إعلان

دعوات استقلال المحافظات.. تقسيمًا لمصر أم محاولة لفت الانتباه؟

02:03 ص الخميس 28 فبراير 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أشرف بيومي:

الاستقلال عن الجمهورية فكرة قديمة عاودت الظهور مرة أخرى عندما قرر نشطاء بمحافظتي السويس وبورسعيد ومدينة المحلة التابعة لمحافظة الغربية الاستقلال عن الجمهورية، وأعلن محتجون بالمحلة انفصال المدينة عن المحافظة وعن النظام الحاكم في مصر، واستولى متظاهرون على مقر مجلس المدينة، وأعلنوا استقلالها.

وكانت أسباب إعلانهم الاستقلال قد جاءت في بيان نشروه على شبكات التواصل الاجتماعي، أوضحوا فيه أن القرار جاء احتجاجًا على الإعلان الدستوري الذي اعتمده الرئيس محمد مرسي، وأشاروا إلى أنهم بدأوا تشكيل مجلس رئاسي خاص يضم عددًا من أعضاء التحالف الثوري بالمحلة ليعادل المجلس المحلي للمدينة ويراقب أعماله.

المحلة مستقلة
وقبل الذكرى الثانية للثورة، أقامت منظمة ''استقلال مدينة المحلة'' مؤتمرًا تحضيريًا للإضرابات والاعتصامات المُقرر تنظيمها يوم25 يناير، والتي جاءت بهدف ''إسقاط النظام وعدم أخونة الأجهزة الحكومية بالدولة''.

وطالبت المنظمة بـ''ضرورة وضع مدينة المحلة كمدنية ذات طابع خاص، وتحويلها لمحافظة، وأن تكون لها ميزانية مخصصة'' وعللت ذلك بأنها مدينة تجارية عمالية صناعية من الطراز الأول على مستوي الجمهورية.

فيما أصدرت قوى وطنية بمدينة المحلة الكبرى بمحافظة الغربية بيانًا من ''مجلس إنقاذ الثورة'' أكدت فيه على ضرورة استقلال المحلة عن مصر، وتأسيس نموذج لسيادة القانون المستند إلى شرعية الجماهير، التي أوضحت أنها ''طالبت، وما زالت تطالب بالحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة''.

السيطرة على الحكم المحلي
ومن جهتهم، أعرب عمال من المحلة عن رغبتهم في السيطرة على إدارة الحكم المحلي، موجهين رسالة إلى النظام الحاكم بأن الأمر في استطاعتهم، وذلك وفقًا لما جاء على لسان كريم البحيري، أحد الناشط العماليين، الذي قال: ''اتخذ العمال عبارة الشعب يريد إسقاط النظام شعارًا لهم''.

ولفت البحيري إلى أن تحركات العمال الأخيرة في المحلة لا تعني رغبتهم في الانفصال عن الدولة، ولكنهم يريدون الانفصال إداريَا عن المحافظة، وذلك بسبب ''الإهمال الشديد والتهميش الذي تقابله المدينة الصناعية من قبل محافظ الغربية، وهو ما انعكس على تدهور البنية التحتية للمدينة'' مشيرا إلى أن العمال لديهم مطالب سياسية كالحق في تكوين نقابات عمالية.

وأكد البحيري أن ''عمال المحلة سوف يستكملون أهداف ثورتهم، وهم قادرون على تحقيق ما يريدون، وأكبر دليل على ذلك سيطرتهم على إدارة الحكم المحلي، وإذا كان أهالي المحلة يريدون الاستقلال والحكم الذاتي، فالأمر في استطاعتنا''.

فوضى بورسعيد
وفي بورسعيد، شهدت المحافظة عقب النطق بالحكم في القضية المعروفة إعلاميا بـ''مذبحة بورسعيد'' حالة من الفوضى الناجمة، ظهرت في محاولات اقتحام للأقسام وتهديدات بإغلاق قناة السويس، الأمر الذي أدى لسقوط عدد من القتلى والمصابين.

وتخوف البعض من أن تصل حالة الغضب لإعلان استقلال بورسعيد عن مصر، حتى جاء يوم الجمعة الموافق 1 فبراير، وسُميت بـ''جمعة الخلاص'' وهتف أهالي بورسعيد شعار ''دولة مستقلة'' وسط دعاوى عديدة بضرورة انفصالها، وقاموا برفع أعلام مكونة من ثلاثة ألوان، الأبيض والأخضر والأسود، تتوسطها  كلمة بورسعيد، تعبيرًا عن رغبتهم في الاستقلال عن الدولة.

أما السويس، فشهدت عدة اشتباكات بين قوات الأمن والمتظاهرين خلال الاحتفال بالذكرى الثانية للثورة، انتهت بسقوط 9 ضحايا بينهم مجندين، وعمت حالة من الانفلات الأمني بعد أن قام عدد من جنود الأمن المركزي بالتجول داخل شوارع المدينة، وقاموا بتكسير بعض السيارات، وذلك في رد فعل على وقوع قتلى منهم، ما أدى إلى انتفاض بعض المواطنين السويس، الذين طالبوا بالاستقلال عن مصر جراء تلك الأحداث.

''العصيان حق مشروع''
عن رأيه في حق المحافظات في الاستقلال، أوضح كمال عباس، رئيس مؤتمر عمال مصر أنه ''من حق كل المحافظات أن تُطالب بالاستقلال، وأن تستخدم العصيان، وتستقل بدولتها بسبب الظلم الموجود''.

وأضاف أنه لا يدين المحلة أو بورسعيد أو غيرهما إذا استمرت في تلك المطالب، بعد سوء الأوضاع الحالية واستمرار نهج النظام الحالي في قمع الحريات والسيطرة على الدولة وكل مؤسساتها.

''دعوات الاستقلال كرهًا في الإخوان''
ومن جانبه، أكد كمال أبو عيطة، القيادي العمالي، أنه لا يعترف بدعوات الاستقلال التام عن البلد، ولكنه يؤيد الاستقلال عن جماعة الإخوان، مضيفًا أنه لا يوجد مصري يريد أن يفرط في وطنيته أو في بلده، وأن عمال المحلة وشعب بورسعيد والسويس يقصدون الإخوان وليس مصر.
 
وأضاف أن تلك الدعوات جاءت كرهًا للإخوان وليس تقسيمًا لمصر، لافتًا إلى أن ''هناك أشخاص تركوا دينهم، وآخر انتحر في شركة سوميد، وأزمات أخرى على جميع المستويات بسبب جماعة الإخوان''.
 
وتابع أبو عيطة: ''هناك كثير من المصريين هاجروا خارج البلاد، ولم يقتصر الأمر على المسيحيين فقط، الذين دائمًا ما يتردد خوفهم من العيشة في مصر، لذلك فدعوات الاستقلال أصبحت منطقية في تلك الأيام''.

''الاستقلال غير منطقي''
وعلي النقيض تمامًا، أشار سمير فياض، نائب رئيس حزب التجمع، أن ''فكرة استقلالية المحافظات غير منطقية على الإطلاق، ولكنها وسيلة يعبر من خلالها الشعب عن غضبه من الحالة التي وصلت إليها البلاد''.

وأضاف أنه ''لا يجوز استقلال أي محافظة لأنها مهما كانت تُعتبر جزءًا أصيلًا من مصر، وفكرة الاستقلال نفسها قد تكون خدعة لتوجيه الانتباه إلى المحافظات ومشاكلها، وهذا موقف طبيعي، خصوصًا في ظل الظروف الراهنة التي تؤكد أن المصريين في خطر''.

واختتم فياض حديثه محذرًا من تكرار هذا المطلب على مستوى المحافظات جميعها في ظل حالة عدم الاستقرار الموجودة، وذلك بعد أن تكرر الأمر مع السويس وبورسعيد، مطالبًا مرسي بضرورة امتصاص غضب الشعب المصري.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان