لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

البرادعي والإخوان.. ''مرجحية سياسية''

03:28 م الأحد 03 مارس 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- منى قطيم:

''أنا واخويا على ابن عمي، وأنا وابن عمي على الغريب''..أحد الأمثال الشعبية القديمة التي يرى البعض أنها تنطبق على علاقة جماعة الإخوان المسلمين بالدكتور محمد البرادعي، فمنذ 2010 مرورًا بالثورة ثم انتخابات الرئاسة وحتى الآن، ونجد العلاقة تتأرجح بين الاثنين ما بين دعم وتنافر وتكامل وتضارب مصالح.

الجمعية الوطنية للتغير

البداية كانت مع ظهور الجمعية الوطنية للتغيير على الساحة السياسية، كونها كيان جديد بدأ في جذب الانتباه إليه، واستطاع أن يجمع النخب السياسية على اختلافاتهم، ليرمي حجرًا في المياه الراكدة على حد تعبير البعض، ليظهر سعد الكتاتني، رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان آنذاك، من بين الأعضاء، وتقوم الجماعة عن طريق موقعها الإلكتروني في جمع التوقيعات للجمعية.

إلى هنا، تبدو العلاقة على السطح بأن هناك تكامل بين الطرفين، وبخاصة بعدما صرح البرادعي أن الجماعة ليست ''وحشًا'' وأنه لابد من ترك الفرصة لهم لممارسة السياسية، وذلك في الوقت الذي رأت فيه الجماعة أن البرادعي يحسب له وقوفه ضد التوريث، وظهر الطرفان وكأنهم شركاء.

يأتي ذلك ليؤكد عمار علي حسن، أستاذ العلوم السياسية، في مقالة له، تفاصيل ما وراء الكواليس أثناء تلك الفترة، بين الإخوان والدكتور البرادعي، موضحًا أن الانضمام في البداية للجمعية كان أمرًا مرفوضًا تمامًا، بحجة أن الجماعة كيان ''عجوز'' عريق، كيف لها أن تنضم لكيان حديث هكذا.

ثم يتم الانضمام ويبدأ الحديث، أن الإخوان وجدوا في التحالف مع البرادعي وجمعيته ضالتهم، بعدما فشلوا في التفاهم مع الحزب الوطني حول نسبتهم في مقاعد البرلمان، فالحزب في ذلك الوقت كان يملك من القوة والثقة والجبروت- على حد تعبير البعض- ما يجعلهم في غنى عن الاتفاق مع المعارضة.

ليأتي البعض ويؤكد أن كلًا من الإخوان والبرادعي حاول الاستفادة من الآخر لأقصى مدى، فالبرادعي حاول الاستفادة من خبرة الإخوان وتاريخهم الطويل في الساحة وقربهم من الشارع أكثر، وكذلك في جمع التوقيعات لتفويض البرادعي لتغيير الدستور.

أما الإخوان، فوفقًا لما أكده عبدالجليل الشرنوبي، العضو السابق للجماعة، في حديث سالف، أن الجماعة حاولت ضرب نظام مبارك وإضعافه عن طريق البرادعي، الذي رأى أنه يتصدر المشهد بينما لا يزالوا هم في الكواليس، حتى لا يطولهم انتقام النظام.

ثورة يناير

قد تكون العلاقة بين الإخوان والبرادعي كانت لا تزال في مرحلة التفاهم في بداية أيام الثورة، وهو ما دلل عليه البعض بحادثة القبض على عصام العريان، القيادي الإخواني، بعدما خرج بحوالي ساعتين من منزل البرادعي.

لكن بعيدًا عن مواقف كل منهم في الثورة وتوقيت المشاركة، إلا أن كثير من الشواهد أكدت عدم حدوث توافق في الآراء، ففي الوقت الذي انتقد فيه البرادعي جلسات الحوار الوطني للواء عمر سليمان، نائب الرئيس السابق محمد حسني مبارك، واقفت جماعة الإخوان على الدعوة التي وجهت لهم لحضور جلسات الحوار.

ما بعد الثورة والانتخابات

تنحى مبارك بعد 18 يومًا من الضغط الشعبي، وأصبحت الساحة السياسية خالية، وبدأت القوى السياسية في البحث عن مصالحها كما وجد البعض، لذلك توقع الكثيرون أن تبدأ العلاقة في مرحلة تضارب المصالح، على الرغم من أن كلا الطرفين حاول أن يبدي عدم رغبته وسعيه للكرسي.

شهور قليلة مرت على التنحي، وبدأ أفراد من الجماعة في توجيه الانتقادات للبرادعي، التي تمثلت في بعده عن الشارع واتهامه بالتردد، وعندما سُئل العريان- قبل أن تقرر الجماعة الزج بمرشح لها- عن موقف الجماعة حال ترشح البرادعي للرئاسة، قال إنه إذا أصبح البرادعي مرشحًا يحظى بتوافق وطني، فإن الجماعة ستدعمه.

ظل الحال بين الطرفين تحكمه ''المرجيحة السياسية'' فحتى الآراء لم يحدث بينها تطابق، وبعدما كان الحديث حول الدعم في انتخابات الرئاسة، كشف البرادعي عن رفض الإخوان له رئيسًا للوزراء خلفًا لعصام شرف، وأنهم أبلغوا المشير طنطاوي وقتها بموافقتهم على أي شخص ما عدا البرادعي.

لتصل العلاقة التي بدأت بمظهر التكامل، وتمر بمرحلة ارتباك، لتصل بعد ذلك لمرحلة الهجوم من جانب الطرفين، فالبرادعي يرى أن الرئيس الذي خرج عن الجماعة ''طبيب فاشل لا يستطيع تشخيص المرض'' داعيًا لمقاطعة الانتخابات البرلمانية، ما جعل أفراد من الجماعة تتهم البرادعي بـ''الهروب من الاختبار الشعبي'' وأنه يرغب في سلطة تنفيذية دون تفويض ديمقراطي

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج