لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حلب المقسمة ومعابر الموت بين شطريها

10:34 ص الأربعاء 24 يوليو 2013

لندن – (بي بي سي):

أدت المعارك الدائرة في سوريا بين قوات النظام والمعارضة إلى أن تصبح بعض المدن السورية مقسمة إلى مناطق تحت سيطرة الحكومة وأخرى تحت سيطرة مسلحي المعارضة.

ومن يريد التنقل بين المنطقتين لا بد أن يمر بما بات يعرف بالمعابر في رحلة غير آمنة، علما بأن أكبر مظاهر هذا التقسيم تظهر في حلب.

فمنذ أشهر كرست المعارك واقعا أصبحت فيه المناطق الشرقية للمدينة خاضعة لسيطرة قوات المعارضة. وتضم هذه المناطق حلب القديمة بقلعتها الشهيرة. أما المناطق الغربية، فبقيت تحت سيطرة القوات الحكومية الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد.

المعبر الرئيسي بين شطري المدينة هو معبر (كراج الحجز) الذي يقع في منطقة بستان القصر التي أصبحت أرضا حراما. ويضطر كثيرون ممن يريدون الوصول إلى محلات عملهم أو الحصول على حاجاتهم الأساسية إلى الجري عبر هذه المنطقة معرضين أنفسهم لنيران القناصة.

يقول حسون أبو الفضل وهو ناشط معارض من أهالي حلب أن النظام هو من يزرع قناصته على نقاط العبور.

ويضيف في اتصال مع بي بي سي أن معبر كراج الحجز رغم خطورته يبقى أفضل من باقي نقاط العبور التي يكثف فيها النظام رقابته العسكرية. لكن مع ذلك يقتل العشرات ويجرحون في رحلة الموت عبر هذا المعبر.

لكن محافظ حلب، محمد وحيد عقاد، الذي يقيم في المنطقة التي تسيطر عليها القوات الحكومية يوجه اللوم لمسلحي المعارضة في قتل المدنيين. ويقول في اتصال أجرته معه بي بي سي إن الجيش السوري لا يقتل المدنيين بل أن السلطات المدنية والعسكرية تعمل على تخفيف معاناة أهالي حلب.

ويوضح عقاد أن المدينة تخضع لحصار يفرضه المسلحون لكنه ينفي أن يكون تحت رحمة مسلحي المعارضة وقال إن المدينة تعتمد على الطرق العسكرية في الحصول على إمداداتها.

طرق الإمداد الرئيسية لحلب تمر بالجزء الذي تسيطر عليه المعارضة؛ فمنه يتصل الطريق القادم من تركيا كما يطل على المناطق الريفية المجاورة. أما الجزء الذي يقع تحت سيطرة الحكومة فيعتمد على طريق دمشق حلب الذي طالما هددته هجمات المسلحين.

مظاهر التقسيم الأخرى أثرت بعمق على الحياة في المدينة. فمطار حلب توقف عن تسيير الرحلات المدنية فهو يقع قريبا من مناطق المعارضة. رغم أن القوات الحكومية تسيطر عليه إلا أنها تعتمد بصورة أساسية على الإمداد الجوي العسكري لخطورة الطرق المحيطة.

في الوقت نفسه يسيطر المقاتلون الأكراد الذين يتخذون موقفا شبه حيادي في المرحلة الحالية، على منطقة الشيخ مقصود وجوارها من المناطق ذات الغالبية الكردية.

عندما حاول مسلحو المعارضة تصعيد الضغط على النظام بإغلاق معبر كراج الحجز جوبهوا باحتجاج ومظاهرات من قبل سكان المناطق التي يسيطرون عليه؛ فبالإضافة إلى الروابط الأسرية والاجتماعية بين الحلبيين هناك عوامل اقتصادية وراء الاحتجاج.

وإذا كان القتال قد قسم المدينة عسكريا إلا أنه لم يقسمها اقتصاديا بصورة تامة، فما زال كثيرون يعملون في جانب غير الجانب الذي يسكنون فيه، أو أنهم يعتمدون على الجانب الآخر في الحصول على مستلزمات حياتهم.

وفي نهاية الأمر، تراجعت المعارضة المسلحة عن هذا الإجراء واعادت فتح المعبر. لكن القتال ظل مشتعلا في مناطق عديدة من حلب دون وجود مؤشرات على تحقيق أي من الطرفين اختراقا كبيرا.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان