لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

الحياة في مخيم الزعتري للاجئين السوريين في الأردن

05:50 م الثلاثاء 30 يوليو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

لندن – (بي بي سي):

قبل عام، كانت أرضا صحراوية حصينة مليئة بالخيام الفارغة التي تضربها الرياح الحارقة.

وقال أندرو هاربر المسؤول بالأمم المتحدة: ''لا يريد أحد أن يعيش هنا''، وقد أقر بذلك صراحة أمام تجمع صغير من مسؤولين أردنيين، ودبلوماسيين أجانب، وموظفي إغاثة ممن تجمعوا تحت مظلة لافتتاح أول مخيم أردني رسمي للاجئين السوريين بمنطقة الزعتري.

والآن أصبح هذا المخيم رابع أكبر مدينة في الأردن، ولا يريد أحد أن يعيش هناك.

وقال أحد مسؤولي الأمم المتحدة لبي بي سي خلال زيارة مؤخرا للمخيم: ''في ذلك اليوم الذي افتتح فيه المخيم، لم تكن لدينا أي فكرة أنه سيصبح كبيرا جدا، وبشكل سريع''.

وقد انتشرت فيه الخيام المزدحمة وتمددت بشكل كبير وبصعوبة أيضا، وكان ذلك على شكل شبكات منتظمة أقامتها وكالات الإغاثة العالمية.

لم يكن كثيرون يتوقعون أن تمتد الحرب في سوريا لفترة طويلة، وأن تتسبب في الكثير من المعاناة، وأن تكلف الكثير من حياة البشر، إذ بلغ عدد القتلى الآن نحو 100 ألف شخص ولا يزال العدد في تزايد.

حرارة شديدة

وفي العام الماضي، عندما نشرنا تقريرا عن افتتاح مخيم الزعتري، قالت لنا امرأة سورية تعيش في مسكن متواضع في قرية قريبة: ''أفضل أن أموت في سوريا على أن أعيش في تلك الصحراء''.

وقبل بضعة أسابيع في مخيم الزعتري، رأيت صفوفا طويلة من العائلات تنتظر في حرارة الجو المرتفعة على أمل العثور على مقاعد في الحافلات لتعود بهم عبر الحدود القريبة حينما يخيم ظلام الليل، كما أصبح الطلب على وسائل النقل يفوق المتاح منها.

ولكن العديد من اللاجئين ليس لديهم خيار سوى البقاء، فمنازلهم في سوريا دمرت، وأصبحت الأحياء حولهم خطيرة جدا بعد أكثر من عامين من الحرب المتصاعدة.

وهناك الآن أكثر من 120 ألف سوري يعتبرون مخيم الزعتري بيتهم، مما يجعله ثاني أكبر مخيم للاجئين في العالم.

لكن أخذت تظهر فيه أيضا بعض ملامح المدينة بشكل سريع، فهناك خطط لإدخال عدادات للمياه والكهرباء، وتقوم منظمة اليونيسيف ببناء المزيد من المدارس، وبرسم الممرات الضيقة في الرمل التي تسمى الآن شوارع.

وهناك أيضا طرق ترابية بها محال تجارية مصنوعة من القصدير المموج، أصبح ساكنوها يطلقون عليها اسم '' الشانزليزيه''، إذ يمكنك هناك أن تشتري الآيس كريم، أو الكباب الحار، وتجد محال لغسل الملابس، وشراء فساتين الزفاف إذا كنت تتحمل ذلك.

العصابات الإجرامية

وتعتمد الغالبية هنا على المساعدات بالكامل، ويعد حساب هذه المساعدات أمرا صعبا، ويوزع برنامج الغذاء العالمي ومؤسسة أنقذوا الأطفال نصف مليون رغيف من الخبز كل يوم بالإضافة إلى حصص أخرى من الغذاء.

وكان نصيب مخيم الزعتري العام الماضي 92 مليون رغيف من الخبز.

لكن المساعدات الغذائية ستكون من خلال إيصالات، وسيتم استبدال الخيام بمقطورات، تصبح بشكل متزايد الاختيار المفضل للإقامة، على الرغم من عدم وجود عدد كاف منها.

وكأي مدينة تنمو سريعا، هناك مخاوف أمنية لدى مخيم الزعتري تتضمن العصابات الإجرامية وحوادث الثأر المحلية.

وفي اليوم الذي زرت فيه المخيم، كان هناك ضابط شرطة أردني أتى لمناقشة خطط لتوفير الخدمات الشرطية على مدار 24 ساعة.

ولفترة طويلة، أصر السوريون على أنهم لا يريدون ولا يحتاجون هذا النوع من الخدمات الأمنية، لأنهم ببساطة لا يتوقعون البقاء في مخيم الزعتري لفترة طويلة.

ولكن حتى في هذه المدينة المؤقتة خارج الحدود السورية، كانت هناك آثار نفسية لانتصار الحكومة السورية على قوات المعارضة الشهر الماضي في بلدة القصير.

وقال أحد مسؤولي الإغاثة في المخيم: ''في اليوم التالي، جاء ممثلون محليون لزيارتنا وقالوا إنهم أرادوا أن يناقشوا الترتيبات المتعلقة بالمخيم''.

وأضاف: ''لقد أدركوا أنهم ربما لا يعودون في أسرع وقت كما كانوا يعتقدون''.

''وزير الكهرباء''

ويدير كيليان كلاينشميت مخيم الزعتري لصالح المفوض السامي لشؤون اللاجئين التابع للأمم المتحدة، ويدعو نفسه الآن رئيس بلدية الزعتري.

وأخبرني كلاينشميت كيف يجلس مع الجميع من كبار الشخصيات الزائرة إلى من ينصبون أنفسهم ممثلين للشارع المحلي.

كما أن هناك من يسمي نفسه ''وزير الكهرباء'' وهو يساعد في حل مشكلات استخدام الأسلاك بشكل غير مشروع واستغلالها.

وذات مرة، اقترب صبي يمسك كومة من الكتب المدرسية الجديدة نحو سيارتنا وكان يرفع علما ويتوجه نحونا بنداء عاجل، حيث كان لا يملك كراسا ليبدأ في كتابة الواجبات المدرسية.

وسرعان ما وجد أحد موظفي اليونيسيف كراسا وأعطاه للصبي الذي طار به فرحا وانضم إلى أصدقائه في الخيام.

وحتى الأطفال يحلمون بيوم أفضل، فعندما طلب منهم رسم مشاهد سعيدة على الجدران الخاصة بالمقطورات في مدرستهم، رسموا مناظر طبيعية خضراء مع منازل تبدو وكأنها في سويسرا.

وبالنسبة لآبائهم، فحالة اللجوء هذه لها أصداء مزعجة لنزوح الفلسطينيين في حربي عام 1948، و1967، حيث قال الفلسطينيون حينها إنهم ''ليسوا هنا لفترة طويلة''.

لكن مخيماتهم لا يمكن تمييزها الآن عن الأحياء المزدحمة الأخرى في الأردن وفي البلاد المجاورة.

ويشكل هذا النزوح الأخير ضغطا كبيرا على كل الدول المجاورة لسوريا التي استوعبت نحو 1.6 مليون لاجئ.

وتقول الأمم المتحدة إن ستة آلاف شخص يعبرون حدود إحدى الدول أو غيرها كل يوم.

وفضلا عما يعانونه من مشكلات اقتصادية، يشعر الأردنيون بالقلق نحو ارتفاع الأسعار والضغط على المدارس والوظائف، وذلك مع وجود ما يقدر بنحو 400 ألف لاجئ سوري يعيشون خارج مخيم الزعتري.

لا أحد يريد أن يعيش في هذا المخيم، ولكن لا يستطيع أحد الآن أن يقول بأي درجة من اليقين إلى متى سيبقى هناك، أو كم عدد الأشخاص الذين سوف يأتون إليه.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج