداء أثناء طريقها محطة مترو "شاربن" في مدينة ليون من قِبل مجموعة سكين هيد "حليقو الرؤوس" ونزعوا عنها الجلباب وبدؤوا في ضربها بعنف. ولم يحاول أحد من المارة أن يساعدوها أو ينقذوها من أيدى المعتدين. اثنين من الإخوة رأوا الاعتداء وحاولا انقاذ الفتاة واشتبكوا مع اثنين من المعتدين ولاذ الثالث بالفرار، ثم نقلوها إلى المستشفى وتبين اصابتها بكسر ضلعين وكدمات وجروح متفرقة في الجسد بالإضافة إلى تعرضها لصدمة عصبية. حاليا هناك ثلاث بنات  أخريات تم التعرض لهن في ميرموز في ليون" .

"انشر هذه الرسالة حتى يأخذ البنات حذرهم ولا يسيرن بمفردهم . شارك. انشر. خد بالك".

وتداولت الجالية المسلمة هذه الرسالة عقب هجوم شارلي ايبدو، كما انتشرت رسالة اخرى تحث المسلمين على اخذ حذرهم وقت ادائهم لشعائر صلاة الجمعة.

أحداث الحادي عشر من سبتمبر لم تكن بعيدة عن ذهن المسلمين في فرنسا،  "علي" مسلم فرنسي يعيش في باريس، يؤكد أنه لم يتعرض لمشكلات عقب هجوم شارلي ايبدو، ولكنى أبدى ملاحظته أن الناس بدأت تنظر له بشكل مختلف منذ أن أطلق لحيته.

يتوقع علي صحاب الثلاثين عامًا خلال حديثه لمصراوي،  أن تكون أحداث شارلي مثل أحداث 11 سبتمبر2001، في أن تكون نقطة أو مسار تحول في علاقات الغرب تجاه المسلمين قائلًا " الغرب أسيجد طريقة لجعل الاسلام بطريقة سيئة ويجيش شعوبه ضد المسلمين".

واستكمل " أتوقع أن يكون هناك قيود تجاه المسلمين، وأن الهدف الأساسي من الهجوم عودة الإسلام خطوة إلى الوراء" حيث أشار من خلال وجوده في أكثر بلد يضم جالية مسلمة في أوروبا  أنه "من الواضح في الآونة الأخيرة أصبح الناس أكثر اهتمامًا وفضولًا وتساؤلًا عن الدين"، وأن هذا الهجوم جاء لصد الناس عن التقرب من الدين الاسلامي.

أما "فريد"، فرنسي مسلم، لم يختلف كثيرًا مع رأي علي، وقال:" أرى أن هجمات شارلي ايبدو استكمالا لأحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 لجعل الناس ينفرون من الدين ويأخذوا عنه صورة سيئة".

توقع فريد، أن تكون هناك قيود على حرية المسلمين في التعبير عن آرائهم أو ممارسة شعائرهم الدينية، وقال " سيكون من الصعوبة بمكان أن تكون مسلم وتعيش في أوروبا وسط ظروف القتل المستمر".

توقعات كثيرة نقول إن هجوم شارلي ايبدو لا يصب في مصلحة المسلمين في كل الأحوال، حتى وإن بدا من تصريحات المسؤولين الغرب عن التفريق بين المتطرفين والإسلام، فإن اليمين المتطرف لن يضع في حسبانه هذه التفريقات، وسيواجه المسلمون هناك خطر اليمين المتطرف الذي يصب جام غضبه على المسلمين دون تفرقة.

حيث رُصد وقوع أكثر من 50 عملا مناهضا للمسلمين في فرنسا منذ الاعتداء الذي استهدف صحيفة شارلي ايبدو، حسبما أعلن مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا التابع للمجلس الفرنسي للديانة المسلمة الذي طلب من الشرطة الفرنسية حماية مرافق المسلمين.

وأعلن مرصد مكافحة الإسلاموفوبيا التابع للمجلس الفرنسي للديانة المسلمة الاثنين، أنه رصد وقوع أكثر من 50 عملا مناهضا للمسلمين في فرنسا منذ الاعتداء الذي استهدف صحيفة شارلي إيبدو الأربعاء الماضي، ودعا السلطات الفرنسية إلى "تعزيز الرقابة على المساجد".

ونقل رئيس المرصد عبد الله ذكري أرقاما صادرة عن وزارة الداخلية تضمنت تسجيل وقوع 54 عملا مناهضا للمسلمين منذ الأربعاء وهي 21 اعتداء (إطلاق نار أو إلقاء قنابل...) و33 تهديدا (وخصوصا شتائم).

وأعرب عن "صدمته حيال ارتفاع موجة الاسلاموفوبيا بينما شاركنا أمس (الاحد) في المسيرة (المظاهرة التضامنية في باريس) بهدوء وصدق جنبا إلى جنب ضمن تنوع المتظاهرين وأعلنا إدانتنا الواضحة للإرهاب".

وقال إن مثل هذه الأرقام في خمسة أيام فقط "غير مسبوقة" وتحدثت المعطيات الأخيرة المتوافرة المبنية على شكاوى أحصتها الشرطة أو جهاز الدرك، عن 110 اعمال في الاجمال (أعمال وتهديدات) في خلال الأشهر التسعة الأولى من 2014، في تراجع مقارنة بالفترة نفسها من 2013 (158).

وقال عبد الله ذكري "يجب تعزيز مراقبة" أماكن العبادة للمسلمين ومواقع الإنترنت وشبكات التواصل الاجتماعي "ضد الحقد والثأر اللذين يمارسان حاليا".

وأعرب ذكري عن أسفه قائلا: "حتى مسجد باريس الكبير رمز الإسلام في فرنسا لا يحظى بحراسة خاصة".

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان