تقرير- مؤتمرات القمة العربية.. قضايا وقرارات
الكويت – (أ ش أ):
تنطلق غدا الثلاثاء بالكويت اجتماعات القمة العربية في دورتها الخامسة والعشرين والتي تستمر على مدى يومين تحت شعار ''قمة التضامن لمستقبل أفضل'' بمشاركة نحو ١٣ رئيس وقائد دولة عربية ويترأس وفد مصر إلى هذه القمة المستشار عدلي منصور رئيس الجمهورية.
ويأتي انعقاد هذه القمة الدورية في ظل العديد من التحديات والأحداث الساخنة والمتلاحقة التي تشهدها المنطقة، ومن المقرر ان تناقش عددا من الملفات والقضايا التي تهم دول العالم العربي من أهمها القضية الفلسطينية، والوضع في سوريا، وقضية الأمن القومي العربي، وضرورة إخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل ومكافحة الارهاب ، وتطوير جامعة الدول العربية، والمحكمة العربية لحقوق الانسان .
وسبقت هذه القمة الكثير من القمم العربية، بدأت منذ انعقاد مؤتمر انشاص الشهير الذي دعا اليه الملك فاروق ملك مصر في العام 1946 لبحث موضوع وقف الهجرة والاستيطان اليهودي إلى فلسطين، والعمل على تشكيل حكومة تضمن حقوق جميع سكان فلسطين الشرعيين دون تفرقة على أساس ديني أو عرقي أو مذهبي والعمل على تحقيق استقلال فلسطين .
ومنذ ذلك التاريخ عقد العرب ومنذ إنشاء الجامعة العربية في العام 1945 ما يقرب من 36 قمة مابين عادية ودورية واستثنائية.
وقد تأسست الجامعة العربية في القاهرة عام 1945، وضمت عند إنشائها كل من مصر والعراق ولبنان والسعودية وسوريا وشرق الأردن واليمن، ثم توالى بعد ذلك انضمام الدول العربية إلى أن وصل عدد الدول الأعضاء حاليا إلى 22 دولة .
وفي أعقاب توقيع مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل علقت عضويتها بالجامعة العربية خلال العام 1979 وتم نقل مقر الجامعة من القاهرة إلى تونس، إلا إن الدول العربية أعادت عضوية مصر في الجامعة عام 1989، وأعيد مقر الجامعة إلى القاهرة مرة أخرى بقرار من القادة العرب.
واللافت في هذا الاطار ان مبادرة السلام بين مصر واسرائيل التي كانت سببا في قطع معظم الدول العربية لعلاقتهم الدبلوماسية مع مصر أعيد طرحها واقرارها من جانب الجامعة العربية خلال قمة بيروت التي عقدت في العام 2002 .
وعقد المؤتمر الثاني في العاصمة اللبنانية بيروت ودعا اليها الرئيس اللبناني كميل شمعون في شهر نوفمبر من العام 1956 لبحث موضوع العدوان الثلاثي على مصر من جانب بريطانيا وفرنسا وإسرائيل وبحثت الوضع في الجزائر، وانتهت القمة بصدور بيان ختامي عبر عن دعم مصر في مواجهة العدوان الثلاثي، وعن دعم نضال الشعب الجزائري ضد الاحتلال الفرنسي.
وجاء انعقاد القمة العربية التي دعا اليها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالقاهرة في شهر يناير من العام 1964 لبحث موضوع تحويل اسرائيل لنهر الأردن، ويعد هذا المؤتمر هو الأول الذي بدأ معه بعد ذلك توالي القمم العربية بشكل شبه دوري.
وعقد في شهر سبتمبر من العام نفسه 1964 بالإسكندرية مؤتمر قمة دعا اليه أيضا الرئيس عبد الناصر لبحث موضوع إنشاء منظمة التحرير الفلسطينية واعتمدتها كممثل شرعي للشعب الفلسطيني في تحمل مسؤولية العمل لقضية فلسطين.
وفي شهر سبتمبر من العام 1965 عقد بمدينة الدار البيضاء مؤتمر قمة دعا اليه العاهل المغربي الملك الحسن الثاني حيث وافق القادة العرب على طلب منظمة التحرير الفلسطينية إنشاء مجلس وطني فلسطيني ووقعوا ميثاق التضامن العربي.
وفي أعقاب الاعتداء الاسرائيلي على مصر والدول العربية في شهر يونيو من العام 1967 عقدت قمة الخرطوم في شهر أغسطس- سبتمبر من العام 1967 والتي عرفت باسم قمة ''اللاءات الثلاث'' حيث تبنت شعارات ''لا صلح - لاتفاوض - لا اعتراف بإسرائيل''.
قمة الرباط
وعقدت قمة الرباط في شهر ديسمبر من العام 1969 وهي قمة لم تكتمل ولم تصدر بيانا ختاميا وكان هدفها وضع استراتيجية موحدة لمواجهة إسرائيل.
ودعا الرئيس الراحل جمال عبد الناصر خلال شهر سبتمبر من العام 1970 إلى عقد قمة استثنائية بالقاهرة بعد المواجهات التي وقعت في الأردن بين القوات الأردنية والجماعات الفلسطينية والتي تمخض عنها ماسمي بـ''أيلول الأسود'' وتم خلال هذا الاجتماع الاتفاق على تشكيل لجنة رباعية لحل الخلاف وأفضت إلى مصالحة بين العاهل الأردني الملك حسين والزعيم الفلسطيني ياسر عرفات.
وفي أعقاب مغادرة أمير الكويت الشيخ صباح السالم الصباح للقاهرة بعد انتهاء القمة ووداع الرئيس عبد الناصر له تدهورت حالته الصحية وتوفي في اليوم التالي.
وعقدت في الجزائر بناء على طلب مصر وسوريا خلال شهر نوفمبر من العام 1973 قمة عربية شددت على ضرورة التحرير الكامل لكل الأراضي التي احتلتها إسرائيل في 1967 ، وقررت الاستمرار في استخدام النفط سلاحا في المعركة؟
وفي شهر أكتوبر من العام 1974 عقد في الرباط بالمغرب قمة اعتمد القادة العرب خلالها منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني.
وفي الرياض عقدت خلال شهر أكتوبر من العام 1976 قمة سداسية لبحث موضوع الحرب الأهلية في لبنان. دعت إلى وقف لإطلاق النار وتطبيق اتفاق القاهرة وقررت تعزيز قوات الأمن العربية لتصبح قوة ردع قوامها ثلاثون ألف جندي .
وخلال شهر أكتوبر من العام 1976 عقد بالقاهرة قمة عربية صادقت على قرارات قمة الرياض وقررت اعادة اعمار لبنان الى جانب انشاء صندوق لتمويل قوات الأمن العربية المتواجدة في لبنان.
ودعا العراق الى قمة بغداد التي عقدت في شهر نوفمبر من العام 1978 وناقشت هذه القمة اتفاقية السلام بين مصر واسرائيل وقررت رفض اتفاقية كامب ديفيد التي اعتبرت انها تمس الحقوق الفلسطينية والعربية وجددت تمسكها بقرارات مقاطعة اسرائيل وقررت نقل مقر الجامعة العربية من القاهرة إلى تونس.
وفي تونس عقدت قمة في نوفمبر من العام ١٩٧٩ قررت دعم المقاومة الفلسطينية وتطبيق أحكام المقاطعة على إسرائيل .
وفي شهر نوفمبر من العام 1980 عقد في العاصمة الأردنية عمان قمة عربية قاطعتها سوريا والجزائر ومنظمة التحرير الفلسطينية ولبنان قررت مساندة العراق في حربه ضد إيران.
وعقدت في مدينة فاس المغربية خلال شهر نوفمبر من العام 1981 أقرت مشروع سلام عربي مع اسرائيل تقدم بها ولي العهد السعودي الأمير فهد بن عبد العزيز.
وعقد مؤتمر فاس 2 خلال الفترة من 6-9 سبتمبر عام 1982 وخلص إلى الإدانة الشديدة للعدوان الاسرائيلي على الشعبين اللبناني والفلسطيني .
وفي شهر أغسطس من العام 1985 عقدت بالدار البيضاء قمة استثنائية أصدرت بيانا ختاميا حول القضايا من الحرب الأهلية في لبنان إلى الحرب العراقية الإيرانية وضرورة تنقية الأجواء العربية.
دانت الإرهاب بكل أشكاله وفي مقدمته الإرهاب الإسرائيلي.
وعقدت قمة استثنائية خلال شهر نوفمبر من العام 1987 في العاصمة الأردنية عمان لبحث الحرب بين العراق وإيران وقررت التضامن الكامل مع العراق والوقوف معه في دفاعه المشروع عن أراضيه وإدانة استمرار احتلال إيران للأراضي العراقية وادانة أعمال الغب التي قام بها الايرانيون في مكة أثناء أدائهم مناسك الحج.
الانتفاضة الفلسطينية
واجتمع القادة العرب في الجزائر خلال شهر يونيو من العام 1988 قمة استثنائية أكدت دعم الانتفاضة الفلسطينية التي اندلعت في شهر ديسمبر من العام 1987 وطالبت بعقد مؤتمر دولي حول الشرق الأوسط بمشاركة منظمة التحرير الفلسطينية.
وفي شهر مايو من العام 1989 عقد في الدار البيضاء قمة استثنائية شهدت عودة مصر إلى الجامعة العربية. عبرت عن دعمها للدولة الفلسطينية التي أعلنها ياسر عرفات في ختام المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في 1988 والعمل على توسيع الاعتراف بها.
وعقدت قمة استثنائية خلال شهر مايو من العام 1990 قمة بغداد الاستثنائية التي أدانت تكثيف الهجرة اليهودية إلى إسرائيل وعبرت عن تضامنها مع العراق في وجه التهديدات والحملات الإعلامية الموجهة ضده.
وبسبب الغزو العراقي للكويت خلال شهر أغسطس من العام 1990 دعت القاهرة الى قمة استثنائية بعد أسبوع من الغزو العراقي للكويت حيث أدانت هذه القمة العدوان العراقي على الكويت وطالبت بانسحاب القوات العراقية وأكدت عدم الاعتراف بضم العراق للكويت.
وفي شهر يونيو من العام 1996 عقدت بالقاهرة قمة استثنائية بعد وصول اليمين الاسرائيلي بقيادة بنيامين نتانياهو إلى السلطة وناقشت مصير عملية السلام.
وخلال شهر اكتوبر من العام 2000 عقدت قمة استثنائية أخرى بالقاهرة خصصت للمسجد الأقصى بعد شهر واحد من اندلاع الانتفاضة الثانية (انتفاضة الأقصى) حيث قررت انشاء صندوق لدعم الانتفاضة الفلسطينية حمل اسم ( صندوق انتفاضة القدس) ، واستحداث صندوق أخر لحماية المسجد الأقصى (صندوق الأقصى).
وفي العاصمة الأردنية عمان عقدت خلال شهر مارس من العام 2001 قمة عادية اعتبرت الأولى منذ عشر سنوات والثالثة عشرة منذ انطلاق القمم العربية بشكل دوري منذ العام 1964، وقررت هذه القمة العمل على تفعيل المقاطعة العربية لإسرائيل والحد من التغلغل الإسرائيلي في العالم العربي.
مبادرة السلام
وشهدت قمة بيروت التي عقدت بالعاصمة اللبنانية في شهر مارس من العام 2002 مناقشة واقرار مبادرة السلام العربية الاسرائيلية على أساس الأرض مقابل السلام ، وهي المبادرة التي قدمها الى القمة ولي عهد المملكة العربية السعودية في ذلك الحين الأمير عبد الله بن العزيز، وتضمنت اقرار العرب للسلام مع اسرائيل وتطبيع العلاقات معها مقابل ان تنسحب الأخيرة انسحابا كاملا من الأراضي العربية التي احتلتها في العام 1967.
وخلال قمة شرم الشيخ التي عقدت في شهر مارس من العام 2003 تم بحث موضوع التهديدات بالاعتداء على العراق، وقررت القمة رفض ضرب العراق بشكل مطلق ، وأكدت على ضرورة العمل على حل الأزمة العراقية بالطرق السلمية وتجنب الحرب واستكمال تنفيد العراق لقرارات الأمم المتحدة.
وفي قمة تونس التي عقدت في شهر مارس من العام 2004 وافق القادة العرب ضرورة اجراء اصلاحات بمنظومة العمل العربي المشترك إلى جانب اقرار خارطة الطريق التي وضعتها اللجنة الرباعية حول حل مشكلة الشرق الأوسط والعمل على تفعيل المبادرة العربية للسلام مع اسرائيل على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، وأدانت هذه القمة اقامة اسرائيل للجدار العازل وأكدت على رفض الاستيطان الاسرائيلي.
واستضافت الجزائر القمة العربية التي عقدت في شهر مارس من العام 2005 ، وتم خلالها اصدار اعلان الجزائر الذي نص ضرورة تفعيل مبادرة السلام العربية مع اسرائيل على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام.
وعقدت في العاصمة السودانية الخرطوم في شهر مارس من العام 2006 قمة عربية شهدت وصول وفدين لبنانيين الأول برئاسة الرئيس اللبناني السابق اميل لحود والثاني برئاسة رئيس الحكومة فؤاد السنيورة في سابقة لم تحدث من قبل بسبب الانقسام اللبناني في ذلك التاريخ على خلفية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري وتبادل الاتهامات بين الأطراف اللبنانية حول هذا الاغتيال.
وأصدرت هذه القمة بيانا دعت فيه الى ضرورة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل ورفضت خطة رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود اولمرت برسم الحدود مع الأراضي الفلسطينية من جانب واحد ، كما عبرت هذه القمة عن دعمها للسودان في قضية دارفور وقدمت دعما ماليا لقوات الاتحاد الأفريقي في دارفور.
وفي شهر مارس من العام 2007 استضافت الرياض القمة العربية التي قررت ضرورة احياء وتفعيل مبادرة السلام العربية الاسرائيلية وطالبت اسرائيل بالالتزام بها على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام ، كما أكدت هذه القمة على دعم الحكومة الفلسطينية الموحدة .
وفي دمشق عقد في شهر مارس من العام 2008 قمة عربية دعت الى انتخاب رئيس توافقي للبنان ، وأكدت التمسك بمبادرة السلام العربية مع اسرائيل وأكدت على رفض القادة العرب لتقسيم العراق ودعت الحكومة الى حل الميليشيات وبناء الجيش العراقي .
وخلال شهر مارس من العام 2009 استضافت العاصمة القطرية الدوحة قمة عربية أصدرت إعلان الدوحة الذي شدد على رفض الدول الأعضاء قرار المحكمة الجنائية الدولية بتوقيف الرئيس السوداني عمر البشير.
وأكد هذا المؤتمر ضرورة تحديد إطار زمني محدد لقيام إسرائيل بالوفاء بالتزاماتها تجاه عملية السلام في الشرق الأوسط .
وشهدت القمة اجراء مصالحة بين العاهل السعودي الملك عبد الله والرئيس الليبي السابق معمر القذافي اللذين سادت بينهما خصومة منذ احداث قمة شرم الشيخ عام 2003 التي شهدت تراشقا بالألفاظ بينهما.
واستضافت مدينة سرت الليبية قمة عربية دورية في شهر اكتوبر من العام 2010 دعت الى ضرورة تفعيل العمل العربي المشترك الى جانب أهمية دعم الصومال والسودان.
وفي شهر مارس من العام 2012 استضافت العاصمة العراقية بغداد قمة عربية دعت الى ضرورة اجراء حوار وتوحيد الصفوف بين الحكومة السورية والمعارضة ، وطالبت بضرورة التعامل بشكل ايجابي مع المبعوث الأممي كوفي أنان .
وانتهت قمة الدوحة التي استضافتها العاصمة القطرية خلال العام الماضي 2013 الى مجموعة من القرارات أبرزها ضرورة انشاء محكمة عربية لحقوق الانسان .
ويبقى ان تخرج قرارات قمة الكويت العربية التي تنطلق غدا لتنضم الى مقررات القمم العربية التي سبقتها .
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: