إعلان

''الحسيني أبو ضيف'' يروي ذكرياته بعد عام على رحيله

10:23 ص الخميس 12 ديسمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمود أمين ومروة صابر:

''أُحبُ وطني، وأتمنى أن ينال ما يستحقه من حرية وعدل .. قومي، عربي، ناصري، ديني هو العروبة التي صنعها الإسلام'' بهذه الكلمات وصف الصحفي الراحل الحسيني أبو ضيف نفسه.

رَحَلَ أبو ضيف في 12-12-2012، ترك دُنيا اخذت منه أكثر مما أعطته، بعد أن ظل لخمسة أيام فاقداً للوعي، يلوم من غدر به فجأة ودون إنذار برصاصة في الرأس .. قتل أبو ضيف ولم يمنح فرصة أن يعرض ما التقطته عدسته يوم إصابته.

في الخامس من ديسمبر عام 2012، كان أبوضيف يحضر اليوم الأخير من دورة تدريبية تابعة لنقابة الصحفيين، وبحسب من كانوا معه، ترك لحظة التكريم والحصول على الشهادات، وذهب مهرولاً الى قصر الاتحادية حاملاً كاميرته؛ ليصور ويوثق الأحداث.

وعند الثانية فجر السادس من ديسمبر، خانته حواسه التي لم تلحظ تلك الرصاصة الغادرة القادمة عن يمينه، لتستقر في رأسه، ويسقط سلاحه ''الكاميرا'' أرضاً.

في الذكري الأولي لرحيل أبو ضيف، يسلط مصراوي المزيد من الضوء علي شخص وشخصية أبو ضيف، ليس على لسان أقاربه أو أصدقائه، وإنما على لسان أبو ضيف، من خلال ما كتبه بنفسه، على حسابه الشخصي علي موقع التواصل الاجتماعي''فيس بوك''.

القول المأثور

''كل مذهبين مختلفين إما ان يكون أحدهما صادقاً والآخر كاذباً، أو أن يكونا كاذبين، أو يؤديان لمعنى واحد هو الحقيقة''، هذا هو القول المأثور المفضل عند الصحفي الراحل.

مسيحي يتساءل

في الثامن من يناير، عقب حادثة كنيسة القديسين 2011، نشر أبو ضيف نص حوار دار بينه وشاب مسيحي سأله، ماذا سيحدث إذا انفجر مسجد، وأدرف ''أحد الشباب القبطي سألني، ماذا سيحدث لنا، إذا انفجرت قنبلة في مسجد أثناء صلاة الجمعة، وعندما حاولت تصور واقع الإجابة أُصبت بقلق لن يزول''.

تحرير مصر

نزل الحسيني أبو ضيف إلى ميدان التحرير؛ لتحرير مصر ممن وصفهم بالخونة واللصوص، وكتب في السادس والعشرين من يناير عام 2011، ''نازلين حتى تحرير مصر من الخونة واللصوص والعملاء، الشعب يريد اسقاط نظام حمارك''.

أسماء محفوظ

من سمات الفارس، إنه إذا أخطأ بادر بالاعتراف بخطأه، اعترف أبو ضيف على صفحته ''شوفوا بصراحة انا كنت شايف انها بنت هبله- الحديث على الناشطة أسماء محفوظ- لكن بعد ما شفت صورتها وهي خارجة من النيابة العسكرية، غيرتُ رأيي، دي أحلى مُزة وبنت عاقلين كمان''.

كيف تشعل ثورة

في الواحد والعشرون من مارس 2011، أستنتج أبو ضيف خمس نقاط تُلخص أحداث الثورة، وعَنونها بـ ''كيف تشعل ثورة بعد نشر دعوة للتظاهر على ''الفيس بوك'':

أولاً: الحاكم ينفى امكانية حدوث ذلك

ثانياً: يقطع النت والفيس بوك لأنه إبليس

ثالثاً: يلقي3 خطابات يَعد فيها باصلاحات

رابعاً: يُرسل قناصه أو خيول أو قوات رجعية للقمع

خامساً: يرحل يوم الجمعة

تساؤلات عن الشرطة

تساءل أبو ضيف ''متى قامت الشرطة بواجبها الحقيقي؟، متى ذهب أحدنا لقسم شرطة وأخذ حقه؟ متى أبلغت عن سرقة فمسكوا الحرامي؟''.

وكتب يجيب على نفسه: مش عايزين خونة الشرطة الذين أطلقوا الرصاص، والمساجين، واحرقوا المستندات، يرجعوا تاني، والبديل خريجين كلية الحقوق يحلوا محلهم''.

مينا دانيال

دَوّنّ أبو ضيف، على صفحته، كيف تَعرف علي مينا دنيال، معلناً: ''أول مرة رأيته، كانت في 29 يناير، بميدان التحرير مصاباً بطلقة في قدمه من قناصة وزارة الداخلية، وبعدها دهشت عندما رأيته في الصفوف الأولى يدافع عن الثورة، مساء موقعة الجمل، ثم معتصماً بالميدان؛ لإسقاط حكومة شفيق، وأُصيب بسونكي في رأسه أثناء هجوم الـ777 الأول، ثم اعتصم لمحاكمة العادلي، ثم اعتصم بعد 8 أبريل، ثم اعتصم مؤخراً مع أهالي الشهداء، حتى فض الجيش والشرطة والبلطجية الاعتصام في أول يوم في رمضان، وكانت اخر مرة رأيته فيها مساء الجمعة الماضية، وعزمته على كوب شاي، لكنه طلب تأجيله، كان يضحك دائما ويشعر بالأمل، في غد أفضل لمصر والثورة، حتى ذُبح على أيدي طنطاوي وعنان وحمدي بدين قائد البلطجية في إدارة الشرطة العسكرية''.

ست البنات

وفي ظل حكم المجلس العسكري الذي تولى الحُكم بعد تنحي مبارك، قال عن واقعة تعرية فتاة أحداث مجلس الوزراء، ''عن ست البنات، كل من يقبل قتل المصريين، واستاح أعراضهم، هو أحد عبيد العسكر، وندعوا له ان يهديه الله قبل ان يُقتل على أيديهم وهو يرى أمه وأخته تُسحل بأيدي العسكر''.

علل؟

تساءل أبو ضيف ''علل تنجح الثورات العربية في الجمهوريات فقط، اما إذا حدثت في بلدان ملكية لا تحظى بدعم الجزيرة أو الغرب وتقمع وتجهض بسهولة''.

الإخوان

كتب أبو ضيف عن الحزب الوطني وعن تزوير الانتخابات ووصف حزب الحرية والعدالة بالحزب الوطني الإسلامي الجديد، كاتباً: ''الحزب الوطني كان يزور الانتخابات بتسويد البطاقات والحزب الوطنى الإسلامى الجديد يزور وعي الناس، عندما قال لهم ان التصويت بنعم يعنى نصر الدين، واذا لم يفعلوا ذلك فإن الإسلام في خطر، لن انسى لهم ما حدث واقول وبصدق ان ثورة 25 يناير في خطر''.

وفي التاسع من أكتوبر لعام 2012، لخص الحسيني أبو ضيف تاريخ الإخوان الذي وصفه تهكماً ''بالمشرف'' قائلاً: في عصر الملك هتفوا الملك حبيب الله، عندما هتف المتظاهرون النحاس حبيب الشعب.

في عصر ثورة يوليو حاولوا اغتيال عبد الناصر، عندما رفض الخضوع لهم واتخذ خطاً مستقلاً.

في عصرالسادات تواطأوا معه، ضد اليسار ليمهدو لكامب ديفيد.

في عصر مبارك تواطأوا معه، ضد الثورة الإسلامية المسلحة فمكنوه من استعباد المصريين.

في عصر عسكر مبارك تواطأوا معهم ضد الثورة، وذبحوا أنبل شباب مصر من أجل الكراسي، يسقُط الإخوان عبيد السلطان.


وعاد أبو ضيف ليكتب ''في الحقيقة لابد ان اوجه الشكر لجماعة الإخوان على بلطجتها اليوم؛ لأنهم اختصروا فترة زمنية، كانت ستطول حتى يعي الجميع سفالتهم وانحطاطهم وخيانتهم''.

وفي الواحد والثلاثين من أغسطس، كتب أبو ضيف ''نازل للتظاهر من دوران شبرا حتى التحرير، بالاشتراك مع حركتي كفاية ومينا دانيال من أجل تحرير أسرانا ورفض صناعة محمد مرسى مبارك''.

في الخامس عشر من نوفمبر العام الماضي أي قبل مقتله بأيام، كتب أبو ضيف ''من على منبر مسجد السلام، في شارع جميلة بوحريد، حيث تصطف سيارات الأمن المركزي، لحصار المصلى الضخم كل جمعة، كان يقف صبحي صالح، مطلقاً صوته للعنان، مطالباً مبارك العميل، بفتح باب الجهاد، أنقى لحظاتنا النفسية، وأصلب القضايا التي آمننا بها كانت عبارة عن مناورة سياسية، ولعبة شد و جذب بين مبارك والإخوان، و أن التصرف دائماً واحد حينما تعتلي كرسي السلطة''.

وائل غنيم

وجه أبو ضيف انتقاداً حاداً، للناشط وائل غنيم من خلال صفحته الشخصية، قال فيه ''وائل غنيم الاخوانجي يدعي ان الإخوان الضاربين، والشباب المضروبين على خطأ، يسقط من يُدينُ الضحية، ويضعها في مرتبة واحدة مع الجلاد''.

فلسطين عربية

أبو ضيف ''القومي-الناصري'' كما عرف نفسه، كان يذهب في الثاني من نوفمبر، بالتزامن مع ذكرى وعد بلفور، إلى مقر السفارة البريطانية في القاهرة، مُعلناً ''فلسطين عربية''، كتب يقول ''نازل مظاهرة السفارة البريطانية الساعة 3 في ذكرى وعد بلفور لأقول: فلسطين عربية وسنحررها ومن لايملك أرض فلسطين اعطاها للعدو الصهيوني''.

سفارة العدو

كان أبو ضيف يحلم بإقتحام السفارة الإسرائيلية، وهو ما حدث بالفعل، وكتب قبل ذهابه إلى مقرها ''أنا نازل مظاهرة عند سفارة العدو، ويارب نقتحمها تعالوا خلينا نكمل ثورة 25 يناير''.

روح الفكاهة

لم يخل الحساب الشخصي لأبو ضيف من روح الفكاهة، ففي الثالث من نوفمبر عام 2010، كان هذا التاريخ هو يوم ميلاد حسابه على فيس بوك، كتب مداعباً أصدقائه بمناسبة العيد، ''أصدقائي هذا هو حسابي الجديد بمناسبة العيد، وقبولى لديكم اكيد للهروب من استبداد الفيس بوك، الذي يكرهني رغم انني أعتبره جزءاً هاماً من حياتي''.

وفي الثالث من نوفمبر من العام نفنه، اعلن أبو ضيف عبر صفحته، عن سرقة هاتفه، مُعلقاً بكلمات طريفة: ''تنبية هام إلى كل الأصدقاء تليفوني، سرقه أحد المواطنين الشرفاء برجاء ارسال ارقامكم على انبوكس الفيس، شكراً''.

بعد رحيله

''صفحتك مزار وضريح.. ندخل نزور، ونصبح عليك، ونشكي لك، ونطلب دعواتك لنا بالصبر والرحمة.. نفكرك بينا، ونقولك: للأسف معرفناش نكمل، ولا نكون زيك، ولا نحصلك.. صباح الخير يا صديقي'' كلمات كتبها عصام الزيات على حساب أبو ضيف منذ أيام.

لم يتوقف حساب أبو ضيف على فيس بوك عن النبض رغم رحيله، اصدقائه يدخلون على صفحته يتفاعلون معه ويسألونه عن حاله، رُغم تأكدهم بأن لا رد على أسئلتهم.

كتبت إحدى صديقات أبو ضيف، بعد مرور عام علي رحيله، وكانت تذكره بحوار دار بينهما ''مر عام على رحيلك ..متخيل فعلا يا حسيني ..سنة بحالها ..فاكر يوميها اتصلت بي، قولتلي انتي جوة القصر بتحضري مؤتمر محمود مكي ..قلتلك ايوه ..قلتلى فيه اشتباكات برة القصر أول ما تطلعي من الباب كلمينى انا بره ..خرجت من باب القصر وانشغلت فاني اطلع برة اﻻشتباكات وضرب النار ..مكلمتكش ..وروحت ..ومشوفتكش ...من ساعتها مشوفتكش''.

وكتبت شيماء جلال صديقة الحسيني والصحفية بجريدة الفجر عن أخر لقاء جمع بينهما ''قبل ما الحسينى يستشهد كان معانا في اعتصام محمد محمود عند المجمع، وكان موجود سيد المخبر بتاع الميدان، وكان الحسيني بيقولي تفائلي، ثورتنا هتنجح، وكان تقريباً الإخوان معتصمين عند المحكمة الدستورية وكان بيقولي الحكم هايكون في صالحنا، وجه سيد المخبر وبيكلمنا والحسينى سجل معاه فيديو بيساله عن رأيه في حكم مرسى وسيد سجل مع الحسينى واتكلم وقال اللى في نفسه، وبعد ما خلص سيد تسجيل سأل الحسينى ديه أختك؟، قاله ايوه. فسيد بيوجهلي كلام بيقولى ما تكلميش اي ولد في الميدان، فالحسيني قاطعه وقاله عيب يا سيد لما تقول كده وانا قاعد، وده كان آخر يوم اشوف واقعد واتكلم مع الحسينى''.

أخر رسالة

كتب محمود كامل، للحسيني علي صفحته ''يا صديقي لحد النهاردة أي صحفي أو معد برامج يطلب مني أرقام مصابين أو أهل شهداء في أحداث محمد محمود باخد كوبي من آخر رسالة انت بعتهالي، حتى وانت مش معانا بجسمك روحك معانا بتخدم المصابين والشهداء وبتدور على حقهم''.

حبك مقرون بأنفاسي

نشد الشيخ عبدالله نصر على صفحة الحسيني وقال ''والله ما طلعت شمس و لا غربت إلا و حبك مقرون بأنفاسي''، وعاد نصر ليكتب ''على خطاك أمضي وبهديك أهتدي سلام، إلى اللقاء''.

إخلص إنسان

أما شقيقة مينا دانيال، لم تنسي أبداً أبو ضيف، الذي وقف بجانبها بعد مقتل شقيقها في أحداث ماسبيرو، كتبت ماري دانيال، التي وضعت أبو ضيف في مكانة الأخ ''حبيبى يا انقى وأطهر وأخلص إنسان شفته وعرفته تحلى بكل معاني الإنسانية المطلقة، اعمالك تتحدث عنك وحشتوني، عن مينا دانيال والحسيني أبو ضيف اتحدث''.

بعد فوات الآوان

كتبت بسمة فوزي، تعلن عن غضبها من نفسها بعد تأخرها في قبول صداقة الحسيني أبو ضيف، ''عارف اكتر حاجة مضيقانى ايه دلوقت ؟! اني رحت اشوف بروفيلك عادي جداً، لقيتك باعتلي إضافة من زمان اوي، وانا مقبلتهاش الا بعد فوات الآوان، لو كنت اعرف كنت قبلتها، واتعرفت عليك وكنت هفتخر بده صدقني، انا اول ما عرفت خبر وفاتك دمعت بس بعد ما شفت الريكوست دمعت اكتر، تفتكر ليه الناس الكويسة مبنعرفهمش الا بعد فوات الآوان''.

دعوة فرح

اختلف أحمد سعيد، عن الآخرين ففي وقت الفرح، لم ينس صديقه أبو ضيف، وأصر أن يحتفل بجواره، كتب سعيد لأ بو ضيف ''مقدرتش افرح لوحدي انا وإيمان من غيرك، ونزلنا عملنا خطوبتنا في نفس المكان اللي استشهدت فيه، وماسيبناش الميدان لحد مامشيناهم ومش هنهدي غير لما نحاكمهم اشوفك في الجنة ياصاحبي''.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج

إعلان

إعلان