إعلان

فيديو وصور- مشاهد من أمام جامع الفتح

04:41 م السبت 17 أغسطس 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - سامي مجدي:

عشرات بل مئات وصلوا عند الظهر لعدة آلاف من شرائح مختلفة من المواطنين أغلبهم من منطقة رمسيس والمناطق حولها، تجمعوا حول جامع الفتح في قلب الميدان الشهير.

وقفوا يتابعون ما يجري من محاولات إخراج عشرات من أنصار الرئيس السابق محمد مرسي يتحصنون داخل الجامع منذ أمس الجمعة.

السخط على الإخوان المسلمين وأنصار مرسي سمة أغلب الواقفين. والبعض حاول التهدئة ومساعدة قوات الأمن من الجيش والشرطة في تأمين خروج إنصار مرسي.

كثير من أهالي المعتصمين جاءوا للبحث عن ذويهم ومحاولة إخراجهم من الجامع. تحدثوا مع قيادات الجيش والشرطة لإدخالهم من أجل إقناع أقاربهم بالخروج. الأمن رفض خوفا من فتك الأهالي بالمعتصمين.

أخرج الأمن اثنين من أنصار مرسي؛ الأولى كانت سيدة منتقبة، وما إن خرجت حتى حاول الأهالي المتجمعين في فناء الجامع الفتك بها فجرى عشرات من قوات الأمن المركزي لحمايتها هي والمعتصم الثاني الذي كان رجل ملتحيا يرتدي جلبابا.

كثرت والإشارات البذيئة للسيدة والرجل، الذين نالا أيضا قسطا وافرا من أقذع الشتائم. البعض طالب بتفتيش السيدة جيدا، إلا أن البعض ممن هم عند الباب أكد تفتيشها جيدا عند خروجها.

أحاط الأمن بالسيدة والرجل ومنعوا الأهالي - أكثرهم من الباعة الجائلين المتواجدين على الدوام في رمسيس - من الوصول لهما. أدخلوهما حمام السيدات في الجهة الشرقية من الجامع ووقف بضعة شباب من منطقة على الباب لحمايتهما.

بعدها بدقائق قليلة أخرجت قوات الجيش سيدتين أخريين، وأحاطوا بهما، إلا أن الأهالي حاولوا الفتك بهما، فما كان من جنود الجيش إلا أن أطلقوا الرصاص بكثافة في الهواء لتفريق الأهالي الغاضبين.

اقتادت القوات السيدتين إلى خارج الجامع وسلموهما لذويهما الذين كانا ينتظران بالخارج بعيدا.

أين الجزيرة؟
حاول كثير من الصحفيين والمصورين الدخول عند أنصار مرسي المتحصنين في الجامع إلا أن الأمن منعهم، فما كان منهم إلا إن انتظروا في الخارج. الأهالي كانوا يوقفون الصحفيين والمصورين ويسألونهم عن هوياتهم وأي جهة يعملون.

دائماً يسألون عن الجزيرة ومراسليها. ارتابوا في زميل مصور من صحيفة الدستور وهجم عليه اثنين من الأهالي وسلموه لضابط فأخرج له بطاقة هويته الصحفية فتركه. كانت هناك سيدة مسنة تقف تهتف للجيش والشرطة وتسب في مراسلة الجزيرة.

في ظهر الجامع كان هناك نافذتان تطلان على المتحصنين داخله، تعلقت وأحد الزملاء المصورين لإلقاء نظرة عليهم. عشرات من أنصار مرسي أغلبهم شباب بالداخل، البعض يقرأ القرآن والبعض نائم والبعض جالس يتحدث مع من بجواره.

بعض الشباب أخذوا يسبون المتحصنين بالجامع والبعض الآخر أخذ يعطيهم أكياس بها أكل وزجاجات مياه عبر النوافذ، وقالوا ''دول مصريين زيهم زيينا''.

تجمع بعض الشباب وطالبوا ضباط الجيش والشرطة إن يساهموا في حماية أنصار مرسي عند خروجهم، إلا أن أحد الضباط (شرطة) قال ''هم مش راضيين يخرجوا''، فرد أحد الواقفين ''خايفين يتقبض عليهم يافندم''.

''سلمية.. سلمية''
كان هناك حالة هياج من المتجمهرين حول المجامع والمتعلقين علو أسواره. هرعت قوات الأمن وشكلت دروعا أمام البوابة خوفا من اقتحام الجامع. بعض الشباب هتفوا بشدة ''سلمية.. سلمية'' في محاولة لتهدئة من هم خارج الجامع.

الجو كان مشحونا بشدة وحالة من ''الغل'' بادية على وجوه كثير من المتجمهرين الذين بدا أغلبهم من الباعة الجائلين. الشيء الذي يجمعهم هو ''كره الإخوان'' وسبهم بأقذع الألفاظ. أحدهم – من الباعة الجائلين - قال ''دول ميتسجنوش دول يموتوا... لو اتسجنوا هياكلوا ويشربوا عادي... إحنا عايزين نخلص منهم''. رد عليه آخر ''يا أخي حرام عليك... دول بني آدميين برضو''.

انفعل الشخص الأول بشدة وكاد يشتبك مع الثاني وقال ''أصلك مشفتش اللي عملوه فينا امبارح''.

تدخلت حينها سيدة كانت قادمة لتوها مع ابنتها وقالت للضابط ''ايوه يابني دول خايفين يتقبض عليهم... ابني جوه عنده 16 سنة.. وهو ما عملش حاجة''. نال التعب من السيدة فجلست على سلم الجامع وأخذ الأهالي يهدئونها ويطمؤونها على ابنها.

قال الضابط للسيدة ''ابنك لو سليم ومعلهش حاجة هيخرج... أما لو معاه سلاح هاضربه بالنار...''، ردت السيدة والدموع على خديها ''لا لا هو ممعهوش حاجة''.

سيدة أخرى اقتربت من الضابط ومعها بطاقة زوجها وقالت ''جوزي جوه... معملش حاجة ده موظف في بنك مصر''، رد احد الواقفين ''وايه اللي جابه هنا''. رد الضابط قبل أن ينصرف ''هيخرج لو مش مطلوب من النيابة ولو معهوش سلاح''.

بين الحين والآخر تقوم قوات الأمن بإخراج الأهالي من فناء الجامع، بعد أن يزداد العدد. استخدمت القوات الطلقات في الهواء لإخراجهم.

كان هناك عشرات يهتفون ضد الإخوان والرئيس السابق محمد مرسي والمرشد العام للإخوان محمد بديع، ونائب الرئيس المستقيل محمد البرادعي. هؤلاء جابوا المنطقة حول الجامع في تظاهرة مؤيدة للجيش والشرطة.

مستشفى الهلال الأحمر
على مقربة من جامع الفتح كان هناك عشرات الأهالي معظمهم اكتسى بالسواد ينتظرون أمام باب الطوارئ لاستلام جثث ذويهم الذين سقطوا في مواجهات أمس الدامية أمام قسم شرطة الأزبكية والمنطقة المحيطة.

سيارات الإسعاف تقف متأهبة، بينما الأهالي روحهم في حلوقهم، والسيدات تنتحب وتبكي في صمت رهيب، انتظارا لمعرفة هل جثث أقرباءهم موجودة في المستشفى أم في مان آخر. ''هو موت وخراب ديار... حسبنا الله ونعم الوكيل''، كلمة نطقت بها سيدة في عقدها الخامس بصوت يكاد يُسمع.

داخل باب الطوارئ، الجميع يحاول أن يساعد لكن البيروقراطية المصرية دائماً حاضرة حتى في الموت. ''إكرام ميت دفنه'' كلمة قالها رجل أشيب الشعر جاء ليأخذ جثة ابنه. رفض الرجل الحديث معي وقال بينما يحاول حبس دموعه ليبدو متماسكا أمام فتاة تبدو أنها ابنته ''أرجوك أنا مش قادر اتكلم... أسف''. صورته فنادى عليّ وقال بلطف ''استأذنك تمسح الصورة'' فاستجبت على الفور احتراما له.

بين الحين والآخر تجد الجميع يجري كل في اتجاهه، مع سماع دوي طلقات الرصاص. الجميع يجري حتى السيارات تهرع بسرعة خوفا من اندلاع المواجهات مرة أخرى. ما أن يهدأ الأمر حتى يعود مل إلى مكانه مرة أخرى. حدث هذا أكثر من سبع مرات في غضون أربع ساعات قبل الظهر.

كل اشتباكات تخلف ورائها - غير الضحايا من البشر - الكثير من الخسائر المادية. فأمام الجامع كان هناك ''فرشة جرايد''، تحطمت بالكامل وآتت النيران على كل ما فيها. الكتب محترقة والمصاحف أيضا. بعض المواطنين وقفوا يصورون بكاميرات هواتفهم المحمولة.

على الجانب الآخر ناحية قسم شرطة الأزبكية كان هناك حطام الكثير من السيارات التي احترقت بعضها بالكامل. بجانب مستشفى الهلال الأحمر وقفت سيارة محملة بعض الخردة وحطام السيارات وصندوق قمامة حديدي. ألقى بعض الأهالي على صاحبها وسلموه للجيش.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان