الشارع تابع محاكمة مرسي: ''زيها زي مبارك''
كتبت - علياء أبوشهبة:
بينما كان منشغلا بفرط حبات الرمان التي أمامه ليعد بها العصير، كانت شاشة التلفزيون تنقل بثا حيا لأجواء محاكمة الرئيس السابق محمد مرسى، فيما كان الشارع شبه خاليا من المارة، علق ماهر عصام بائع العصير على المحاكمة قائلا :''زيها زي محاكمة مبارك و إيه الجديد يعنى''.
أكمل حديثه قائلا إن الناس تخوفت كثيرا من ردود الفعل الغاضبة لأفراد جماعة الإخوان المسلمين، وأعتبر أنهم سوف يكونوا وقود لثورة ثالثة لأن أعدادهم ليست قليلة، قطع حديثه زبون جاء ليطلب كوبا من العصير، ليختتم حديثه قائلا :''ربنا يصلح الحال''.
هدوء حذر
في جولة قام بها ''مصراوي'' في الشارع لاستطلاع ردود الأفعال حول المحاكمة، بدت الشوارع خالية من المارة إلى حد كبير، وأغلقت أغلب المحال أبوابها، بينما فتح البعض الآخر أبوابه متوجسا، وظهرت القلوب الحمراء متوارية في خجل لدى باعة الزهور الذين اعتادوا على التأثر بالأحداث السياسية.
على باب إحدى المدارس التجريبية التي كانت خالية تماما من الطلاب، حتى أنها كادت تكون مهجورة، قالت أم نعمة، عاملة النظافة في المدرسة، إنها لم تتابع أحداث المحاكمة نظرا لانشغالها في عملها، وأكدت أنها بالنسبة لها أمر يمكن متابعته عقب عودتها إلى المنزل، إذا كان لديها الوقت الكافي لذلك.
وقالت إن إدارة المدرسة أكدت على انتظام الدراسة لكن أولياء الأمور منعوا أبنائهم من الحضور، خوفا من وجود أي مظاهرات، كما أن المدرسين استغلوا الفرصة من أجل اللحاق بمواعيد الدروس الخصوصية.
استياء من الشغب
عبر هاتفه المحمول الذي خرج الصوت من خلاله مشوشا، حاول عماد عزت، متابعة أحداث المحاكمة، وقال: ''محدش أكبر من المحاكمة ايه يعنى رئيس جمهورية طالما غلط يتحاسب زيه زي مبارك ومهمها كان القاضي بيحكم بالعدل''.
كما أشار إلى استياءه من أحداث الشغب التي وقعت أمام مقر المحاكمة من ضرب ومطاردة مراسلي وسائل الإعلام، كما عبر عن رفضه الشديد لعدم موافقة الرئيس السابق على ارتداء زي الحبس الاحتياطي، وعلق قائلا :''هو فاكر نفسه يعنى أحسن من مبارك''.
على باب إحدى العمارات الفخمة تابع محمود حسين، حارس الأمن في العقار، وقائع المحاكمة وهو غاضب قائلا :''هي الناس دي مبتعرفش تحترم القانون أبدا''، مضيفا بأنه يرى قدرا كبيرا من الهمجية والسلوك العشوائي لدى أنصار الرئيس السابق، والذي يرى أنهم يرفضون الاعتراف بالواقع.
لقمة العيش
بينما عبر طلعت أبو النجا، عامل نظافة، عن استياءه من مساواة مرسى مع مبارك، مشيرا إلى أنه لا ينتمى إلى أي تيار سياسي، لكن كليهما لم يحصل على نفس الفرصة.
وأضاف أن المواطن ''الغلبان'' هو الذي يدفع الضريبة في كل الأحوال، وما يهمه هو لقمة العيش التي أصبحت صعبة.
وعبرت ندى عبدالعزيز، عن دهشتها من المخاوف لدى أصحاب المحلات التجارية والتي دفعتهم لإغلاق أبوابهم، قائلة :''البلد ممسوكة كويس مش لازم نخاف''.
وأضافت أنها تابعت وقائع المحاكمة التي نقلتها الفضائيات على اختلاف توجهاتها، ولكنها تميل إلى عدم تصديق كل ما سمعت من أخبار لأنها تعتبرها ''مجرد اجتهادات'' معتبره انه كان من الأفضل نقل وقائع المحاكمة بشكل مباشر، مثلما حدث أثناء محاكمة مبارك.
وكانت محكمة جنايات القاهرة قدد أجلت محاكمة مرسي و14 آخرين من قيادات الإخوان إلى 4 يناير القادم للاطلاع.
عُقدت جلسة المحاكمة في أكاديمية الشرطة بالقاهرة الجديدة برئاسة المستشار أحمد صبري، والذي رفع الجلسة مرتين لتعالي الهتافات داخل القاعة من قبل أنصار مرسي.
وكان المستشار هشام بركات، النائب العام، أمر بإحالة المتهمين إلى محكمة جنايات القاهرة، لاتهامهم بارتكاب أعمال العنف والتحريض على القتل والبلطجة.
وتشمل قائمة المتهمين إلى جانب الرئيس السابق، كلاً من القيادي الإخواني عصام العريان نائب رئيس حزب الحرية والعدالة، وأسعد الشيخة نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق، وأحمد عبد العاطي مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق، وأيمن عبد الرؤوف مستشار رئيس الجمهورية السابق، وعلاء حمزة، وعبد الرحمن عز، و أحمد المغير، وجمال صابر، ومحمد البلتاجي، ووجدي غنيم، و4 متهمين آخرين.
وأشارت التحقيقات إلى أن المتهمين استعملوا القوة والعنف مع المتظاهرين السلميين، فأصابوا العديد منهم بالأسلحة البيضاء، وروعوا المواطنين، وقبضوا على 54 شخصا واحتجزوهم بجوار سور قصر الاتحادية وعذبوهم بطريقة وحشية.
لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك... اضغط هنا
فيديو قد يعجبك: