في ذكرى 30 يونيو: ''الميدان الثالث'' يبحث عن مكان
كتبت- يسرا سلامة:
بين ميدان اتسع للملايين في 30 يونيو من الرافضين لحكم الإخوان، من التحرير إلى الاتحادية، وبين جماعة تمسك بالسلطة لآخر نفس، انبثقت فكرة ''الميدان الثالث''، جميع من فيه رفض استمرار الإخوان، لكنهم انتقدوا مسارات السلطة منذ الثالث من يوليو عقب الإطاحة بمرسي وإخوانه، مفضلين أن يكون المشهد مدنيًا حتي النهاية.
في الذكرى الأولى لأحداث 30 يونيو، يتذكر أبناء الميدان الثالث لحظات اختياراتهم، فالغالبية المتحركة في الشارع منهم ظلت بين الميادين تهتف بسقوط حكم الإخوان، حتى وإن اختلفوا على شكل الحكم الجديد للبلاد، ليبقى ذلك المربع على نفس الخيارات، فكري نبيل عضو مصر القوية، إبراهيم فاروق عضو الاشتراكين الثوريين، وكريم حسن أحد الشباب المستقلين، شكلوا وقواهم السياسية تيار الميدان الثالث.
يقول نبيل إن نزوله في ''30 يونيو'' كان بعد قرار حزب مصر القوية، ورفضه لتدخل أنظمة دينية في الحكم، وأيضًا أي نظام عسكري، من أجل أن تصبح العملية السياسية ''تشاركية لا تتدخل فيها الجيوش'' لأنها ''خطر على السياسية وعلى الجيش''، تمامًا مثل الانظمة الدينية ليشارك الحزب من خلال مسيرات كبيرة، كان هو في واحدة منها تحديدًا من مسجد الاستقامة بميدان الجيزة.
''انتخابات رئاسية مبكرة'' هي الدعوة الرئيسية لنبيل خلال نزوله، كان الحزب يريد أن يتم التصعيد ضد مرسي وصولًا إلى إضراب مفتوح، ليوضح نبيل أسباب تمسكه بمربع الميدان الثالث ''كنا نريد الحفاظ على المسار الديمقراطي حتى النهاية، وتغليب الإرادة الجماهيرية بالصندوق، على سبيل المثال طرح خارطة الطريق للاستفتاء، وفي ذلك عودة لمسار 25 يناير مرة أخرى''.
ويرى نبيل أن الميدان الثالث اتسع عقب عام من 30 يونيو، والسبب هو ''الحل الأمني'' الذي تلجأ له الدولة، ويوضح ''نبيل'': ''على الرغم من أن الدولة تستسهل الحلول الأمنية، إلا أننا متمسكون بفتح مسارات سياسية لإقناع الدولة بأهمية المسار الديمقراطي، والبحث عن أساليب تشاركية حقيقية بدلًا من زيادة القمع''.
ومن الحزب ذو الغلبة الإسلامية إلى تيار اليسار، لم يفكر إبراهيم فاروق كثيرًا من قبل حسم قراره للنزول في 30 يونيو، مع زملائه من أعضاء حركة اليسار ''الاشتراكيون الثوريون''، ليؤكد أن اليسار بمفهومه الواسع استشعر في الدولة الدينية إبان حكم الإخوان خطرًا على الدولة، ووجب النزول مع الجماهير لرفض استمرارها في الحكم، لأن حركة اليسار تظل مؤيدة لأي حراك جماهيري.
لكن ''الميدان الثالث'' لم يجذب الاشتراكيين الثوريين إلا بعد بزوغ الجيش في المشهد، فبحسب فاروق هناك قطاعات واسعة من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار نزلت ضد الإخوان، منهم من طالب بظروف معيشية واجتماعية أفضل، ومنهم من كان يريد الانتصار لثورة 25 يناير، لكن نسبة أيضًا تواجدت وسط حركات 30 يونيو تريد العودة لدولة ''مبارك''، بحسب رأيه، ليبقى تنوع المشاركين ضد الإخوان سبب أقوى لبزوغ الميدان الثالث.
''بفضل إخفاقات المعسكرات الأخرى'' هكذا يعتقد فاروق سبب مباشر لاتساع الميدان الواقف بين الإخوان والعسكر –حسب وصفه، مضيفًا أن أخطاء من تولى السلطة على مدار العام، مثل اتخاذ إجراءات تقشفية وزيادة الاعتقالات وتراجع الحريات العامة، بجانب تمادي الإخوان في العنف، جعل الميدان الثالث يتسع شيئًا فشيئًا.
وعلى الرغم من عدم اصطفافه وراء حزب، لكن كريم حسن كان أحد الذين نزلوا في 30 يونيو ضد ممارسات الإخوان، فيقول ''مرسي كان راجل فاشل ولازم يمشي''، ليجنح بعدها -خصيصًا بعد خطاب التفويض لوزير الدفاع في حينها عبد الفتاح السيسي- إلى الميدان الثالث.
خطاب مرسي على منصة الاستاد في 28 يونيو كان الحاسم لكريم من أجل نزوله إلى الميدان، ''كانت لينا هتافاتنا في الميدان، إننا ضد الإخوان والعسكر''، يقول الشاب العشريني إن الهتافات ضد الجانبين كانت في 30 يونيو ضئيلة، مقارنة بحجم الدعم من الميدان لنزول الجيش، لكنه يرى أن ممارسات الدولة بعد ذلك أفسحت للميدان الثالث سبيلا أكبر، بسبب تراجع الحريات العامة، ''الدايرة بتكبر بسبب تكميم الأفواه'' بحسب رأيه.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: