لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

المصريون يبحثون عن الأمل في ''الطابور السادس''

05:29 م الأربعاء 15 يناير 2014

كتب - مصطفى علي:
 
للمرة السادسة يقف المصريون في طوابير للإدلاء بأصواتهم خلال ثلاث سنوات فقط، في محاولة منهم لتقرير مصيرهم عقب ثورة 25 يناير التي اندلعت في أعقاب عملية تزوير واسعة لإرادة المصريين في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة في عهد مبارك في 2010، والتي كانت حسبما يقول سياسيون أنها كانت إحدى شرارات الثورة التي قامت بعد عدة أسابيع من حصول الحزب الوطني الحاكم - حينها - على أغلب مقاعد البرلمان.
 
في أجواء مشحونة على المستويين الأمني والسياسي تجري هذه العملية بين عمليات أمنية مكثفة لملاحقة قيادات وأنصار جماعة الإخوان المسلمين التي تدعو إلى مقاطعة الاستفتاء، وتضييق على رافضي النص الجديد للدستور حسبما يقول معارضون، وعملية تعبئة عامة تقودها المؤسسات الإعلامية على حد وصف مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان في تقرير اصدره قبيل بدء عملية الاستفتاء رصد فيه الأداء الإعلامي لـ20 وسيلة إعلامية أثناء تغطية قضية الاستفتاء على الدستور، وذلك خلال الفترة من 5 ديسمبر وحتى 8 يناير الجاري.
 
الأمر الذي قد يراه البعض داعيا لعزوف الناخبين عن الوقوف في طابور الاستفتاء باعتبار أن النتيجة محسومة سلفا، خصوصا لمعارضي النص المعدل للدستور المعطل في 3 يوليو الماضي.
 
في هذا التقرير استطلع مصراوي على مدار يومي الاستفتاء بعض آراء من نزلوا للتصويت حول دوافعهم للنزول للمرة السادسة ووسط هذه الأجواء. 
 
''مصلحة البلد في نعم'' 
 
أمام لجنة مدرسة البهية الإعدادية بالسيدة زينب اخرج مصطفى علي - موظف بوزارة الموارد المائية والري - منديلا ليمسح ما علق في يده من حبر فسفوري باديا على وجهه التعب أثر انتظاره لفتح اللجنة أبوابها ساعة كاملة ثم نصف ساعة إضافية حتى حان دوره في التصويت.
 
حضر علي الاستفتاءات والانتخابات الخمسة الماضية كلها وقال أنه وقف في الصف مرات أطول من اليوم ولا يمانع أن يقف مرتين إضافيتين - بحكم الدستور الجديد الذي يمهد لانتخابات برلمانية ورئاسية بعده - طالما أن هناك مصلحة للبلد.
 
''مصلحة البلد في نعم للدستور.. والكمال لله وحده، لو حابين نغير حاجة في الدستور هنغيرها بعد كده'' هكذا يرى ''علي'' الذي يعتبر أن أغلب من نزلوا اليوم هم من مؤيدي الدستور لأن المصريين يعرفون ''مصلحتهم''، ويرى في هذا النزول ايجابية لا يتمتع بها أنصار جماعة الإخوان المسلمون الذين اقصوا انفسهم عن المشهد بالمقاطعة، على حد تعبيره.

''نعم يعني لا للإخوان'' 
 
برغم أن القوى الداعية لمقاطعة الاستفتاء هي القوى الحليفة للجماعة التي أزيحت عن رأس المشهد السياسي منتصف العام الماضي، إلا أن هناك من الأفراد من يقتنعون بأن المقاطعة هي الأولى في هذه المرحلة كصديق رامي جمعة - موظف بشركة سياحة - الذي رفض أن يصحبه إلى لجنة الاستفتاء للإدلاء بصوته.
 
يقول رامي أنه لا يفهم صديقه الذي لا ينتمي للجماعة لكنه يتكلم مثلهم ويرفض الادلاء بصوته دون أن يقرأ التعديلات لأنها جاءت على جثث ودماء مصريين –كما يقول-.
 
بينما قرر رامي الذي لم يقرأ التعديلات ايضا أن يدلي بصوته لكي يقول نعم للدستور ولا للإخوان المسلمين، تأكيدا على موقفه الذي اتخذه في 30 يونيو.

''نعم للسيسي''

تتنوع دوافع من نزلوا للتصويت في يومي الاستفتاء حسبما ظهر في هتافات ودعوات المواطنين بالطوابير أو أمام اللجان عقب تصويتهم، إذ يرى بعضهم أنهم قد نزل لعزل جماعة الإخوان المسلمين كرامي جمعة، أو التأكيد على شرعية 30 يونيو، وبعضهم يرى أن الاستفتاء على شخصية الفريق أول عبد الفتاح السيسي الاسم المطروح بقوة للترشح لرئاسة الجمهورية.
 
بين لجنتين انتخابيتين هما مدرسة محمد علي ومدرسة السيدة زينب التجارية يقف كلا من علي - كهربائي سيارات - وعادل - تاجر قطع غيار سيارات - يدعوان معارفهم للتصويت بنعم للسيسي في الاستفتاء، يقول عادل أن السيسي بطل وخلص مصر من ''شر الاخوان'' ولهذا يجب أن يقول الناس نعم لكي يمر الدستور ثم يتمكن الجميع من انتخاب السيسي للرئاسة.
 
ليرفض صديقه أن يكون هذا هو السبب الوحيد للتصويت بنعم، لأن هذا الدستور يمثل كل المصريين فلأول مرة يرى حقوقا للمعاقين في الدستور، معتبرا أن هذا انجازا غير مسبوق إذ كان المعاقون مهضومو الحق في البلد.
 
وقال إن الجميع كان ممثلا في لجنة الخمسين التي وضعت النص الجديد للدستور دون إقصاء لاحد إلا جماعة الاخوان المسلمين الذين يخربون البلد –بحسب قوله-. 
 
هل قرأت الدستور؟ 
 
تعتاد قوى سياسية وبعض وسائل الإعلام الترويج للتصويت لصالح نعم أو لا في الاستفتاءات مستخدمة شعارات قد لا تتعلق بنصوص التعديلات أو الدستور نفسه، الأمر الذي أنتقده تقرير لمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان معتبرا أن هناك توظيف من الإعلام لكراهية المواطنين لتنظيم الإخوان والأعمال الإرهابية من أجل دعم الدستور باعتباره الحل الوحيد لوقف تلك الأعمال.
 
إلا أن محمد عباس - صاحب كافيتريا - لم يكتفي بالأسباب التي تسوقها بعض وسائل الإعلام والشخصيات العامة للنزول والتصويت بنعم، وقرر قراءة الدستور بنفسه وقد اثار اعجابه ديباجة الدستور التي اشعرته بالفخر بأنه ينتمي لهذه البلد، ورأى في نصوص الدستور أنه سيكون فوق الجميع بما فيهم رئيس الجمهورية الذي لم يحصل على صلاحيات مطلقة - كما يري.

 

دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ...اضغط  هنا

 

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان