''الطابور الخامس''.. التطور الطبيعي لـ ''لقلة المندسة''
كتب- محمد أبو ليلة:
''قلة مندسة''، ''طابور خامس''، شعاران أعقبا ثورة 25 يناير وأحداث 30 يونيو، أطلقا على مجموعة من السياسيين المعارضين لنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك وايضا كثير من السياسيين والنشطاء الذين أيدوا 30 يونيو لكنهم عارضوا الإجراءات التي تمت بعد ذلك وتعامل الأجهزة الأمنية مع جماعة الإخوان المسلمين وأنصارها.
بعد ثورة يناير علقت اتهامات التخوين والعمالة للخارج ببعض النشطاء والحركات، وقدمت بلاغات للنائب العام بذلك، وكان أشهر ذلك تصريح اللواء حسن الرويني، أحد أعضاء المجلس العسكري الذي حكم مصر بعد سقوط مبارك وحتى انتخاب مرسي، لحركة شباب 6 أبريل وقت المظاهرات التي خرجت تطالب بإسقاط حكم المجلس العسكري.
وعلى نفس النهج صار الرئيس السابق محمد مرسي وجماعته؛ حيث اتهم معارضيه بأنهم ''أعداء الثورة''، والعمالة لجهات أجنبية ومعاداة الإسلام، كما جاء في مؤتمر لأنصاره أمام قصر الاتحادية الرئاسي يوم 7 ديسمبر الماضي.
وبعد 30 يونيو وعزل مرسي، ظهر على الساحة السياسية مصطلح ''الطابور الخامس''، وألصق بعدد من السياسيين والنشطاء وطالتهم اتهامات أيضا بالتخوين والعمالة.
نشأة المصطلح
''الطابور الخامس'' هو مصطلح دارج في أدبيات العلوم السياسية والاجتماعية، يطلق على ''العملاء الذين يعملون داخل بلد لمصلحة العدو''، ورجع نشأته إلى الحرب الأهلية الإسبانية في ثلاثينيات القرن الماضي.
وكان الجنرال ''أميليو مولا''، أحد قادة القوات الإسبانية الزاحفة على مدريد، هو أول من أطلق هذا المصطلح، حيث كان جيش الثوار يتكون من أربعة طوابير، وكان هناك طابور خامس مع الثوار، يتجسس عليهم لحساب السلطة وقتها، وبعدها ترسخ هذا المعنى في الاعتماد على الجواسيس في الحرب الباردة بين المعسكرين الاشتراكي والرأسمالي.
وتعتبر رواية الطابور الخامس لـلكاتبة الانجليزية أجاثا كريستى، من أكثر الروايات مبيعا في العالم، حيث تناولت الرواية قصة البحث من قبل الاستخبارات الإنجليزية عن الطابور الخامس أي (الجواسيس) التابعين للألمان على الأراضي البريطانية.
كما أستخدم مصطلح ''الطابور الخامس''، عنواناً لمسرحية كتبها المؤلف الأمريكي (أرنست هيمنجواي)، حيث ألفها وقت الحرب الإسبانية، أثناء ما كانت مدريد تتعرض للقصف، وتم نشرها عام 1938، وكانت تتضمن أيضا قصة الجواسيس والعملاء.
ويرى الناشط السياسي طارق الخولي، القيادي بحركة شباب 6 ابريل، أن ''الطابور الخامس'' حاليا هم جماعات تابعة للإخوان المسلمين تحت مسميات عدة، لخدمة مصالح الجماعة.
وقال الخولي، في تصريح لمصراوي، ''إن مصر تتعرض هذه الأيام لانتفاضة من قبل هذه المجموعات والأفراد.. وهؤلاء يسعون لتخريب البلاد وإفساد حالة التوحد بين الشعب والجيش والشرطة في مواجهة الإرهاب''، حسب تعبيره.
من جانبه
بينما يشير الخبير الأمني خالد مطاوع في تصريحات خاصة إلى أن الدول العظمى تستخدم أفراد الطابور الخامس في استهداف الدول التي تتعارض مع مصالحها.
كما أوضح أن مصر مستهدفة من دول وتنظيمات كبرى تسعى للسيطرة على السلطة، مما يجعلها تقوم بزرع جواسيس وعملاء من أفراد الطابور الخامس كجماعة الإخوان المسلمين، وما يسمي بـ التحالف الوطني لدعم الشرعية، ومن يعارض السلطة الحالية.
في السياق ذاته نشرت مجلة الأهرام العربي الناطقة باسم الدولة الأسبوع الماضي، قائمة لسياسين ومشاهير ممن شاركوا في ثورة 25 يناير و30 يونيو، وذو توجهات فكرية مختلفة عن جماعة الإخوان المسلمين، أطلقت عليهم أسم (الطابور الخامس)، نظرا لمعارضتهم السلطة الحالية، كان أبرزهم نائب رئيس الجمهورية السابق الدكتور محمد البرادعي، وأستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة عمرو حمزاوي، والخبير السياسي سيف عبد الفتاح، والإعلامي عمرو الليثي والمطرب الشاب حمزة نمرة والشاعر عبد الرحمن يوسف.
وفي تحليله لمصطلح ''الطابور الخامس'' يرى محمد منصور الباحث بمركز الأهرام للدارسات السياسية، استمرار استخدام هذا المصطلح بدون سند أو دليل، سيؤدي إلى تشويه سمعة كثير من السياسيين المشهود لهم بالوطنية لمجرد بعض الخلافات السياسية وهذا سيؤثر بالسلب على خارطة الطريق، حسبما يؤكد.
ونوه إلى ان ذلك سيؤدي إلى صرف الانتباه عن المعارك الحقيقية التي ينبغي أن تحتشد لها القوى السياسية، وسيتحول الأمر إلى تصفية الحسابات.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: