لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

نقاد: برامج المسابقات الغنائية ''سَبُوبة'' وتجربة ''مُخيبة''

03:58 م الثلاثاء 16 أبريل 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أشرف بيومي:

شهدت الآونة الأخيرة نوعًا من استيراد برامج المسابقات الغنائية العالمية، وتعريبها لتكون ملائمة للتطبيق في الوطن العربي، وعلى الرغم من أن الهدف الأساسي لتلك البرامج هو اكتشاف المواهب الجديدة، إلا أن انتقادات عديدة وجهت لهذه البرامج.

ويرى بعض النقاد أن هدف تلك البرامج هو الربح التجاري عن طريق زرع إعلانات ضخمة أثناء العرض، ووضع أصوات غنائية معروفة في لجان التحكيم، لعمل شهرة للبرنامج، معتبرين أن تلك البرامج لا تحقق الهدف منها، وأن المواهب تُدفن بعد اكتشافها ولا تظهر على السطح مرة أخرى.

''سبوبة''

فمن جانية، رأى طارق الشناوي، الناقد الفني، أنه على الرغم من انتشار تلك البرامج في العالم العربي، إلا أنها لا تؤثر فعليًا على الغناء العربي، مفسرًا ''فغرضها ليس تقديم مواهب أو الدفع بها لإنعاش حال الأغنية، ولكنها تجارية، والدليل على ذلك أن لجان التحكيم لا يُشترط فيها الكفاءة المهنية، بقدر ما يُشترط فيها النجومية، لأنها ستأتي بالإعلانات''.

واعتبر الشناوي برنامج الغناء الشعبي الذي يُعرض على إحدى الفضائيات المصرية ''سبوبة''، موضحًا ''لا يوجد مطرب شعبي وآخر مودرن أو كلاسيك أو عصري للتفضيل بينهم ومعرفة الأقوى فيهم، ولكن السؤال هو: هل يُوجد فن يُفيد مصر أم لا؟''.

''تجربة مخيبة''

وأوضح أشرف غريب، الناقد الفني ورئيس تحرير مجلة الكواكب، أنه لا يستطع أن يحكم على أهمية تلك البرامج الغنائية، قائلًا ''نحن نستمع لهذا النوع من البرامج منذ 11 عامًا، منذ أيام برنامج ستار ميكر سمعنا صوتك، وبعدها ستار أكاديمي''.

وأضاف ''فيما يتعلق بمصر تحديدًا، لا يوجد صوت خرج من تلك النوعية من البرامج، وكُتب له الاستمرار، فشاهيناز اشتغلت قليلًا، ثم تحجبت، واعتزلت، أما إيساف فصوته باهت''.

وأردف قائلًا ''مجموعة الأصوات التي خرجت بعد ذلك، سواء في صوت الحياة، أو في أراب أيدول، لا يوجد حضور لهم؛ حتى كارمن سليمان، صاحبة الصوت القوي، لم يُسَلط عليها الضوء، ولم تحقق وجودها المحسوس على الساحة الغنائية''.

وأكمل ''اللبنانيون تفوقوا علينا في السبعينيات في ستوديو الفن، فعندما أنشأ جون أسمر استوديو الفن، قدم مجموعة كبيرة من المطربين الشوام المشهورين، مثل راغب علامة وسميرة سعيد المغربية، التي عُرفت من خلال هذا البرنامج، وبالتالي فمن الصعب أن نُقَيم التجربة في مصر، لكن النتائج تقول إنها مخيبة جدًا على مدار الـ11 عامًا الأخيرة''.

''مخدرات غنائية''

وفيما يخص برامج الغناء الشعبي، قال غريب إنه لم يشاهد الحلقة، ولكنه رأى البرومو مع بعض الدعاية عن الحلقة، معتبرًا أن المسألة ''تجربة، ليس أكثر''.


وأشار رئيس تحرير ''الكواكب''، في حديثه لمصراوي، إلى أنه ''إذا كانت تلك الأصوات تستطيع أن تُغني جيدًا، فلماذا لا يُغنون كل شيء؟ ولماذا يعتمدون على تلك النوعية من الأغاني الشعبية التي نُسميها اليوم أغاني المهرجانات، التي تعتمد على أجهزة صوتية إلكترونية''.

وأضاف ''هم لا يقدمون أداءً راقيًا، أو فنًا مُحترمًا يجعلنا نحكم عليهم، لكنهم يقدمون نوعًا من الإلهاء الشعبي، أو ضربًا من المخدرات الغنائية، يجمع حولهم نوعية معينة من الجمهور، ولا أظن أن هذا غناء حقيقي، أو أنه سيُكتب له الاستمرار''.

لجان التحكيم ''توليفة''

وتعليقًا على لجان التحكيم بتلك البرامج، علقَ غريب بأن ''اللجان التحكيمية في مجملها جيدة، ولكن في بعض الأحيان لا يسلم الأمر من دخول اسم أو اسمين للتوليفة، فعادة يدخل مطربين كبار، ويكون هناك تمثيل لأكثر من قطر عربي، كالشام ومصر وهكذا، وعندما يعتذر بعض الفنانين عن المشاركة في تلك البرامج، يأتون بغيرهم لا يُشترط فيهم الكفاءة'' مضيفًا ''المهم هو التوليفة''.

وتابع غريب حديثه قائلًا ''هناك أصوات موجودة في لجان التحكيم لا تستطيع أن تُغني على الهواء، فالغناء في الاستوديو تسترهم، ولكن على الأصوات تكشفهم، وأظن أن كثيرًا من المطربين والمطربات القائمين على التحكيم لا يستطيعون الحكم على أي صوت''.

ولخص رئيس تحرير ''الكواكب'' رؤيته لمسألة التحكيم بقوله ''الحكاية كلها تجارية، ياخذوا قرشين ليظهروا أمام الناس، ويتم بيع البرامج على أسماءهم لجلب الإعلانات والدعاية، وكذلك فالتصويت على الهاتف يكون له أثره، أيضًا، إذا كان هناك اسم كبير، لذلك فالمسألة تجارية بحتة''.

فرصة للمواهب الجديدة

ولماجدة موريس، الناقدة الفنية، رأيًا مشابهًا، فهي تعتبر أن الأصوات الموجودة في البرامج الحالية لا تؤثر بشكل مباشر على مستوى الأغنية في مصر، بل تُعتبر أقل فعالية من سابقتها، ولكنها تُغير في أذواق الملايين من المشاهدين الذين يرونها، حسبما قالت.

ورأت موريس أن برامج ''إكس فاكتور'' و''ذا فويس'' و''آراب أيدول'' و''صوت الحياة'' كلها برامج ناجحة جدًا في بلدها، وبالتالي بدأت تُباع مثلها مثل أي سلعة أخرى، مضيفة أن جدية تلك البرامج وأهميتها تتعلق بجدية الناس القائمة عليها في أن يفتحوا فرصًا للمواهب الجديدة، وقالت ''لأننا بدونها سنُنهي وجود أي موهبة في مصر''.

وأكملت ''لجنة الاستماع في الإذاعة المصرية أُلغيت، وكذلك التليفزيون أيضًا، فقد تخلى عن دوره في إظهار المواهب الجديدة، وبالتالي فلا يوجد أي دعم لأي مطرب في مصر''.

ولفتت إلى أن مصر كانت أكبر مصدر للأصوات الكبيرة في المجتمع العربي، وأن الجميع كان يذهب للجنة استماع الإذاعة مهما كانت نجوميتهم، ومنهم كاظم الساهر، قائلة ''اللجنة توقفت، وأضواء المدينة توقفت، وكل شيء يخص المواهب انتهى''.

وتابعت موريس حديثها قائلة ''ما زالت المواهب موجودة، وبالتالي لابد من إيجاد طرق تصل بها للناس، وبرامج المسابقات هي الطرق الوحيدة الموجودة''.

ضياع الفرصة

وأضافت الناقدة الفنية ''بالطبع لا نستطيع القول أنها ليست برامج تجارية، فهناك إعلانات كثيرة داخلها، ولكننا يجب أن نأخذها بنية أخرى، وهي وجود مجموعة شباب مصري ولبناني ومغربي موهوبين، فقد قدمت تلك المسابقات نوعًا من التواصل القومي، عجزت كل الحكومات العربية أن تقوم به''.

وأكدت موريس أن هذا هو ''الجزء الجميل'' في المسألة، مضيفة ''المأساة تكمن فيما بعد إعلان الفائز في المسابقة، فلا يستطيع أن يسلك عالم الاحتراف، لأن البرنامج يحتكره ويمنعه لمدة سنتين أو ثلاثة حتى يضيعهم، ابتداءً من محمد عطية في ستار أكاديمي، وكارمن سليمان في أراب أيدول، وصولًا لعمرو قطامش في أربز جود تالنت، فكل هذه الأسماء لا شك في أنهم مواهب حقيقية، ولكن في بلد لا تستفيد منهم''.

وعن كفاءة لجان التحكيم، علقت موريس ''الحديث عن عدم كفاءة لجان التحكيم في البرامج وجيه، ولكن بعضهم يأتي بأشخاص لها علاقة بالموسيقى والثقافة، مثل حسن الشافعي، الذي يعمل موزعًا، ويُعنى بدراسة الموسيقي في الكونسرفتوار''.

وأوضحت ''إذا كانت اللجنة لا تفهم جيدًا في أسس الغناء، فمن الممكن التغلب على ذلك عن طريق تحديد مساعدين من أساتذة الموسيقى لكل شخص من لجان التحكيم، وبالتالي يتغلبون على هذا الجزء المفقود، لكنهم في النهاية يأتون بالنجوم، لشعبيتهم وجماهيريتهم''.

يُذكر أنه في الفترة الأخيرة، انتشرت برامج مسابقات غنائية كثيرة، يتبارى فيها مطربون من كافة أنحاء الوطن العربي في الغناء، وأحيانًا المهارات والمواهب الشخصية، ويتم التحكيم من خلال 3 أو 4 فنانين، وفقًا لتقليد البرنامج، ومن أشهر تلك البرامج ''ذا فويس'' و''إكس فاكتور'' و''آراب أيدول'' و''أرابز جود

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج