إعلان

عن دعاة الفتنة أتحدث

10:25 ص الثلاثاء 25 يونيو 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

بقلم – هاني ضوَّه :

لك الله يا مصر الحبيبة .. تتداعى عليك الكوارث كما تتداعى الأكلة على قصعتها، لتلتهم ما بقى فيكِ من أمل عاش عليه هذا الشعب المسكين منذ بزوغ فجر ثورة 25 من يناير.

مشهد قاس ومخجل، أن ترى شخصا يُقتل ويُسحل في بلد يدَّعي رئيسها أنه رئيس لكل المصريين، لمجرد انتماءه لمذهب أو طائفة أو حزب معين، لتبدأ مصر في الدخول إلى نفق مظلم يصعب اجتيازه خاصة مع الغياب شبه الكامل للدولة، وسط هجوم من تلفحوا بعباءة الدين ليطلقوا أسلحة التكفير والتفسيق على كل من يخالف فكرهم.

إن ما حدث في قرية "أبو مسلم" في محافظة الجيزة من قتل وسحل 4 من المصريين والتمثيل بجثثهم وحرق بيوتهم لأنهم ينتمون إلى المذهب الشيعي ليس وليد اللحظة، ولكنه نتاج شهور مضت من الشحن والتحريض الطائفي والمذهبي ضد الأقباط وأخيرًا ضد الشيعة من مرجعيات التيار السلفي في مصر كان آخرها في حضور الرئيس مرسي باستاد القاهرة حيث دعوا إلى قتال الشيعة في سوريا ومواجهتهم في مصر ولم ينطق الرئيس ببنت شفة، وقبلها بيوم خطبة العريفي في مصر، والتي طالب فيها المصريين أن يجاهدوا الشيعة في سوريا ثم غادر هو بعدها إلى لندن "ليجاهد" هناك طوال فصل الصيف هربًا من حر الخليج!!!، وصولاً إلى تحريض خطباء قرية "أبو مسلم" التي شهدت الاحداث في صلاة الجمعة الماضية ضد الشيعة.

نحن في مصر نعيش حالة من الفوضى على كافة المستويات .. حالة توارت فيها سلطة الدولة وقوة القانون لصالح أشكال الفوضى .. فوضى في القرارات السياسية .. فوضى في التصريحات .. فوضى في الشوارع .. فوضى في الفتاوى الغير مسئولة .. فوضى في المساجد التي احتل منابرها دعاة التكفير والفتنة والكراهية ضد كل مخالف في الفكر أو الاتجاه السياسي أو العقيدة.

إن أمثال هؤلاء المحرضين لا يريدون وطنًا مترابطًا يعلو على المذهبية والطائفية؛ ولكنهم يريدون وطنًا يحكمونه بأهوائهم وفق مصالحهم لينالوا فيه المكانة ويتحدثوا باسم الله، فلم يجدوا سبيلًا لذلك إلا إثارة النعرات المذهبية والطائفية التي تهدد الاستقرار في مصر في مؤامرة تحول التيار الديني المتعصب فيها إلى أخس أدواتها ومعاولها.

سب أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها، والصحابة الكرام كأسيادنا أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وعن الصحابة أجمعين أمر مستحقر ونستنكره جميعًا وعلينا أن ننبذه وننبذ مرتكبيه، لكن يجب ألا يصل الأمر إلى القتل والتمثيل بالقتلى بل إن هذا الأمر يسئ لمذهب أهل السنة، فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يقتل مرتكبي حادثة الإفك رغم بشاعتها ورغم أن الله قد برأ السيدة عائشة رضي الله عنها، ولكن الله يحكم بينهم يوم القيامة لا أنا ولا أنت.. يقول الله تعالى في سورة الحج: "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ".

واستعير هنا كلمة صديق تقول إن العدل هو أن تحارب الفكرة بفكرة، والسيف بسيف، فإن حاربت الفكرة بسيف، انتشرت الفكرة، ووقع عليك ذنب الظالم، المستبد.

إن الدين أنضج من أن يخاف من فكرة، وأقوى من أن تهزمه أخرى .. بل كان الاستعداد للنقاش مفتوحًا دون شروط: "قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين" ! ولم تكن أبدًا: اقتلوا من يأتي ببرهانه.

إنك عندما ترى أن السبيل إلى الحد من نشر المذهب الشيعي، أو الإلحاد، أو غيره مما لا تحب من الأفكار، هو القتل وليس مبارزة الفكرة بفكرة، فيجب ألا تغضب عندما يُقتل المسلمون في دولة كُتب في دستورها أنها علمانية أو مسيحية، بتهمة نشر أفكارهم !

* نائب المستشار الإعلامي لمفتي الديار المصرية

للتواصل مع الكاتب:

hani_dawah@hotmail.com

المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعبر بالْضرورة عن رأي الموقع.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان