إعلان

تحليل نفسي- الإخوان المسلمين بعد عزل مرسي

01:01 م الجمعة 05 يوليو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – هبه محسن:

منذ 80 عاماً أسس الشيخ حسن البنا جماعة الإخوان المسلمين الدعوية، ومع تطورات المشهد السياسي المصري منذ عام 1928 انخرطت الجماعة الدعوية في العمل السياسي أملا في الوصول للحجكم مثلها مثل أي كيان سياسي.

بمرور الوقت استطاعت جماعة الإخوان المسلمين أن تأسس لها قاعدة جماهيرية كبيرة في الشارع وأصبح لها وجود قوي على الساحة السياسية في مصر وفي 84 دولة أخرى حول العالم، ولكن الجماعة لم تستطيع الحفاظ علي شعبيتها في الشارع المصري وسرعان ما انهارت خلال عام من حكم الإخوان المسلمين البلاد.

''الشرعية''

وعلى الرغم من سقوط النظام وعزل الرئيس تحقيقاً لمطالب ملايين المصريين الذين خرجوا في 30 يونيو لمطالبة الرئيس ونظامه بـ''الرحيل''، إلا أن قيادات الإخوان المسلمين وبعض المنتمين لتيار الإسلام السياسي يرفضون الاعتراف بتغير الواقع حولهم ويعتبرون أن الاستجابة لمطالب الملايين من المصريين ''انقلابا على الشرعية''.

وقد خرجت قيادات الإخوان المسلمين بتصريحاتهم التي وصفها بعض المحليين بـ''العدائية'' والتي يرفضون فيها التنازل عن السلطة ويؤكدون فيها أن ما حدث سيغرق البلاد في ''بحور دماء''.

وعقب إذاعة بيان القوات المسلحة بالأمس قال أحمد المغير عضو جماعة الإخوان المسلمين، على صفحته على فيسبوك أن ''بيان الانقلاب يعلن أول حرب أهلية في تاريخ مصر، وعلي كل شعب مصر النزول إلي الشارع حالاً والاعتصام في جميع المحافظات''.

كما وصف ضباط الجيش ممن وافقوا علي ما أسماه بـ''الانقلاب'' بأنهم ''خانوا الوطن وشرف العسكرية''، مؤكداً انهم لن يتحركوا من الشوارع حتي يعود ''رئيسهم''.

أما القيادي بحزب بالحرية والعدالة الدكتور محمد البلتاجي، فأكد ان ما يحدث يخالف قواعد الديمقراطية التي انتخبت رئيساً لمصر في انتخابات حرة وأن ما حدث هو انقلاب على الديمقراطية.

وذكر علي صفحته علي موقع الفيس بوك ''يبدو أن الديمقراطية وحقوق الانسان أصنام من عجوة أو عرائس من حلوى يتسلى بها أصحابها ويبيعونها الناس وإذا ما جاعوا أكلوها، فهي أكذوبة يتاجر بها السياسيون والحقوقيون إذا كانت لصالحهم فإذا ما تعارضت مع مصالحهم داسوا عليها بأقدامهم وهذا ما حدث في الانقلاب العسكري على أول تجربة ديمقراطية حقيقية في مصر وما حدث في رابعة العدوية حيث لا حقوق في التظاهر السلمي ولا التعبير ولا حتى في الحرية والحياة''.

وفي نفس السياق، أصدر حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين بياناً جاء فيه ''يؤكد حزب الحرية و العدالة رفضه القاطع للانقلاب العسكري الذي قام به وزير الدفاع و الانتاج الحربي وعطل الدستور وعزل رئيس الجمهورية المنتخب وقام بتعيين قيادة لإدارة البلاد وأعطى صلاحية إصدار إعلانات دستورية لقيادة غير منتخبة تقسم اليمين في حماية الدبابات و المدرعات''.

وأعلن الحزب في بيانه أنه سيتصدى بكل حسم لـ''الانقلاب على الشرعية'' قائلاً في بيانه ''ويعلن الحزب أنه سيقف بكل حسم ضد هذا الانقلاب العسكري ولن يتعاون مع إدارة البلاد الحالية المغتصبة لسلطة الحكم وسيظل يعمل لعودة الشرعية مع كل القوى الرافضة للانقلاب''.

وأكمل نائب رئيس حزب الحرية والعدالة الدكتور عصام العريان، علي صفحته علي الفيس بوك قائلاً ''ينتصر الدم على السيف، سينتصر الشعب على اﻻنقلابيين، سينتصر الحق على الباطل، وسيكمل المصريون ثورتهم ضد مبارك ودولته''.

''تأثير الصدمة''

وفي تحليل نفسي لتصريحات وتصرفات الإخوان عقب عزل الرئيس محمد مرسي، أوضحت الدكتورة منال زكريا أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة، أن ''تصريحات الإخوان منذ إعلان انهيار نظامهم وسقوطه تعكس حجم الضغط النفسي الذي يقعون تحته وشعورهم باليأس بعد ضياع أمالهم في السيطرة علي الدولة''.

وأضافت زكريا في تصريحات لمصراوي أن الإخوان كانوا يستبعدون سقوطهم ولم يتوقعوا مطلقاً أن يخرج الشعب يتمرد عليهم والمطالبة بإسقاطهم وما حدث أصابهم بحالة من ''الصدمة''.

وقالت الدكتورة منال ''إن الإخوان كان ينتابهم شعور عالٍ بالذات والكبر وكانوا ينظرون إلى جميع المعارضين لهم على أنهم صنف ''حقير'' من البشر لا يرتقي إليهم''.

وأكملت الدكتورة ثريا عبد الجواد أستاذ علم النفس بجامعة عين شمس، أن تصريحات قيادات الإخوان المسلمين تعكس حالة ''التصلب الذهني'' التي يعانون منها بعد سقوط النظام.

وأوضحت أن الإخوان لم يدركوا مطالب الشعب وظلوا متمسكين بعنادهم، ومازالوا في عزلة ولم يستوعبوا تغير الواقع من حولهم، وذلك ظهر في تصريحاتهم التي يتمسكون فيها بالشرعية التي سقطت بإرادة الشعب.

''تنظيم برجماتي''

وعن رد فعل الإخوان في الفترة المقبلة، أكدت الدكتورة ثريا عبد الجواد لـ''مصراوي'' أن الإخوان الآن يشعرون بالفشل في تحقيق حلمهم، وقد يلجؤون إلى قبول دعاوي المشاركة الوطنية في الحكم نظراً لأنهم فصيل يتمتع بقدر كبير من ''البرجماتية السياسية'' وسيحاولون في الفترة المقبلة الحصول على أي مكاسب سياسية.

ولفتت إلى أن الفترة المقبلة ستشهد تحولاً فكرياً لبعض قيادات الإخوان المسلمين وسيبررون هذا التحول من أجل مصالحهم، وفي حقيقة الأمر هؤلاء لابد من أن يعودوا ليندمجوا في الحياة السياسية من جديد؛ فلا يصح إقصائهم وهذا مرتبط بدقة وعدالة النظام السياسي الجديد.

''الاتجاه للعنف''

وعادت الدكتورة منال زكريا لتختلف مع الرأي السابق، حيث رأت أن الإخوان المسلمين قد يتجهون لـ''العنف اللفظي والبدني'' للانتقام ممن خرجوا عليهم، ولذلك فإن قرار غلق القنوات الدينية في هذا التوقيت صائب من أجل تجنب انتشار العنف، على حد قولها.

وشددت علي ضرورة أن يعود الإخوان المسلمين سريعاً للاندماج في المجتمع المصري وفي العملية السياسية، ومن المتوقع أنهم بدأوا التفكير في هذا الأمر من الآن لتعويض خسائرهم السياسية.

ولفتت أستاذ علم النفس بجامعة القاهرة إلى أن الشعب بطبيعته طيب ويميل إلى التسامح بطبعه وهو ما سيجعله يقبل بوجود الإخوان مرة أخرى في الحياة السياسية.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان