منير فخري عبد النور.. رجل المراحل الانتقالية
كتبت – هبه محسن:
اقترب الدكتور حازم الببلاوي رئيس الوزراء من الإعلان رسميا عن التشكيل الحكومي الجديد، حيث تم الاستقرار على عدد من الشخصيات لتولي عدد من الحقائب الوزارية، وأعلنت هذه الشخصيات موافقتها على تولى المسئولية في الحكومة الانتقالية.
ومن بين الشخصيات التي قبلت الانضمام للحكومة الانتقالية منير فخري عبد النور الخبير الاقتصادي والبرلماني، والذي أعلن رسمياً قبوله منصب وزير الاستثمار في حكومة الببلاوي.
وفور قبوله حقيبة الاستثمار أكد ''عبد النور'' في تصريحات صحفية أن أهم الملفات التي تنتظره ر هي استعادة ثقة المستثمرين في الداخل والخارج وتوفير مناخ مناسب للاستثمار في مصر، وقال ''الوزراء الأكفاء يستطيعون الخروج بالبلاد من الأزمة الحالية، في ثلاثة أشهر، وعلى المسلمين والأقباط التوحد في مواجهة التحديات الراهنة''.
سيرة ذاتية
منير فخري عبد النور برلماني سابق واحد أعمدة حزب الوفد، وكان أحد نواب حزب الوفد في برلمان 2000 عن دائرة الوايلي.
أخر منصب شغله داخل حزب الوفد السكرتير العام للحزب ثم تم تجميد عضويته عندما تم اختياره ليكون وزيراً في السياحة في حكومات ما بعد ثورة 25 يناير2011.
وعندما ترك ''عبد النور'' الوزارة مع تولي الرئيس السابق محمد مرسي السلطة عاد للعمل السياسي من خلال الانضمام لجبهة الإنقاذ الوطني ليكون أحد قاداتها البارزين على الساحة السياسية حيث شغل منصب الأمين العام للجبهة.
وشغل منير فخري عبد النور أيضاً عضوية المجلس القومي لحقوق الإنسان، قبل أن يتقدم باستقالته منه في أعقاب ثورة يناير.
وُلد منير فخري عبد النور في القاهرة عام 1945، وهو ينتمي لعائلة وفدية حتي النخاع، كما وصفه المستشار بهاء الدين أبو شقة نائب رئيس حزب الوفد وأحد أصدقائه المقربين.
عاد أبو شقة تاريخياً للوراء حيث ثورة 1919، وقال أن عائلة منير فخري عبد النور وفدية ''أباً عن جداً'' حيث كان جده أحد زعماء ثورة 1919 مع الزعيم سعد زغلول والذي كان أحد أقرب أصدقائه في ذلك الحين.
وأضاف أبو شقة في تصريحات لمصراوي أن منير فخري عبد النور يؤمن بثوابت حزب الوفد التي تتلخص في ثلاث كلمات ''الديمقراطية - الوحدة الوطنية – الدستور''، وهذه الكلمات الثلاثة تعتبر الثوابت التي يدافع عنها حزب الوفد منذ أن تم تأسيسه.
وتابع ''منير فخري عبد النور شخصية سياسية على درجة عالية من الاتزان والثقافة السياسية، ويتمتع بحكمة كبيرة في التعامل مع الأمور حوله''.
ولفت أبو شقة إلى أن عضوية منير فخري عبد النور تم تجميدها بعدما اختير لتولى مسئولية وزارة السياحة بعد ثورة 25 يناير وهذا لا يعني أنه ترك الحزب، ولكن تقاليد الحزب تنص على أن العضو الذي يتم اختياره في منصب وزاري عليه أن يتقدم باستقالته أو يتم تجميد عضويته منعاً لتضارب المصالح.
دوره في الحكومات السابقة
وقع اختيار الفريق أحمد شفيق –رئيس وزراء مصر بعد ثورة يناير- على منير فخري عبد النور ليتولى مسئولية وزارة السياحة، وعندما رحل الفريق أحمد شفيق عن الحكومة وتم تكليف الدكتور عصام شرف برئاستها استمر عبد النور في منصبه، وظل أيضاً على رأس وزارة السياحة بعد تولي الدكتور كمال الجنزوري رئاسة الحكومة خلفاً للدكتور عصام شرف.
وحاول عبد النور خلال توليه مسئولية وزارة السياحة على استعادة النشاط والحيوية لقطاع السياحة الذي تأثر بشكل سلبي مباشر بأحداث ثورة يناير، فكان دائم السفر للدول الغربية والعربية لجذب السياحة إلى مصر.
كما كان له دور في رفع اسم مصر من على قوائم حظر السفر في عدد من دول العالم على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وروسيا، وشاركت مصر في فترة توليه الوزارة في عدد من المؤتمرات السياحية في دول العالم لجذب السياحة إلى مصر.
وشهدت فترته تحسناً نسبياً في قطاع السياحة، إلا أنه كان دائماً ما يصطدم بالأوضاع على الساحة السياسية وفي الشارع حيث العنف والاشتباكات المتكررة والوقفات الاحتجاجية وقطع الطرق.
وكان لمنير فخري عبد النور رؤية فيما يتعلق بالسياحة الدينية إلى الأراضي المقدسة، حيث كان يعتزم إبعاد وزارة الداخلية عن تنظيم رحلات الحج إلى المملكة العربية السعودية، على أن تتولى وزارتي التضامن الاجتماعي والسياحة مسئولية هذا الأمر.
وعاد المستشار بهاء أبو شقة ليؤكد لـ''مصراوي'' أن أداء منير فخري عبد النور في وزارة السياحة كان جيداً مقارنةً بالأوضاع على الساحة وقد نشطت السياحة في عهده بشكل ملحوظ، ودلل على نجاحه في هذه الوزارة باستمراره على رأسها رغم تغيير رؤساء الحكومات 3 مرات متتالية في عامين.
وأضاف أن رؤساء الحكومات كانوا يثقون فيه وفي قدرته على النهوض بقطاع السياحة بعد الضرر الذي لحق به بعد الثورة.
عبد النور والإخوان
بعد تولي الرئيس السابق محمد مرسي السلطة في مصر، عرض الدكتور هشام قنديل، رئيس الوزراء السابق، على منير فخري عبد النور الاستمرار في الحكومة وفي وزارة السياحة، إلا أنه أعتذر عن المنصب وفضل الابتعاد عن المناصب الرسمية في هذه الفترة.
وعاد حينها إلى الساحة السياسية ممثلاً لحزب الوفد داخل جبهة الإنقاذ الوطني، التي تشكلت عقب إصدار الرئيس السابق للإعلان الدستوري المكمل في 21 نوفمبر 2012.
وعن أسباب رفض ''عبد النور'' الاستمرار في الحكومة مع الإخوان المسلمين، قال المستشار بهاء الدين أبو شقة ان الإخوان المسلمين كانوا يشكلون في ذلك الحين الأغلبية البرلمانية وكما هو معهود في جميع دول العالم الديمقراطية فإن الأغلبية البرلمانية هي التي تشكل الحكومة، ولذلك ارتأى عبد النور ضرورة ترك الساحة لهم يمارسوا تجربتهم بشكل كامل ويتحملوا المسئولية كاملة.
وأضاف ''أبو شقة'' أن منير فخري عبد النور وحزب الوفد بشكل عام كانوا يتوقعون فشل تجربة الإخوان المسلمين في الحكم، ولذلك لم يكن راغباً في الاشتراك في تجربة توقع لها الفشل قبل أن تبدأ، كما أن ''عبد النور'' من أشد المتعصبين للوحدة الوطنية ومبادئ المواطنة ومشاركته في حكومة الإخوان كانت ستتعارض مع مبادئه وثوابته الوطنية التي تربى عليها.
وكشف أيضاً أن نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك عرض على منير فخري عبد النور الانضمام للحكومة إلا أنه رفض هذا، لأنه كان معارضاً لسياسات الحزب الوطني والتوريث.
عبد النور والاستثمار
وبخلاف خبرة منير فخري عبد النور الواسعة في السياسة فهو أيضاً لديه خبرة اقتصادية كبيرة، حيث شغل عضوية مجلس إدارة البورصة المصرية وكان عضواً بمجلس إدارة مركز بحوث الدول النامية.
كما أن لديه استثمارات في السوق المصري في قطاع المواد الغذائية من خلال شركة ''فيتراك'' للصناعات الغذائية.
وأكمل نائب رئيس حزب الوفد حديثه عن قدرات صديقه في مجال الاستثمار قائلاً ''من خلال علاقتي وصداقتي لسنوات طويلة بمنير فخري عبد النور أعلم جيداً قدراته وخبراته الاقتصادية وفي مجال الأعمال والاستثمار.
وتوقع أبو شقة أن يتمكن عبد النور من جذب المزيد من الاستثمارات إلى مصر في هذه الفترة وتشجيع المستثمرين على العودة للاستثمار في مصر من خلال وضع ضمانات وحوافز للاستثمار في مصر.
فيديو قد يعجبك: