لماذا تُصعد إسرائيل من عملياتها العسكرية باتجاه غزة؟
كتب- محمد قاسم:
توعد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس ''بدفع ثمنا باهظا''، بعد رفضها المبادرة المصرية الرامية لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، الذي بدأ في الثامن من يوليو الجاري بعد أسابيع من التوتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين في الضفة الغربية اثر اختطاف ثلاثة شبان إسرائيليين والعثور عليهم مقتولين بعد ذلك.
وقد اتهمت إسرائيل حركة حماس بالوقوف وراء عملية الخطف، وهو الأمر الذي تنفيه حماس.
وردا على مقتل الإسرائيليين الثلاثة، اختطف مستوطنون يهود فتى فلسطينيا عمره 15 عاما وأحرقوه، مما أدى إلى تصاعد التوتر بين الجانبين، زاده حدة الاعتقالات والمداهمات التي شنتها إسرائيل على قيادات ومنازل حركة حماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية الأخرة.
ويرجع البعض أن التصعيد الإسرائيلي الأخير يهدف إلى إفشال المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي أنهت سنوات من الانقسام مما أثر على القضية الفلسطينية. كما أن هناك من يقول إن إسرائيل ترغب في القضاء على البنية التحتية لحماس وتدمير صواريخها التي ظهرت قوتها في الحرب الأخيرة في 2012، حيث يعتقد بعض الخبراء أن السنة التي قضاها الإخوان في حكم مصر سمحوا لحماس بتطوير منظومة الصواريخ لديها.
''نوايا إسرائيلية خبيثة''
قال السفير إيهاب وهبة مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن اسرائيل استخدمت التصعيدات العسكرية للوقيعة بين الفصائل الفلسطينية ''فتح وحماس'' في نوايا خبيثة بعد إعلان المصالحة الفلسطينية، مؤكدًا أن الوعي الفلسطيني أفشل محاولات إسرائيل التي كانت تستهدف هدم حركة حماس بعد الوقيعة بينها وبين حركة فتح.
وأشار وهبة في تصريح خاص لمصراوي، أن المبادرة المصرية لوقف التصعيدات الإسرائيلية على غزة، تسير بخُطى صحيحة وإيجابية مرجحا جلوس الطرفين على مائدة تنفيذ الهدنة خلال 48 ساعة بحد اقصى، معتبرا ان مصر قدمت مبادرة مدروسة ومتكاملة، وارسلت مساعدات وفرق طبية لغزة وكذلك فتحت معبر رفح.
وحسب الخارجية المصرية، فإن المبادرة تقضي ببدء سريان وقف إطلاق النار خلال 12 ساعة من إعلان المبادرة وقبول الطرفين بها دون شروط مسبقة.
وتضمنت المبادرة استقبال القاهرة لوفود رفيعة المستوى من الحكومة الإسرائيلية والفصائل الفلسطينية في القاهرة خلال 48 ساعة من بدء تنفيذ المبادرة لاستكمال مباحثات تثبيت وقف إطلاق النار.
''إجهاض المصالحة الفلسطينية''
فيما رأى الخبير السياسي اللبناني أوهانس غوكجان، أن إسرائيل تريد استغلال ظروف تفكك تحالفات حماس مع مصر وسوريا، وحالة التشرذم العربي والأوضاع في سوريا والعراق، لتدمير بنياتها التحتية، وإجهاض المصالحة الفلسطينية بين حماس وفتح.
وأكد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في بيروت، في تصريحات لـ''دويتشه فيله''، أن إسرائيل لا تريد مواجهة عسكرية كبرى مع حماس، وتحاول استغلال الوضع المفكك في الشرق الأوسط سواء بسوريا أو العراق أو المشاكل بين حماس ومصر، للتصعيد ضد حماس وهي تقول - أي إِسرائيل - إنها تريد تدمير البنيات التحتية للحركة.
ولفت أن هدف إسرائيل يكمن في أن لا تستمر عملية السلام، وهي تحاول استخدام الوحدة (المصالحة) الفلسطينية بين حماس (وفتح بقيادة) محمود عباس، رئيس السلطة الفلسطينية، كذريعة ضد الفلسطينيين. وأكبر دليل على عدم رغبة إسرائيل في استمرار عملية السلام هو فشل وزير الخارجية الأميركي جون كيري في إقناع إسرائيل في ملفات الاستيطان وقضايا أخرى في المفاوضات.
''إسرائيل تريد القضاء على قوة حماس''
اعتبر الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إسرائيل تريد القضاء على قوة حركة حماس مستغلة علاقتها المتردية مع مصر وانشغال الدول العربية في صراعات داخلية. مؤكدا أن الموقف المصري تجاه أزمة إسرائيل وغزة لم يكن على المستوى المطلوب منها كدولة لها ثقلها وفاعليتها ودورها في الصراع العربي الإسرائيلي.
وأضاف في تصريح خاص لمصراوي، أن المبادرة المصرية ستأخذ بعض الوقت للتطبيق عمليا لأن حماس تعتبر موقف مصر منحازا إلى إسرائيل، وإسرائيل تريد القضاء على قوة حماس وستأخذ بعض الوقت في المماطلة على الموافقة على وقف التصعيدات.
يشار إلى أن هناك خلافات كثيرة بين حماس والسلطة الفلسطينية، على الرغم من الاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، من بينها أزمة تأخر صرف الرواتب في غزة، كما ان نتنياهو انتقد بشدة تشكيل هذه الحكومة، وطالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالعدول عنها.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: