لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

محطة مترو حلوان: فوضى وضوضاء وأمن منعدم

01:55 م السبت 07 سبتمبر 2013

كتبت- هبة محسن وعلياء أبو شهبة:

مر بها الوقت بطيئا كالعادة ما بين زحام كادت أنفاسها فيه أن تختنق حتي وصلت إلى محطة مترو حلوان و هنا بدأت معاناة أخرى أشد وطأة لتخرج من المحطة و تزداد المشقة أكثر لتجاوز الشارع الموجودة به المحطة، فما بين أصوات الباعة المرتفعة بالنداء على بضائعهم و بالسباب في حين آخر، وبين النغمات الصاخبة لدرجة تكاد تصم أذنيها و التي تتنافس مكبرات الصوت في السوق العشوائي الذي احتل باب المحطة.

المشهد الذي تعيشه نادية عبدالجواد، يوميا أثناء ذهابها و عودتها من عملها، والذي لا يقتصر فقط على ما سبق، فبينما كانت تحاول الحفاظ على ملابسها من الاتساخ نتيجة المياه المتناثرة بعد عبور التوك توك مسرعا في مساحة ضيقة، قالت لـ''مصراوي'' المنطقة عبارة عن ''مزبلة''، وكل ما فيها يكسوه القبح حيث الزحام والمضايقات التي يتعرض لها المارة.

شكاوى بلا مجيب

''لا حياة لمن تنادي''، عبارة ذكرتها غاضبة و هي تتحدث عن الشكاوى التي قدمها الأهالي لرئيس حي حلوان للمطالبة بإزالة السوق. وأضاف :''لن يكون هناك أي إصلاح للوضع أو استجابة من أي مسؤول لأننا مواطنين وكتب علينا العذاب''.

وأضافت لم يعد هناك حسم لأي أمر، ولا تنفيذ للقانون، وتساءلت لماذا لا تطبق حالة الطوارئ، ويتم إزالة هذا السوق الذي يتضرر منه جميع المواطنين، وأيضا إصدار قرار بمنع المظاهرات التي تربك جميع الأوضاع في البلاد، وطالبت المسؤولين بتنظيم حملة لتنظيف جميع شوارع حلوان وليس فقط شارع محطة المترو.

بمجرد الوصول لمحطة مترو حلوان يستقبلك زحام شديد، بسبب السوق الذي امتلأت جوانبه بباعة كل السلع من الإبرة للصاروخ كما يقولون، ما بين الملابس و الأدوات المدرسية و الأدوات الكهربائية البسيطة، مرورا بالخضار والفاكهة، وحتى السمك واللحوم، وذلك في شوادر خشبية يكسوها القماش المهترئ بفعل الشمس و الحرارة.

أخطر ما في هذا السوق العشوائي، هو وجود باعة الولاعات الذين يقومون بإعادة تعبئة الولاعات الفارغة، علاوة على عربات الطعام التي تحيط بها أنابيب البوتاجاز المستخدمة في طهي الطعام.

أما الأرض الوعرة المليئة بالحفر، فلا تكاد تراها بسبب مرور تزاحم عربات التوك توك و التاكسي فيها، إضافة إلى السيارات الملاكي وسط عبور المشاة، و حركة الشراء في السوق.

السوق يتحدى الإزالة

سوق محطة حلوان تم إزالته قبل ثورة 25 يناير و عاد الباعة بعد الثورة، وتجددت شكاوى الأهالي من السوق، و منذ عام أعلن محافظ القاهرة الدكتور أسامة كمال، عن إصداره أمر بنقل الباعة الجائلين إلى موقف توشكى الذى يبعد 500 متر عن محطة مترو حلوان، إضافة إلى تجهيزه وإنشاء وحدات لتسكين الباعة بها.

في شهر يناير الماضي اقترح مصطفى مراد، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية، إلغاء محطة حلوان من أجل حل المشكلة، ونقل الباعة الجائلين ومواقف سيارات الميكروباص إلى محطة عين حلوان؛ لتكون هي المحطة الأخيرة بالخط الأول.

تحت مظلة لا تكاد تكفيه شر حرارة الشمس، وقف حاملا معه شماعات لملابس نسائية، يجتهد في عرضها و هو مستندا إلى ''فرشة'' لم يأتي صاحبها، وقال ل''مصراوي'' إنه يعمل في السوق منذ أشهر قليلة، بعد أن ترك عمله في إحدى المقاهي، لأنه كان مجهدا له، ولا يكاد يكفي متطلبات أسرته الصغيرة.

أضاف البائع قائلا: ''لكن حالي ليس على ما يرام بسبب قلة حركة البيع والشراء''، مضيفاً أنه لم يفرش بضاعته البسيطة في السوق للابتعاد عن التشاجر مع الباعة في السوق، وأشار إلى أن بعضهم من البلطجية، والذين لن يسمحوا له بفرش بضاعته في السوق، لذلك لا يجد بديلا عن الوقوف بها طوال النهار.

كسب الرزق يوحدهم

ما بين باعة علقوا صورة الفريق عبدالفتاح السيسي، وآخرون وضعوا رمز رابعة ذو اللون الأصفر، سأل ''مصراوي'' باعة الصور عن هذا الأمر، فرد ''محمد حنفي'' قائلا: لكل واحد رأيه ونحن هنا في السوق كل بائع يضع الصورة التي يريدها بدون أي مضايقات من أي أحد''.

وأشار إلى أن صورة الفريق السيسي هي الأكثر طلبا في الفترة الحالية، و أنه إذا استطاع العثور على مورد صور رابعة سوف يبيعها هي الأخرى، لأنه لا يهمه سوى ''أكل العيش''.

قاطعه زميله هشام الذى أوضح أن السوق له نظام ثابت، فهم يفرشون بضائعهم منذ الساعة 8 صباحا وحتى 11 مساءا، مشددا على أنه لا يمكن لأحد التعدي على ''فرشتهم لأنها بموته لأن الرزق لا يوجد فيه مزاح وهذه هي لغة السوق''.

كما أوضح أن هناك نظام للباعة الجدد، ويكون النظام كما هو متعارف عليه ،حصول بلطجية السوق على ''إتاوة'' منهم لكي يسمحوا لهم بالفرش والبيع في السوق ولكن احيانا يقتسم الباعة القدامى الفرشة مع الباعة الجدد مقابل نسبة من الربح.

بائع الفاكهة الذى علق صورة ''رابعة''، أكد على أنه لم يتعرض لأي مضايقة بسبب الشعار، مضيفا أنه يضع شاشة كمبيوتر في المساء ليعرض صور من أحداث فض اعتصام رابعة العدوية.

أما عن حال السوق فقال إنه أصبح سيئا بسبب البلطجية، مضيفا أن الشرطة تعمدت تركه على هذا الحال لزيادة غضب الشعب تجاه الرئيس السابق محمد مرسي.

وأكد بائع الفاكهة أنه استدعي الشرطة لتطهير السوق من العناصر البلطجية ولكنهم لم يفعلوا شيئا وتعمدوا تركه حتى يصل إلي هذا الوضع لتبرير ما يقومون بفعله.

وسط أكوام من الموز و التماثيل البلاستيكية المستخدمة في عرض الملابس، تتواجد صينية لم يرحمها المشهد الفوضوي من ويلاته، لكن العاملين بها أكدوا ل''مصراوي'' على أنهم اعتادوا على الأمر، ولم يعد مزعجا لهم.

باعة السوق هم أهم زبائن للصيدلية، التي تبيع الدواء على هيئة أقراص، وذكرت الطبيبة التي تعمل في الصيدلية، أن هذا الأمر بسبب طبيعة المنطقة، التي لا تسمح للزبون بشراء علبة دواء كاملة أو حتى شريط، موضحة أن غالبية الدواء الذي يلقى الاقبال هو أدوية الصداع والقيئ وآلام المعدة.

الأمن الغائب والغش

فتاتان لا تتجاوز أعمارهما العشرون عاما، قالت إحداهما إن وضع السوق سيء جداً، والجميع يعانون، بسبب صعوبة التحرك في المنطقة، مضيفة أنهم في أغلب الأوقات يصطحبون أخاهم الاكبر معهم لكي يستطيعوا العبور من هذه المنطقة بدون التعرض لأي مضايقات من البائعين.

بينما عبرت السيدة الثلاثينية عن تضررها من غش الباعة في السوق، علاوة على سوء معاملتهم، هذا بالإضافة إلى البيع بسعر مخالف للرقم الموضوع على بضاعتهم، و قالت إنها تضطر للشراء منهم لأنه في نفس طريقها بدلا من تكبد عناء الذهاب إلى سوق آخر يبعد عن منزلها.

ناظر محطة مترو أنفاق حلوان، قال لمصراوي إن جميع العاملين في المحطة متضررين من وجود هذا السوق، مشيرا إلى أن الأمن حتى الآن غير قادر على ضبط الأمن.

وأشار إلى أن سائقي القطارات قاموا منذ فترة بعمل إضراب، وأغلقوا فيه المحطة اعتراضا على هذا السوق بعدما تعدي أحد الباعة فيه على أحد السائقين، وصدر حكم قضائي ضد أحد الباعة الذى مازال موجود في السوق بالسجن لمدة 3 سنوات.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان