إعلان

من "بيشاور" إلى القرن الأفريقي .. "فوضى العنف" تضرب العالم الاسلامي

05:20 م الإثنين 23 سبتمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


القاهرة – (الأناضول):

تفجير كنيسة في باكستان .. هجوم ارهابي على عناصر بالجيش اليمني.. قتال دائر في دمشق بين عناصر من الجيش السوري الحر وجماعات جهادية تنتمي فكريا للقاعدة .. تفجيرات تستهدف عناصر من الجيش المصري في سيناء.. هجوم دامي لحركة "الشباب المجاهدين" الصومالية على مركز تجاري في نيروبي.. هذه بعض من الأحداث التي شهدها العالم الإسلامي – مؤخرا - ، والتي تشير إلى أن ما يعرف بـ " الجماعات الجهادية المسلحة " تسير باتجاه إغراق العالم الاسلامي في " فوضى " رأى المحلل السياسي السوري نبيل شبيب أن هناك محرك واحد لها ، فيما قال المفكر السياسي فهمي هويدي انه من الصعب وضع هذه الأحداث في سلة واحدة.

 

ففي باكستان، التي يدين أكثر من 95% من سكانه بالإسلام، ويمثل المسيحيون 3% من التعداد السكاني، استهدف تفجيران بالأمس كنيسة في بيشاور، كبرى مدن شمال غرب البلاد، أسفر عن 81 قتيلا، وفق أحدث التقارير الصادرة عن المستشفى التي نقل لها ضحايا الحادث.

 

وتبنت "حركة طالبان" الباكستانية التفجيرين، قائلة إنها "شكلت فصيلاً جديداً لقتل الأجانب" رداً على هجمات الطائرات الأميركية من دون طيار، ضد متمردي "القاعدة" و"طالبان" في المناطق القبلية الباكستانية الواقعة قرب الحدود الأفغانية.

 

وقال المتحدث باسم المجموعة، التي تبنت في حزيران/يونيو الماضي مقتل 10 من متسلقي جبال أجانب في باكستان، أحمد مروات، في تصريحات صحفية ، "لقد نفذنا الهجومين الانتحاريين على الكنيسة في بيشاور، وسنواصل ضرب الأجانب وغير المسلمين، حتى يتم وقف هجمات الطائرات من دون طيار التي تشنها أمريكا ".

 

وتشن أمريكا هجمات بطائرات دون طيار في شمال باكستان منذ عام 2004، خلفت أكثر من 3500 قتيل معظمهم من المتمردين، بالإضافة إلى عدد كبير من المدنيين، وفق منظمات أجنبية عدة تتابع هذا الملف.

 

وقبل الهجوم الذي استهدف الكنيسة في "بيشاور" بباكستان بيوم واحد، كانت اليمن على موعد مع ثلاث هجمات متزامنة ، في محافظة " شبوة " جنوب اليمن.

 

وأسفرت الهجمات التي شنها تنظيم "القاعدة "، وتوصف بأنها "الأعنف" منذ تحرير الجيش اليمني محافظة أبين الجنوبية من سيطرة هذا التنظيم، عن مقتل 52 جندياً ، كما أصيب في الهجمات 25 جندياً على الأقل، خمسة منهم نقلوا إلى المستشفى في حال حرجة.

 

ومن اليمن إلى سوريا، زادت الجماعات المرتبطة بالقاعدة من تعقيد المشهد هناك، وأصبحت بعض التقارير الإعلامية الواردة من سوريا لا تتحدث عن صراع بين الجيش السوري الحر والجيش النظامي، لكنها تتحدث عن قتال من نوع آخر بين الجيش السوري الحر و تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" المرتبط بالقاعدة.

 

ودار أمس في قرية (حزانو) بمحافظة إدلب "شمال سوريا" قتال بين عناصر من التنظيم ومقاتلي الجيش الحر إثر محاولتهم اقتحام القرية، كما دار قبلها قتال في مدينة " أعزاز " القريبة من الحدود التركية.

 

وفي منطقة القرن الإفريقي، لا تزال حركة الشباب الصومالية تنفذ هجماتها من حين لآخر، لكنها اختارت – مؤخرا - أن تخرج خارج الحدود الصومالية وتوجه ضربة عقابية لدولة كينيا بسبب مشاركة جنودها في قوات حفظ السلام في الصومال، حيث استهدفت أحد المراكز التجارية هناك، وكانت حصيلة الهجوم نحو 60 قتيلاً ورهائن.

 

والمشهد في مصر وتونس، الدولتان التي هبت منهما رياح الربيع العربي، ليس ببعيد عن هذا السياق، فإلى جانب صراع سياسي ملتهب في مصر، يوجد صراع في سيناء بين الجيش المصري، وما يصفهم المتحدث العسكري للجيش المصري في تصريحاته دائما بـ " العناصر التكفيرية".

 

ويخلف هذا الصراع من حين لآخر قتلى ومصابين بين صفوف الجيش المصري، ويخشى مصريون من امتداد نطاق هذا الصراع ليشمل عدة مناطق بمصر، وزاد من هذا التخوف حادثة محاولة اغتيال وزير الداخلية المصري في 5 سبتمبر الجاري أمام منزلة بحي مدينة نصر بالقاهرة، والتي تبنتها جماعة تسمي نفسها بـ "أنصار بيت المقدس".

 

وتتشابه الحالة التونسية - وإن كانت بدرجة أقل - مع الحالة المصرية، فالصراع السياسي دائر بين أصحاب التوجهات المختلفة من جانب، ومن جانب آخر هناك صراع بين الدولة والعناصر التكفيرية التي تتخذ من جبل الشعانبي بولاية القصرين على الحدود التونسية الجزائرية غرب البلاد، مقرا لها.

 

ودخل الجيش التونسي معركة أوسع ضد هذه العناصر في أغسطس الماضي، عقب مقتل 8 جنود على أيدي مسلحين في شهر يوليو، وهي الحادثة التي وصفت بأنها واحدة من أكثر الهجمات دموية في تونس خلال العقود القليلة الماضية.

 

وفي إطار هذا العنف الذي يضرب ربوع العالم الاسلامي، يطل العنف في ليبيا بوجه مختلف عبر جماعات مسلحة لا تعلن عن نفسها وتصفها الدولة بـ " المجهولة "، وتهدد هذه الجماعات كيان وهيبة الدولة، وهو ما بدا واضحا في إقدام إحداها في أوائل الشهر الجاري على إغلاق مدرج مطار طرابلس الدولي ومنع الطائرات من المغادرة.

 

ورغم تواتر هذه الأحداث بشكل يبعث على الشك، إلا أن المفكر الاسلامي المصري فهمي هويدي يستبعد سيناريو الربط بينها.

 

وفي تصريحات خاصة لمراسل وكالة الأناضول، قال هويدي: " لا أميل إلى وضع كل هذه الأحداث في سلة واحدة، لأن الدوافع في كل حالة تبدو مختلفة ".

 

واستطرد هويدي شارحا دوافع حوادث العنف في بعض الحالات، وأضاف: " في الحالة اليمنية هو جزء من صراع بين الشمال والجنوب، وهو صراع ليس وليد اللحظة.. وفي كينيا لا يبدو لي السبب الذي أوردته حركة الشباب الصومالية مقنعا، من أنها توجه ضربة عقابية لكينيا، ولكن عندما نعرف أن المركز التجاري الذي استهدفته الحركة يملكه إسرائيليون، فهنا يمكن تفسير الحادث في سياق المشاعر العدائية تجاه هذه الدولة".

 

ويبدو السياق في سيناء بمصر مختلفا، إذ تثير أحداث العنف هناك عدة أسئلة، كما أوضح هويدي.

 

وقال: "من بين هذه الأسئلة ما هو طبيعة الدور الإسرائيلي في المنطقة، والذي لم يتطرق إليه أحد، رغم أن اسرائيل مكثت في سيناء 15 عاما (من 1967 - إلى 1982)، ولا نعرف تحديدا ما الذي زرعته هناك .. كما نريد – أيضا – أن نعرف ما هي الأحداث التي كان سببها صراعا سياسيا، وتلك التي سببها "الثأر" من رجال الأمن؟ .. كما نريد – أيضا – معرفة ما هو المفتعل والحقيقي من هذه الأحداث؟".

 

ولا يملك هويدي إجابة على هذه الأسئلة، لكنه شدد على ضرورة البحث عن إجابة عليها، لأن حادث مثل قتل 25 من جنود الأمن المركزي في رفح بسيناء الشهر الماضي، لا يبدو منطقيا ونحتاج لمعرفة الدوافع الحقيقية التي دفعت مرتكبه إلى الإقدام عليه.

 

نفس الأمر ينطبق على الحالة الباكستانية، فلم يستطع هويدي استيعاب المبررات التي سيقت في بيان حركة طالبان بشأن الهجوم، وقال: " هم يريدون معاقبة أمريكا، كما يقولون، فما ذنب الكنيسة والمسيحيون؟". .

 

وسواء كانت الدوافع معروفة كما في الحالة اليمنية والصومالية، أو تبدو مشوهة كما في الحالة الباكستانية، وغامضة كما في الحالة المصرية، فإن هويدي خرج بنتيجة مفادها أن "هذه الأحداث تضرب استقرار العالم الاسلامي، وترسل لنا بثلاث رسائل، أولها أنه في غيبة الحوار يتم التحاور بالسلاح، وأنه لا يوجد " كاتالوج" موحد للتعامل مع العنف، لأن دوافعه تختلف من منطقة لأخرى، وثالثا أن الحرب على الإرهاب "وهمية " فهي ليس لها بداية ونهاية، بدليل أنها بدأت منذ ما يزيد عن عشر سنوات (عقب هجمات سبتمبر 2001 ضد الولايات المتحدة) ولم تنته حتى الآن".

 

وعلى عكس الرأي السابق، يميل نبيل شبيب، الكاتب والمحلل السوري، إلى أن تواتر هذه الأحداث يشير إلى وجود جهة خارجية تحركها، لأن أغلب "الجماعات المسلحة"، هي في الواقع "جماعات مخترقة"، يمكن التأثير عليها من أطراف خارجية عبر أطراف تعمل داخلها.

 

وقال شبيب أن أعمال العنف التي تنفذها هذه الجماعات تخدم في الواقع سيناريو " الفوضى الخلاقة " الذي تحدثت عنه وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، كونداليزا رايس، في 2005 خلال حوارها مع صحيفة " واشنطن بوست"، لكنها ليست "خلاقة"، انما هي "هدامة"، كما يصفها المحلل السياسي السوري.

 

ومن قبيل النقد الذاتي، يرى المحلل السياسي السوري أن أخطاء الداخل هي التي سمحت بأن يترك المجال لهذه الجماعات قد تعبث باستقرار العالم الاسلامي.

 

واستشهد شبيب بالحالة المصرية والسورية، مشيرا في هذا الإطار إلى أن الخلافات بين القوى السياسية في مصر أدت إلى حالة من عدم الاستقرار تجد معها الجماعات المسلحة فرصة للعمل، وفي الحالة السورية منح التأخر في دعم المعارضة السورية بالسلاح الفرصة لهذه الجماعات كي تسافر إلى سوريا وتنفذ عملياتها هناك.


متابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة واغتنم الفرصة واكسب 10000 جنيه أسبوعيا، للاشتراك اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان